غير مصنف

اعلان عن ساعة الصفر …الشاعر سعد علي مهدي

#الشبكة_مباشر_بروكسل

إعلانٌ عن ساعة الصفر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نامت على الجرح لم تنهض بها قدمُ
في عينها طائفان .. الوهمُ والحلمُ

آفاقها رحبة ٌ لكنّ محنتَها
تشكو لها واقعا ً بالضيق يصطدمُ

ريحٌ بدا همسُها وهما ً لأجنحة ٍ
إن ترتفع لحظة ً تودي بها الحِممُ

حرفٌ لهُ سمعة ٌ ما مسّها دنَسٌ
أو لامسَت زلّة ً يندى لها القلمُ

تاريخُ هذا الفتى سِفرٌ لملحمة ٍ
ضجّت بلاءاتها عبرَ المدى نعمُ

أمطارُهُ .. لم تزل تبكي بها سحُبٌ
أشعارهُ .. ثورة ٌ يزهو بها علمُ

ما كان يوما ً سوى إيقاع قافية ٍ
يهتزّ شوقا ً لها في بحره ِ النغمُ

نامت على جرحِها أحلامُ رحلته ِ
تمتصّها ذكريات ٌ ملؤها ألمُ

قد عاش من عشقه ِ عمرا ً بلا رقم ٍ
فاضت همومٌ بهِ كي يقفزَ الرقمُ

أشواقهُ حرقة ٌ .. أو راقهُ شغفٌ
أعماقهُ رغبة ٌ .. أحداقهُ ضرَمُ

ما كان يدري إذا ما الحبّ داهمهُ
هل مسّهُ طائفٌ للجنّ أم سقمُ

يا عنفوانَ الهوى .. يا زهوَ عاطفة ٍ
لم تكتئب لحظة ً إلا وتبتسمُ

رفقا ً بقلب ٍ مضى من عشقهِ خبرٌ
راحت بأسراره ِ الأشعارُ تنتظمُ

حتى وإن لم يكن في نبضه ِ سببٌ
يبدو كما ناسك ٍ بالكفر يُتّهمُ

بعض الرؤى متعة ٌ .. لكنّ أغلبها
إن لم تكن لوعة ً يغتالها العدَمُ

قد أكتفي في الهوى من دمعة ٍ جرَحَت
خدّي .. وإن كان في أعقابها ندمُ

جوعي شديدٌ .. وبعض الحبّ يُشبعني
لا يصدقُ القولُ .. أنّي عاشقٌ نهِمُ

قد أدمنَت ريشتي ألوانَ لوحتِها
مذ جاوزَت عفّتي عن ظلم مَن ظلموا

لي مبدأي .. نظرتي .. آثارُ تجربتي
لا عاش لي إصبعٌ بالزيف يتّسمُ

عانيتُ من رحلة ٍ كادَت مراحلها
أن تنتهي عند باب ٍ دونه السأمُ

من كاتب ٍ يدّعي في الشعر تجربة ً
ماتت على نثره ِ الأشعارُ والكلِمُ

من ضفدع ٍ تائه ٍ في صوته ِ طربا ً
حتى تمنّى الأسى لو كانَ بي صَممُ

من لحية ٍ حُدّدت ظلما ًعلى حجر ٍ
حتى غدَت سعفة ً يمشي بها صنمُ

من لحظة ٍ لم تكن إلا مصادفة ً
نامت ذئابٌ بها واستذأبَت غنمُ

من طعنة ٍ أمعنَت في غدرها علنا ً
نزفٌ .. وجرح الهوى هيهات يلتئمُ

يا ويلتي إن أنا استعرضتُ قافيتي
لو قيلَ من بعدها شُلّت يدٌ وفمُ ؟

هذا الندى غايتي .. ذاك المدى هدَفي
إنّ الصدى قادمٌ والصوتَ مُحتدمُ

ما همّني تافهٌ إن مسّني سَفها ً
خصمي جبانُ الخطى لو أنصفَ الحكمُ

قد أينعَت زهرتي في غير عالمِها
فاستهجنَت عطرها الديدانُ والرممُ

حربُ إذن بيننا .. والآن أعلنُها
لا هدنة ٌ بعدها .. هذا أنا .. وهُمُ

الشاعر المغترب سعد علي  مهدي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى