مقالات

اللامرئي بحسب المُدرَك عقيل العبود

الشبكة مباشر

اللامرئي بحسب المُدرَك

عقيل العبود

يمضي بصورة متناغمة، إذ لا أحدَ يقوى أن يمسك بخطواته، يتسلق نحو الأفق ، يستلقي عند أكتاف المرتفعات المتجهة صوب انتشار الخضرة المحايدة.

ومع رقة انسياب الأمواج، وانتشار الأرض حيث برفقٍ تتدلى ألوان قوس قزح بناء على قطرات المطر القريبة الى الغيوم، موكب النهار يستقبل قافلة جديدة.

الحركة تلتف حول أغنية العصر، تستأنف الحياة جولتها التالية بطريقة تتناسب وصورتها المدرَكة، وغير المبصرَة.

(الكائن ذاته) يتنفس، يمنح من يصغي اليه القوة، ويسلب من يتجاوز نظام استقامته ما لديه من طاقة.

يغير خَضَبَ أَيْقُونَته ملتزما بنظرية الفصول.

يطوف مع البرد كما الحر، وتلك طقوس أزليته التي اعتاد على مواكبتها منذ الخليقة.

يجري كل برهة مثل موجة تفترق عن قريناتها مع الريح؛ تتغير طلعته لترحل بعد حين.

وهنالك في زاوية من المكان، يدنو مثل أنيس؛

يداعب أجنحة الشمس، يحتضن الملائكة مع لحظات النوم، يدعو جموع الحاضرين لمائدة عند النهار، يمسك نفسه متنقلا مع الأجواء، يلتقي بالسواد، قبل الغَدَاة، يزيل قشرة الليل مثل شرنقة يغادرها الوهن، يحتفي بإمضاءات أشرعة مُسْتَطْرَفة.

وهنالك إذ تكتسي الأشجار بألوان أمومتها ، تأخذ الأصباغ محلها، تحتفي بوِفَادَة إصباحات مشايعة.

عندئذٍ، (القدوم) ينصرف بعيدًا ، تنحني السماوات لأجله، يُعزَفُ لحن الأيام، تجتمع النجوم، يصافح القمر ليله.

يَتَرَجَّلُ بعدها بمحاذاة الظل، يدعو الصُبْح لرحلة مُبْتَكَرة.

عقيل العبود/ سان دييغو/ كاليفورنيا

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى