الحملآت القديمة و الأخيرة و المستمرة لتفتيت بلد أسمه العراق

كنت بعيدآ عن المشاركة أو الكتابة بالقضايا السياسية أو الدينية أو ربما المقصود منها الطائفية لتفرغي للعمل الثقافي داخل آوروبا بحكم استقراري و علاقاتي الواسعة
و المتنوعة و خاصة بعد تأسيس منظمتنا الأوروبية العربية للتبادل الثقافي مع مجموعة نوعية و متنوعة الأعراق و الثقافة لربما نختلف بيننا بأمور كثيرة و لكن نتفق على مبدأ أختلآف الرأي لآيفسد بالود قضية و أستطعنا أثبات هذا المبدأ مع أصدقائنا الأوروبيين
و للحق أقول هذا ما لمسته من الأوروبيين هذا المبدأ.

و المشكلة بعدها هو اننا كلما نصر عن أبعاد أنفسنا في الخوض بأمور السياسة و الدين و الطائفية البغيضة التي تهدد البلاد و العباد نرى الكثير الكثير ما يحصل على أرض الواقع في بلداننا العربية ما يدمي القلوب و يجعل من الأخرس يتكلم.

كثير ما كنت بعيد عن طرح الأحوال في بلدي الأصلي العراق حتى أكون بعيد عن السياسة
و لكن ما يزيد الطين بلة و بالرغم من تدمير العراق الممنهج و المدبر من الخارج و بأيدي عراقية رخيصة و الفساد المستشري في البلاد و الذي تتجاوز المليارات و الكافية لجعل العراق من الرقي ما يناهض الدول المتقدمة و لكن مع هذا التدهور الكبير في جميع المجالآت تجري هذه الأيام مؤامرات دنيئة لحد ليس إنهاء دور العراق القيادي في المنطقة بل إنهاء وجوده بالأساس مع تحكيم سلاح الميليشيات على أمور البلد و فرض سياسة الأمر الواقع و سرقة موارد البلد بحجة الدفاع عنه بفتاوي دينية و أبعاد ما يزرع الأمل بإعادة النسيج الاجتماعي الوطني و أعادة بناء البلد بعقول أبناءه و ليس بأرادات الجهلة و الفاسدين و لكن الأمور زادت عن حدها وذهبت بعيدآ بعيدآ.

قبل أيام انقلبت الدنيا باعتقال أحد الأشخاص المتهمين بقتل الشباب الناشطين لمطالبتهم بحياة حرة و كريمة لشعب العراق بإجبار الحكومة و القضاء على أطلاق سراحه بعد احتلال مقر الحكومة و التهديد باعتقال رئيس الحكومة وجرى احتلال بغداد لساعات و أمام الجميع و فعلآ فرج و بأحتفالآت وسط بغداد الأسيرة.

و تجري معها هذه الأيام دعوات هي أيضآ قديمة جديدة تعبر ليس عن جهل مقدس بل نية مبيتة لتفتيت النسيج المجتمعي للعراق على أساس زرع و تلفيق قصص مفبركة للتغير الديموغرافي لفسيفساء المجتمع العراقي الجميل.

منذ متى كانت الأضرحة سبب في خلاف داخل الشعب و الحكومة و هل من مصلحة البلد و هو يعاني الكثير الكثير من تدهورمؤشرات الحياة الحرة و الكريمة و التي جعلت الحكومة أسيرة و مكبلة برموز خفية و واضحة بنفس الوقت للجميع من طغيان حيتان الفساد و الأجرام أن يقر قانون الاقتراض ليسدد رواتب الموظفين و المتقاعدين و هو الذي كان أقوى اقتصاد دولة رغم الحروب و قبلة المثقفين و طلاب العلم.
و تأتي مجموعات لتغذية التفرقة و مدعومة للترويج بالأباطيل و الأضاعات لحث المجتمع الجاهل بهدم ضريح الأمام أبو حنيفة و بعده عبد القادر الكيلآني والتعمد لأساءة خلفاء الحضارة العربية الأسلامية على مدى قرون و قرون .
و ما يحصل في مدينتي الغالية سامراء أفضع و أفضع …

من المعروف للقاصي و الداني بأن عمر بن الخطاب والمنصور والرشيد والمعتصم وصلاح الدين هم من بناة حضارة الأمة والعراق بالذات يعيش الشعب في المدن التي بنوها.

فمدينة البصرة والكوفة بناهما عمر بن الخطاب و مدينة بغداد بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ومدينة سامراء بناها الخليفة العباسي المعتصم بن هارون الرشيد و العراق كان يحكم كل بلاد الأرض بزمن الخليفة العباسي (هارون الرشيد).

و محافظتي الجميلة صلاح الدين تحمل إسم القائد العظيم (صلاح الدين الأيوبي) أحد رموز مجد الأمة الإسلامية كلها .
فإلى متى ستستمر المؤامرات الخبيثة و المعروفة مصدرها من العقول النتنة و المبرمجة ضد تاريخ العراق، وإلى متى سيبقى قسم من العراقيين محاربين لتاريخهم ورموز مجدهم وهذا التساؤل (ليس طائفي نهائيا) ، لأن هؤلاء القادة هم الذين صنعوا تاريخ العراق، وإذا تم طمس تاريخهم، فبأي مجد سيفخر العراقيون بكافة طوائفهم بعد ذلك.

فهل يجوز و بدون مناسبات و بعد أكثر من 1400 عام أن يتكرر مشاهد شتم عمر بن الخطاب في المدن التي بناها، ويفجر نصب ( أبو جعفر المنصور) في عاصمته التي أسسها، ويشطب إسم (صلاح الدين الأيوبي) من محافظته .
هل يجوز الدعوة والتخطيط لتفجير ملوية سامراء بحج سخيفة جدآ بأن الملوية مبنية فوق (قبور آل البيت وأنصارهم) و
هل يجوز الإستيلاء على (قصر الحير) والإدعاء أنه كان سجنا للإمام .
و هل يجوز للسفير الإيراني (إيرج مسجدي) التدخل في شؤون العراق بالمطالبة بتقسيم محافظة صلاح الدين لمحافظتين على أساس طائفي .
و هل يجوز تحويل ملكية مقبرة “أبو المحاسن” في منطقة الفرحاتية من (الوقف السني إلى الشيعي) رغم أن المقبرة التي مساحتها “٣٣٠ دونم” تدفن فيها عشائر المنطقة موتاها منذ سنوات وهي موقوفة لهم .
و هل يجوز أن تتعرض أراضي محافظة صلاح الدين وعقاراتها للاغتصاب وتحويل ملكياتها عن طريق الترهيب من قبل ميليشيات موالية لايران .

و هل يجوز أن تستمر الخطط الممنهجة في إهمال ومحو الآثار العباسية وتعمد شراء الأراضي التي تقع عليها لتدميرها ومسحها من الوجود .
و هل يجوز هدم (قصر بلكوارا) وهو قصر الخليفة العباسي(زبير المعتز) في جنوب سامراء، والذي كانت آثاره شاخصة واسواره عالية .
و هل يجوز إستمرار الإعتداء على (قصر الجوسق) بمداهمته، وبحرث ساحاته، وبوضع معالم حديثة تغيير طابعه وتطمسه .
وهل يجوز إحداث تغيير ديموغرافي من طائفة معينة لمحاصرة سامراء تحضيرآ لتقسيم محافظة صلاح الدين إلى محافظتين
و لماذا يتم تسليم (سور عيسى) إلى (قصر الخليفة) إلى (سور أشناس) لجهات غير دوائر الآثار، وليقوموا بعد ذلك بطمسها بحجة إنشاء معامل وورش، والسعي لهدم اثار أخرى لبناء مشروع إسكان كبير ومحطة كهرباء ومخازن على آثار الدولة العباسية.

و هل يجوز أن تصبح (البركة الحسناء ) التي تغنى بها البحتري ووصف قصري الخليفة (الصبيح والمليح ) وهما ( قصر العاشق) و(قصرالخليفه) محميات لميليشيات مسلحة تقع ضمن حدود الاثار المحرمة حسب قانون الاثار العراقي 55 لعام 2002، والتي اعلنتها منظمة اليونسكو في عام 2007 من ضمن” المواقع العالمية للتراث” لعمل مشاريع دواجن وتربية ماشية لطمس منطقة أثريه تضم أهم المعالم الأثرية المكتشفة و الغير المنقبة للدولة العباسية .
إن استمرار شيطنة الرموز التاريخية بهذه الصورة سيجعل العراق بلا ماضي نفتخر به
و بدون آثار نتباهى بها كجميع البلدان على مر الأزمان.

و أن لم تتحرك الحكومة العراقية و جامعة الدول العربية و اليونسكو و الشعب فسيكون العراق في خبر كان .
و لكننا في آوروبا و بلاد المهجر سيكون لنا تحرك مستقل و سندعو الى مؤتمر افتراضي يوم السبت 19 يونيو / حزيران و الدعوة عامة للجميع لفضح هذه الأعمال و أجبار الجهات أعلآه على التحرك قبل فوات الآوان و خطوة أولى لحث الناس و المنظمات الدولية و العالم لما آلت لها الأمور في العراق و ليبقى العراق واحد من الفاو لزاخو و يبقى فسيفساء المجتمع العراق الجميل مثال يحتذى به للبناء و التطوير لا للتفرقة و لا الجهل بل حب الوطن و التضحية من أجل مستقبل أفضل .
و من الله التوفيق