( حين يصبح الأدب ظاهرة مرضية ) د. وفاء عبد الرزاق

( حين يصبح الأدب ظاهرة مرضية )
امتلأ الفكر الفلسفي بترهات يخجل منها المرء إذا نزع عنها زينتها الكلامية.
(جان جاك روسو )
فماذا نقول عن ظاهرة كورونا الأدب؟
لقد شاعت في الآونة الأخيرة ظاهرة ( كورونا الأدب ) تدخل معك إحداهن أوأحدهم ويقول: ( صوّت لي على هذا الرابط ) يريد التصويت له على أنه من أفذاذ الأدب، والجهات الراعية لهذا التصويت تطلب قيمة المشاركة نقداً وأجوراً معينة ؛ ثم شهادات وحضور مؤتمر يتوّج الحاصل على أعلى درجات التصويت.
كما هو الحاصل في التصويت لفنانين في برامج جمع الأموال.
وفي ليلة وضحاها يصبح أو تصبح فلان وفلانة سادة ما أُنزل من ألقاب في آية تنزيل الخدع ، والزيف وألقاب الأرقام المدفوعة.
على الأقل البرامج التي تُعني بالغناء تختار أصواتاً ذات مستويات عالية ؛ لكن تضيع أحقية أحدهم بسبب التصويت الأكثر إلى غيره. كون ربح تلك البرامج من الإتصالات الداعمة لهذا الصوت دون غيره.
لم نقرأ لنجيب محفوظ والعقاد، وطه حسين، والمازني وسقراط
ودانتي وبوشكين ومحمود درويش وجبران والنوَّاب والسيَّاب وسعدي يوسف والقائمة تطول منذ معرفتنا بالكتابة والقراءة حتى الآن.، على أنهم صُوّت لهم.
الذين نالوا نوبل بشتى العلوم، رشحتهم الجائزة لعلمهم ولمنجزهم الإنساني الذي خدم الأدب والمعارف الأخرى.
اخجلون من أنفسكم أي دعاة الألقاب الزائفة بالتصويت. مَن قال إنكم مؤهلون لتمثلوا فئة ثقافية أو مجتمعية بما اخترتم من لقب؟
الحق ليس على مَن طلب، بل كل الحق على تجَّار المعرفة وسوق الألقاب الزائفة الذين وجدوها تجارة رابحة.
إنها أفكار هدَّامة وتوجهات تحرق الأخضر قبل اليابس، فعلى أي مقياس وجهوا دعاياتهم البرامجية؟
أصحاب هذه الموجة وجدوا أرضاً خصبة لهم وتبعهم في الولاء مَن يسابقون الزمن بين المنطق واللامنظق!