أدب وفن

قصص قصيرة جدا ….القاص هيثم الجاسم ….العراق

الشبكة مباشر

ق.ق.ج
هيثم محسن الجاسم

هداية
بحث عن الله في الصحراء والجبال أربعين عاما , رمى الله نورا في قلبه ,وزعه على قلوب الناس .

السريـــر
فكرة تغيير السرير تؤرقني وتقض مضجعي وتتركني اتقلب ليلا من جنب الى جنب دون ان اشعر بلذة النوم بالرغم من النعاس الذي يشرع فمي مثل جيب قميص مترهل ,السرير قديم ويصر كثيرا ونوابضه تكاد تمزق القماش وطبقة الإسفنج لتقفز خارجا مثل اظفر فولاذي لينشب بلحم بطني او ظهري كأنه يقتص مني لسلبه عنفوانه في ليال طويلة مشرقة بالشباب وفورات الغرائز العاصفة ,وبات مترهلا مسفوحا مثل قطعة عجين مختمرة خارج لوح السرير.

* * *
أوراق للحرق
الطفل: ماما احرق النفايات؟
الأم: احرقها واحذر أن تكتوي بها؟
الطفل: ماما هناك أوراق دينية وصحف وأوراق لأبي؟
الأم: احرق أوراق أبيك، الصحف جلبت لنا وجع الرأس.
الطفل:والأوراق الدينية؟
الأم: علقها بالجدار للتبرك.

فـوضـــى
أفكار مبعثرة هنا وهناك بين طيات الرأس، تمر في الحلم حتى تجعل النوم ارقا، وفي الصباح تستيقظ قبلنا، تمزق كالسكين الوقت معطلة انجاز أي شيء محسوب بالزمان والمكان. وفي فترات اخرى تخترق الزمن حادثة او مرض او موت، تتنحى جانبا تلك الأفكار متفرجة على الخيبة والإحباط للراقدين في رحم الفوضى.

مطلوب
تهديد بالتصفية الجسدية، كتبت بخط احمر عريض على واجهة المنزل المتهالك الخالي الا من عجوز مقعدة.
رد من منفاه عبر صفحته بالفيس بوك “سأنتقم منكم واحدا واحدا إذا مس والدتي أي ضرر يعرضها للموت أنتم تطلبوني، اتركوا امي”. هذا اخر تهديد للناشطيـــن الاحرار الذين رفعـــــوا شعـــــار”نريد وطن “.

نزهة
بقعة خضراء على شاطئ الفرات يتجمع فيها مساء كل يوم بعض اسر المدينة المخنوقة بالغبار والاكتظاظ وفتاوى الحرام. ترجلنا من السيارة في الكراج المحاذي للحديقة، ركض الصغار باتجاه الأرجوحة ومشينا الهوينا باتجاه مصطبة فارغة لتناول عشاءنا الخفيف. وأثناء تحلقنا حول كيس الطعام وقبل أخراج “السندويش” اختفت ذراعي وأولادي في لحظة كونية خارقة قبل أن يرتد لي طرفي.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى