جحيم فيضانات بلجيكا و فن أدارة الأزمة هنا و هناك في بلدي
#الشبكة_مباشر_د. عصام البدري رئيس التحرير

ضربت فيضانات جديدة بعض مناطق بلجيكا مجددآ، وجرفت سيارات بعد هبوب عواصف رعدية وانهمار أمطار غزيرة يوم السبت.
وتعرضت مقاطعتا نامور والون برابان جنوب شرق العاصمة بروكسل لأضرار كبيرة. وكانتا قد شهدتا بالفعل فيضانات مدمرة الأسبوع الماضي خلفت 36 قتيلا و7 مفقودين.
وأصدر مركز الأزمات البلجيكي تحذيرات للسكان بتوقع استمرار الطقس السيئ لعدة أيام أخرى.
وأسفرت أمطار غزيرة أيضا عن أضرار واسعة ، حيث انتشرت السيارات المتراكمة فوق بعضها بعد أن جرفها تيار الماء.
وقال أحد المسؤلين إن رجال الإطفاء انتشروا لمواجهة الفيضانات، التي قال إنها أشد من الأسبوع الماضي.
وصرح قائلا: “أقمت هنا طوال حياتي ولم أشهد أمرا كهذا من قبل.
و هذه كوارث طبيعية تمر بها ربما جميع بلدان العالم و بحكم أقامتي بهذا البلد الجميل كنت قد تعودت لهذا الجو الماطر طوال السنين التي عشتها هنا مع عائلتي و خاصة مدينة لييج الجميلة التي تقع على نهرأسمه اللاموس الذي يصل الى هولندا أسميه نهر دجلة لأشتيا قي الدائم لنهري بلدي .
و لكن قسوة هذه الموجة كانت الأشد على الأطلاق فقد خلفت مآسي كثيرة جدآ في الأنفس و البنى التحية و تضررت عوائل كثيرة و هذا ما أردت أن أوصله للعالم و هي كيفية أدارة الأزمة القاسية من قبل الحكومة الشابة في بلجيكا التي ربما هي أصغر وزارة في العالم من رئيس الوزراء ألكنسدر دي كرو الى بقية الوزراء التي نفتخر بوجود أحد شبابها هو من بلدي العراق و من ثغرها الباسم البصرة و أسمه سامي مهدي وهو أصغر الوزراء فيه و ربما في آوروبا و العالم بعمر 32 عامآ فقط وكذلك وجود شابتين مغربيات فيها زكية الخطابي و مريم كثير.
و لكن أدارتها للأزمة كانت أكثر من رائعة و كأنها حكمت البلاد منذ قرون مع وجود الملك الرئع فيليب و زوجته الملكة ماتيلد في الميدان يوميآ في الطين و الأمطار و مع الناس.
لم تشكل أية لجنة بل كان العمل مباشر فرئيس الوزراء يزور المناطق المتضررة بصحبة رئيسة المفوضية الأوروبية شخصيآ مع تأكيد الدعم الأوروبي المباشر فتحركت منذ الليلة الحاسمة 13-14 تموز و بدون طلب من الحكومة الرسمية وصلت طواقم الدعم الأوروبي من فرنسا و النمسا و هولندا و ألمانيا و حتى أيطاليا.
و نحن كمواطنين تصلنا الى تلفوناتنا رسائل دعم و أطمأنان من شركات التأمين المشتركين بها و المصارف التي بها حساباتنا و من البلديات و البوليس يطلبون التبليغ عن أية حاجة طارئة بالأنصال التلفوني أو رسائل نصية أو عبر الأميل.
و حتى مدارس أولآدنا وصلتهم رسائل دعم من أداراتهم و من أساتذتهم عارضين لهم المساعدة.
وتبين الدعم من باقي الأقاليم التي لم تشهد هذه الكارثة فقد وصلت منذ الليلة الأولى فرق الأطفاء و الأنقاذ من أقليم الهولندي شمال البلاد و من المعلوم بلجيكا بها ثلاثة أقاليم هولندي و فرنسي و العاصمة بروكسل و كذلك يوجد الألماني.
و المثير بالأمر حجم الدعم و التضامن بين الشعب و الجاليات التي تعيش على أرضها و التي من المعروف توجد في بلجيكا من رعايا 170 جنسية على الأقل و لكن كانوا متحدين بالعمل الفعلي على تقليل آثار الكارثة لتي حلت في بلجيكا و تكررت يوم أمس و الخوف من باقي الأيام.
و بحكم علاقاتي هنا أتصلت بأحد الصديقات و هي بالأأصل فلسطينية عضوة مجلس محلي سابقة و ترأس مركز ثقافي في أحدى مناطق التي تضررت جنوب مدينتي و أسمها أنكلور لعرض أية مساعدة كانت من منظمتنا الأوروبية العربية للتبادل الثقافي و قالت لي أصبح المركز مليء بالمساعدات منذ اليومين الأولين من الكارثة و طلبت الذهاب الى مناطق شيني و غريفني التي ذهبنا مع أحدى الصديقات من بروكسل مع مجموعة أصلآ هم من الجانب الهولندي و ترأس أحدى الكنائس المهمة في العاصمة بروكسل و نفس الكلام سمعناه من هاتين المدينتين بانهما مكتفيتان بالمساعدات الكثيرة جدآ جدآ و شاهدنا بأم أعيننا حجم المساعدات الموجود و كان الطلب بالمساعدة من متطوعيين للعمل على أزالة الأثار من الشوارع و المنازل و فعلآ تم أختيار عدد من المنازل و الشوراع في المناطق الأكثر تضررآ و بكل فرح من الذين تبرعوا لهذا الواجب و هم من الشباب الصغار في العمر.
وفي مقاطعة لييج، التي تعرضت لأضرار جسيمة الأسبوع الماضي، أعلنت السلطات المحلية بعد رصد الأوضاع أنها لا تتوقع حدوث فيضانات كبيرة خلال نهاية الأسبوع، مضيفة أن إخلاء المنطقة ليس ملحا في ظل الأوضاع الحالية.
وتخطى العدد المؤكد لضحايا فيضانات الأسبوع الماضي في بلجيكا والدول المجاورة 210 قتلى، ومن المتوقع أن تكون الخسائر بالمليارات.
وأعلنت حكومة والون، المنوطة بالسلطة التنفيذية في المناطق الناطقة بالفرنسية، عن خطة تقدر بملياري يورو لإعادة الإعمار.
كما سيتم منح كل أسرة متضررة من جراء الكارثة قرضا فوريآ بدون فوائد بقيمة 2500 يورو لتغطية الاحتياجات الأساسية، قبل تولي شركات التأمين مسؤوليتها.
وقال خبراء إن فيضانات كهذه يتوقع أن تصير أكثر حدوثا وانتظاما وشدة من جراء تغير المناخ وإن الدول عليها التكيف مع ذلك الوضع من خلال دراسة مخاطر الفيضانات مستقبلا، وتحسين أنظمة الإنذار، وتأهيل السكان للاستعداد لمثل هذه الكوارث الطبيعية.
وأفادت مقاطعة لييج في بيان صحفي يوم أمس السبت 24 يوليو بأن قاعات مدينة لييج و بالذات حي “أنجلور” الأكثر تضررآ أصبحت مملوءة عن أخرها بالتبرعات من جميع الأنواع ،وذلك بعد سوء الأحوال الجوية و الفيضانات التي عرفتها المنطقة ، حيث دعت المواطنيين إلى تعليق التبرعات.
وأوضحت :”لا يمكننا أن نشكركم بما فيه الكفاية على المشاركة السخية وبالرغم مع ذلك ، وبسبب هذا الظرف الذي لحق بالمدينة و منازل المواطنين والظروف المناخية الحالية ، فإننا مضطرون خلال الأيام القليلة القادمة إلى تعليق استقبال التبرعات في هذه المواقع الذي لا يحتوي على مساحة تفريغ مغطاة”.
تصوروا أذن حجم التضامن في بلجيكا و آوروبا مع كارثة في ظرف أستثاني حدث و كنت أقارن هذه الحالات بما يحدث في بلدي العراق للأسف و الذي تحدث به الكارثة تلو الأخرى لم أشهد و أسمع من دعم و أدارة الأزمة بها من الحكومة سوى تشكيل لجان تضيع نتائجها مع الزمن لتلي كارثة أخرى تمس المواطنين من حرق مستشفيات الى انفجارات بأسواق و بعده بأيام و كأن شيء لم يكن تلهي بها الحكومة بقضية أخرى و تبقى آثار الجرائم على المتضررين و عوائلهم تتحمل مصائب تحل بشعبي كل يوم و تبقى معسكرات النازحين من الجرائم الكبرى و التي تبقى تبدو عصية على الحكومة و لآ تريد لها الحل بعودتهم الى منازلهم و مناطقهم التي أكثرها محتلة من ميلشيات سائبة مجرمة هنا و هناك و و كارثة الكهرباء التي كنت أتحدث بها للبلجيك عندما وصلتها يستغربون و يقولون لي كيف و أنتم من الدول الغنية بالبترول و العلماء و التاريخ .
أبقى أنا و غيري نقارن بين ما فعلت حكومة بلجيكا الشابة و التي أحد أفرادها شاب عراقي أنتقل والده كلآجي فيها و الله أعلم ما كان سيكون لو بقى في البصرة أما حافي القديمين أو عضو بأحدى الميلشيات أو شاب عاطل عن العمل.
و الحديث ذو شجون و لشعبي في العراق كل الحب و التقدير و الذي يتحمل أيضآ جزء من المشكلة و للحديث بقية