لكل امة تاريخ فيه من الأمجاد ما تفتخر به وتتباهى به وتتذكره في كل مناسبة وفيه من المنغصات ما تحاول طمسه والابتعاد كل بعد عن ذكره وتذكره. وامة العرب كأية امة أخرى لها نفس ما لتلك الأمم من تاريخ مشرف يستحق الذكر والتمجيد والتفاخر به ولها من المحطات السوداء التي تنغض جمال تاريخها وسيرتها العريقة ، لكنها تختلف عن باقي الأمم الأخرى بهذا الجانب اختلافا جذريا حيث نلاحظ آن الأمم الأخرى تتفاخر بامجادها وبطولاتها في كافة المجالات العلمية والثقافية والسياسية والعسكرية واثارها وسياحتها وتتجنب حتى الأشارة الى اية محطة سوء مرت بها خلال تاريخها قد تنغص جمال وعظمة ايجابيات ذلك التاريخ . بينما نجد امتنا صاحبة المجد التليد حيث الأنبياء العظماء والعلماء الكبار والقادة الافذاذ والحضارة التي تحلم به اعتى الأمم والثقافة الراقية هذا عدا التكريم الإلهي لها بأن جعل اغلب انبياءه ينطلقون من أرضها لنشر رسالاته السماوية الى الناس كافة وكانت رسالة نبينا العربي الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم هي اخر وخاتم رسالات الله الى البشرية لتنطلق من مكة المكرمة والمدينة المنورة العربيتان الى مشارق الارض ومغاربها على يد كبار الخلفاء والقادة العرب و كذلك تمجيد لغتها بأن جعلها لغة اخر كتبه ورسالاته ولغة اهل جنته اضافة انها اللغة الوحيدة التي وجدها ابونا ادم على باب الجنة حيث لايوجد عرب ولا غيرهم فكتبت شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله على بابها باللغة العربية لتكون مفتاح دخول الجنة ووجود اسم محمد صلى الله عليه وسلم على باب الجنةمع بدء الخليقة هو دليل قاطع على اختيار العرب قبل ان يخلقوا لهذه المهمة العظيمة ورغم كل هذا المجد والتاريخ العظيم والحضارة العريقة نجد ان العرب لا يذكرون شيء منه وإنما راحوا يبحثون فقط عن النقاط السوداء التي لوثت بعض فترات ذلك التاريخ لتكون ذريعة لتفرق اجيالا جاءوا بعدها بمئات وربما بآلاف السنين وهم لاناقة لهم بها ولاجمل ولايعرفون عنها الا ماتناقله الرواة والمؤرخون كلُ حسب هواه وخططه وطموحاته فتوقف العرب بهذه الطريقة عن استكمال مابدأه علمائهم في الكيمياء والطب والرياضيات والفلك والقانون والزراعة والصناعة لينشغلوا بفتن لا تبقي ولاتذر مماجعل الامم الأخرى تضحك عليهم بملء فيها وتكمل مابدأه علماء العرب من نظريات علمية ويطورها ويصلوا بها الى ما وصل به العلم اليوم عند باقي الأمم التي اختار ابناؤها ان يكون اولاد يومهم هذا وبقينا نحن نراوح مكاننا بل نتراجع الى عصور الجاهلية حيث قبل ذلك التكريم الإلهي العظيم لامتنا وذلك لأننا اخترنا ان نكون أبناء فقط تلك النقاط السوداء من تاريخنا الطويل . فلم لا تكون أبناء اليوم كما فعلت الامم الأخرى والتي اغلبها جاءت بعدنا بقرون فتجاوزتنا بقرون.
خالد السلامي
خريج قسم الاعلام / فرع الصحافة في كلية الآداب بجامعة بغداد عام ١٩٨٦
مواليد محافظة ديالى/ ناحية المنصورية ١٩٦٢
كاتب عمود صحفي في صحف الزمان والدستور والشرق والعراق الإخبارية العراقية وعدد من الصحف المصرية والجزائرية
كتبت في مجلة القلم الحر الإلكترونية الصادرة في سويسرا