
لا تخافي
يا ربيع العمر من بعد الجفافِ
وعروسا ً .. سئمَ البحرُ جلوسي عندهُ ليلا ً
فأهداها إليَّ الموج ُ تختالُ بإكليل الزفافِ
فرصة ٌجاءت الى حيث يكونُ الحظ ّ ..
مشغولا ًبآلاف الحكاياتِ ..
وأكوام ٍ تفوقُ الذهنَ في وصف النفاياتِ
وأحقابٍ من الغربةِ والبحث عن الخبزِ
بأعوام ٍعجافِ ..
فاستفاقَ القلبُ مسـرورا ً..
لكي يسأل عن لغـز وجود الماءِ
في نبض الشغافِ
بعد أن كـان لعهدِ الخوفِ ..
ما يُلغي اجتماع َ الريح ِ بالغيم ِ ..
ويستثني من التاريخ عصرالحبّ ..
كي يُبقي عصور القحط والرعـبِ ..
دلالاتٍ على صدق ِالكفافِ
فجأة ًجئتِ .. وجاءَ الخيرُ .. والرزقُ
وكانت فرصة ً كي يؤذن الدربُ الذي
امتدّ طويلا ًبانعطافِ
غير أنّ الخوف مازال على عينيكِ يـؤذيني
ويستفسرُ عن سرّ وجود الطحلب البحريّ
في بعض الضفافِ
* * *
لمَ هذا الخوفُ منيّ ..؟
وأنا في موقع الأحزان أمتصّ بقايا الدمع ِ ..
مشغولا ًعن الدنيا ..
أرى في كلّ ما حولي .. ومَن حولي ..
إشارات ٍ لمزج ِ الـشهد بالسمّ الزعافِ
قدَري شاءَ ..
وشاءَت محنة الأوراق ِ..
أن تخفي انفعالَ الأحرفِ السوداءِ عن عَمدٍ
لكي تجعلَ ما جاءَ به قهرا ً كتابُ العمر ِ..
جذ ّابا ًبتزيين الغلافِ !!
وإذا كنتُ قد استحسنتُ في الشكل غموضا ً
فـلأنّ الأرضَ ..
لا تحفظ ُ شكـلَ الوردِ بعد الانجراف ِ
ويقينا ً ..
أنّ ما في داخلي شيئا ً
على العكس من الظاهر في الشكل ِ ..
فلا تستفسري عن سرّ أحزاني ..
وخلّي الطبقَ الفوقيّ مستورا ً كما قيلَ ..
لكي أخفي به الهمس الطفوليّ
على صوتيَ أثناء هتافـي
وادخلي في عالمي التحتيّ ..
تستلقي على ريـش ِالحماماتِ التي تغـفو
بأطواق ٍمن النرجس ِ والياقوت ِ
في ثوب العفاف ِ
* * *
إنّ هذا الرجلَ الماثلَ كالطودِ ..
إذا ما مسّهُ الشوقُ تلاشى ..
كجبال ِالثلج تحت الشمس ِ ..
بالرغمِ من الصمت الذي يُبديهِ ..
كالنُصب الخرافـي
وأنا ــ مادمتُ مضطرّا ً لدفع التهمة السوداءِ
عن نفسي ــ سأدلي باعترافي :
لدموع الطفل ِ .. أبكي
ولذ بح الوردةِ الحمراء في نيسانَ ..أبكي
ولجُرحٍ لم يعد يستوعب السكّيـنَ ..أبكي
ولعصفور ٍ بكى من حرقةِ الأشواق..أبكي
ثمّ أحتاجُ مع الليل الى بحر ٍ جديد ٍ ..
كي أذيبَ الشِعرَ في نار ِ القوافي
هل تريدينَ على ذلك صكّا ً باعترافي ؟
* * *
لا تخافي .
الشاعر المغترب سعد علي مهدي