مقالات

ثقافة الكراهية وإرادة التسامح والسلام د. فوزي الكناني

الشبكة مباشر

ثقافة الكراهية وإرادة التسامح والسلام
د. فوزي الكناني
لايوجد مفهوم واضح لخطاب الكراهية إذ ياخذ توصيفات عدة يمكن أن نجملها في العنف اللفظي المتضمن في الخطاب الدوني والكره البين والتعصب الفكري والتمييز العنصري والنظرة الاستعلائية في الخطاب المصحوب بالاقصاء وبالتالي يصبح الحديث عن خطاب الكراهية كظاهرة اجتماعية بمثابة آفة أنتشرت مع انتشار وسائل الاعلام والاتصال المجتمعي بالخصوص..
إن الاختلاف الحاصل في الحمولة الفكرية والثقافية ليؤكد بجلاء تنامي ظاهرة خطاب الكراهية بحيث أضحت تجد لها موطيء قدم في مختلف وسائل الاعلام ..لاشك أن الاقصاء الممنهج يشكل العنصر الاساس في تنامي خطاب الكراهية عبر وسائل الاعلام والتركيز على الخطاب الاحادي الجانب يزيد من تاجيج لغة الخطاب التي تشكل أداة التواصل وبالتالي فان الحوار الذي يميز أو يغرق بين المؤيد والمعارض يصبح خطاب كراهية قد يصل الى درجة التعصب..
فالكراهية هي أحد أهم التجليات السلبية لرفض الاخر فهي من الناحية النظرية ليست مفهوما مستقلا بل مرتبط بمفهوم الاخر والاخر يقصى لاننا نكرهه بسبب أختلافه ونبرر أقصائه بمزاعم من نوع أنه مشكوك في عقيدته أو موثوق في كفره أو خائن للوطن او عميل للاستعمار.
أن الاعلام ومن خلال التعبئة الالكترونية التي أجتاحت عقول الجماهير تعبئة نقلت عبرها الاكاذيب والشائعات والدعايات السوداء إن الاعلام الجديد لو استخدم بالشكل الصحيح وضبط استخدامه وفقا لعدد من التشريعات والقوانين فأنه يشكل بيئة خصبة لنشر كافة القيم الايجابية والمباديء السامية كمبدأ العدالة الاجتماعية ،سيادة القانون مبدأ المواطنة والحفاظ على التمايز الثقافي في هذا المجتمع العريض وهو مرآة حقيقية للمجتمع الواقعي في أرض الحقيقة.
وتشتعل منطقة الشرق الاوسط بكثير من صور الصراع منذ أمد بعيد وبصورة أوضح منذ رحيل الاستعمار التركي قبل مئة عام منذ ذلك التاريخ ومنطقة الشرق الاوسط تكاد لا تهدأ إلا لتبدأ رحلة صراع خارجي أو أحتراب داخلي ،فخطابات الكراهية تدفع في إتجاه لغة العنف التي تتصاعد لتصل لمرحلة الصراع المسلح متى ما سمحت الظروف الموضوعية على أرض الواقع مثل هذا الصراع صراع الافراد فصراع المجتمع فصراع الدول ..
أخيرا التسامح كلمة محببة إلى النفوس والاسلام دين التسامح ينبذ العنف والكراهية يدعو الى التعاون والسلام ، والبشرية في نظر الاسلام أسرة أنسانية واحدة

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى