أخبار العائلة العربية في المهجرالاخباراوربي

محاكم أوروبية تقاضي ناشطين منهم عرب بسبب الهجرة غير الشرعية

#الشبكة_مباشر_أثينا

في ظل التوتر القائم بين دول الاتحاد الأوروبي و بيلاروس بشأن توافد المهاجرين غير النظاميين، لجأت دول االاتحاد الأوروبي إلى تشديد الرقابة على حدودها الخارجية.

ويتهم الأوروبيون منذ أسابيع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بتأجيج التوتر من خلال إصدار تأشيرات للمهاجرين وإحضارهم إلى الحدود انتقاماً من العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلده لقمعه حركة معارضة بعد الانتخابات الرئاسية في 2020.

قامت بعض دول الاتحاد الأوروبي باللجوء إلى تشريعات خاصة بها تجرم الأفراد الذين يساعدون اللاجئين على الدخول إلى بلدانها بطرق غير نظامية كما هو الحال مع المجر مثلاً.

وشرعت بعض المحاكم ضمن دول التكتّل في محاكمة أفراد تتهمهم بتسهيل مرور اللاجئين كما هو الحال في اليونان.

ويحاكم قضاء جزيرة ليسبوس اعتباراً من الخميس لاجئة سورية و23 متطوّعاً شاركوا في عمليات إنقاذ مهاجرين في اليونان أثناء أزمة الهجرة عام 2015، بتهمة المساعدة على “الهجرة غير القانونية”.

وبين المدعى عليهم الـ24 شابة تُدعى سارة مارديني لاجئة سورية تعيش حالياً في ألمانيا، معروفة بإنقاذها مهاجرين من بحر إيجه مع شقيقتها السباحة الأولمبية، وشاب إيرلندي يُدعى شون بايندر.

أوقف بايندر ومارديني ووُضعا في الحبس الاحتياطي لحوالى مئة يوم عام 2018 وكانا يبلغان آنذاك 23 و25 عاماً، قبل أن يتمّ الإفراج عنهما بكفالة ويغادرا فوراً اليونان.

وقال محاميهما هاريس بيتسيكوس لوكالة فرانس برس إنهما يواجهان عقوبة السجن خمس سنوات.

“المشاركة في منظمة إجرامية”
وكانا عضوين في منظمة “المركز الدولي للاستجابة للطوارئ” (إيمرجنسي ريسبونس سنتر انترناشونال) التي كانت تنشط في بحر ايجه حتى 2018. وتمّت ملاحقتهما مع المتطوّعين الآخرين بتهمة “المشاركة في منظمة إجرامية” للمساعدة على “الهجرة غير القانونية”.

بحسب القرار الاتهامي، فإن أعضاء هذه المنظمة كانوا يقدّمون “مساعدة مباشرة لشبكات تنظّم تهريب مهاجرين” بين 2016 و2018، عبر الاستعلام مسبقًا عن وصولهم إلى الجزر وتنظيم استقبالهم بدون تبليغ السلطات.

“التجسس على خفر السواحل اليونانيين”
وبعضهم ملاحق أيضاً بتهمة “التجسس” لتنصّتهم على أجهزة اللاسلكي التابعة لخفر السواحل اليونانيين ووكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، بحسب ما جاء في بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش مشيرةً إلى أن هذه الأجهزة لم تكن مشفّرة.

لكنّ المحامي بيتسيكوس أوضح أن تهمتَي “المشاركة في منظمة إجرامية” و”انتهاك أسرار الدولة” اللتين تعرضهم لعقوبة السجن المؤبّد، “لا تزالان موضع تحقيق” مشيراً إلى أنه “قد تكون هناك محاكمة منفصلة” لهاتين التهمتين.

“استخدام مفرط للقوانين”
أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن سارة مارديني لن تكون موجودة الخميس في جزيرة ليسبوس إذ إن السلطات اليونانية رفضت رفع منع دخولها إلى البلاد. وقالت الشابة السورية في مقطع فيديو نشرته منظمة العفو الدولية “على الأقلّ لم نعد قيد الاعتقال” لكننا “نريد أن ينتهي ذلك. نحن مرهقون جدا” بعد هذه السنوات الثلاث “القاتمة”.

وأضافت مارديني خلال وصفها عملية توقيفها عام 2018، “اعتقدت أنني في لعبة شطرنج ونحن كنا فيها بيادق وكانوا يلعبون بنا”. في المقابل، سيكون شون بايندر متواجداً في ليسبوس. وتحدث في فيديو منظمة أمنستي عن توقيفه موضحاً إلى أي مدى كان “فظيعاً” أن يكون مسجوناً “فقط لمحاولة مساعدة الناس”. بحسب المنظمة، فإن “التحقيق ضد سارة وشون ليس حالة معزولة. فهو يرمز في اليونان وأوروبا، للاستخدام المفرط للقوانين لملاحقة أشخاص يقدّمون المساعدة أو يتصرّفون بتضامن مع اللاجئين والمهاجرين”.

وذكّر المحامي بيتسيكوس بقضية مشابهة كانت تشمل ثلاثة إسبان ودنماركيَين متهمَين بالمساهمة في دخول مهاجرين بشكل غير قانوني إلى ليسبوس مع منظمة “بروم-إيد” الإسبانية.

لكنّ تمّت تبرئتهم في أيار/مايو 2018. وأوضح أنه قد يتمّ إرجاء محاكمة الخميس بسبب “عيوب إجرائية”. وكانت سارة مارديني وشقيقتها يسرى، العضو في منتخب اللاجئين الأولمبي في أولمبياد 2016 و2020، وصلتا في آب/أغسطس 2015 إلى ليسبوس قادمتيَن من السواحل التركية. وأنقذتا 18 راكباً حين كان مركبهم يواجه صعوبة في الإبحار وقادتاه إلى الشاطئ.

وعبر قرابة مليون مهاجر البحر المتوسط بين تركيا واليونان خلال أزمة الهجرة عام 2015.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى