أدب وفن

متى تأتي ….عناية أخضر ….لبنان

#الشبكة_مباشر_بيروت

متَى تأتِي ؟

سَاعات مِنْ الزَّمَنِ العَتِيق وأنا اتَرَقَّبُ حُضوركَ بين المَاضي والآتي .. وَلاَ أدْرِي مَتَى تَأتِي ..
وبِيدي بَاقات مِنْ بَراعِمِ الأَزْهَار ..

كُلُّ الكَلِماتِ تَلاشَتْ شَوقاً إليكَ واعْتَصَرَتْنِي الحُرُوفُ ألمَاً يُعانِقُ قلبيَ
المُتَبَدِّدِ على أَطْرَافِ غِيابِك
وأنا أُحتضَرُ بينَ مَوتِ الوِحدَةِ وَنَارِ الإنتِظَار ..
تَعِبتْ أشرِعَتي ِمنْ هَواجِسِ رِيحِكَ العاتيةِ دونَ سابِقِ إنذار ..
تَقذفُنِي تارةً إلى يَمِّ عَينيكَ وتُعِيدُنِي ضَرْبَاً لمُحِيطٍ مِنَ الفَراغِ فَتَسكُنُ أَشْرِعَتِي وتتلاشَى قوايَ وتَنهار ..
وَأبكِي .. مَتى تَأتِي ؟
كنتَ بالأمْسِ مَلجَأي
وَمِينائِي
أَسْتريحُ بينَ أحْضَانِ هَدُوئك.. وَبتّ اليَومَ ارْجُوحَةً تَتقَاذفُنِي بين المَوتِ والحَياة !!
لوهلةٍ ظننتُ أنَّكَ عَالَمِي وأبْجَديَّتِي عندَ صَمْتِي وحَرْفيَ المُتقطِّعِ رِفقاً بأنفاسِي المَتْعَبَة وأذُنُي الَّتي أَسْمَعُ فِيها صوتَ المَوجِ ولَحنَ أنفَاسِ النَّاجِين من الغرقِ يستغفرونَ بالأسْحَار ..
وأسمعُ بكَ صوتَ النَّاي يَحدُو لي سمفُونيَّةَ النَّجَاة
وقت الصَّلاة ..
وإذا بكَ تقرعُ لي طبولَ الوَدَاعِ عِندَ أوَّل لِقاء ..
ما كنتُ أدرِي ما الحِكايَة عندَ بَدء الإحتِضار
غير أنِّي غرِقتُ بأمواجِ تَلاَعُبِك وغيابِكَ المُفاجِىء كالإعْصَار ..
يَعترِيني الخَوفُ مِنكَ ولا أطمئنُّ إلاَّ لِخُطوطِ يَديكَ !!
أيُّ عرَّافَةٍ كُنتَ لِي حينَ كنتَ تقرأُنِي كِتاباً مِنَ الأشعَار ..
وتَغلقني بِصَفعةٍ من يَديكَ عندما تَحلو لكَ دُموعِي
وأَذيَّتي !!
متى تَأتِي ؟
لَمْ أوصِدْ أبوابَ قلبي عنكَ يَوماً كَي تُوصِدَ أبوابَ حَواسِكَ عَنِّي دونَ
أنْ تُقَدِّمَ الأعْذَار …
كنتُ بَلهَاء حِينها أمْ لمْ أكُنْ أفهم لُعبةَ الأدوَار
وأنَّ الحَياة فريسةُ الكِبار ..
كان لِطِفلَتِي المَخبوءَةِ بين أضلُعِي صَرحَاً
لِلَّعبِ
للَّضحكِ
لِلعَيشِ عند سَفحِ جلمُودِك فَعَثَّرَتْهَا شِبَاكُك وَأَوْدَتْ
بِها الأخطَار
لأيِّ الأمُورِ وَأَدْتَهَا في تُربَتِك , عند قدَميك ؟!
وجعلتَ من باقاتِ وُرُودِي إكذُوبَةَ وَفَاتي
وقلتَ إنَّها الأقدَار
أردتُكَ رَجُلاً تَحمِلُ عِبءَ الحياةِ مَعي بأعمِدةٍ من الوَفاء
من الإخلاصِ
تَحترِمُ
ذَاتِي
وَمَبادِئي
فقدَّمتُ بين يدَيكَ ملفَّاتِي .. ضِحكَتي .. وآهَاتي
وَلَمْ أَكُنْ أدرِكُ مَدى غَبائي ..
وأنَّكَ لُجّ بحرٍ عمييييقٍ ..
ومثلي لاَ يُحسَنُ الإبحَار

عناية أخضر
لبنان

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى