الشاعر التونسي القدير بلقاسم بن سعيد و الحقيقة الصادمة بالممارسات السيئة في المجال الثقافي العام

حقيقة صادمة و معاشة للأسف الشديد نعيشها جميعا في العصر المدمر للقيم الإنسانية و هي تشيئ الكائن و و تسليعه و تبضعه المقيت نتيجة هيمنة قيم الربح و الإستكراش مما جعل مكانة

المبدع و الإبداع تتدحرج إلى مكانة سفلي في إهتمامات عامة الناس في تونس و الوطن العربي عامة و السؤال الذي يقض مضجعي و يجعلني في حيرة من أمري على الدوام لماذا هذا الكم

الهائل من الكراهية و البغضاء و التطاحن الذي يعشش في نفوس العديد من المبدعين و الذي يتغذى على الاوهام و التطاوس و الترفع المجاني و تحقير و تبخيس الآخر و الحال أن مكانة المبدع و

إبداعه كما أسلفنا لا تهم إلا النزر القليل من عامة الشعب بكل طبقاته الفقيرة و المتوسطة و الميسورة منه.

تجاهل المبدع و إبداعه يتكرس للأسف الشديد في مسيرته الحياتية أو بعد موته حيث يدخل مباشرة في هوة النسيان أليس من الأجدر و الأفضل أن يعتنق المبدع الإبداع في تعامله و تواصله مع

الآخر كان ما كان و أن يتحلى بقيم الود و المحبة لتكون سيرته و سلوكه و أخلاقه رديفا لإبداعه في مجال تخصصه.

إن الإبداع لا يجب أن يكون على الورقة أو في الكتاب أو على قماشة الرسم و ركح المسرح فحسب بل يجب أن يكون في شخصية المبدع و يتنزل في كل أفعاله و ممارساته المادية و المعنوية.