مقالات

أوكرانيا ….. طبول الحرب المرتقبة الروسية الامريكية

#الشبكة_مباشر_عمان_د. المستشار إبراهيم الزير

في عام 2014 قررت الدولة الروسية ضم جزيرة القرم لما تسمى روسيا الاتحادية حيث قامت بنشر قوات عسكرية و نجحت في ضم شبه الجزيرة للدولة الروسية و فرض أمر واقع ضد أمريكا و دول

أوروبا و تزامنا مع تلك الاحداث قامت بالتوجه الى أوكرانيا بضم منطقتين من أقليم دونباس أو ما يسمى بدباس الغربية مستغلا بذلك الرئيس الروسي بوتين الانقسام الداخلي للدولة الأوكرانية حيث

تنقسم الدولة لفئتين الأولى أوكراني من أصول روسية و الاخرون يتعبرون انفسهم و ولائهم الى الاتحاد الأوروبي و أمريكا و حلف الناتو بصريح التعبير ، وهو ما يدل على دق ناقوس الحرب الأهلية

داخل أوكرانيا طبقا لما تشهده الساحة من انقسامات و نزاعات ، فضلا عن ذلك اهتمام روسيا في ضم الدولة الأوكرانية لدى محيطها لأنها تعتبر الدولة الأوكرانية أمن قومي لها من الطراز الأول من

أمريكا وصولا الى حلف الناتو الأوروبي حيث كانت تلك الدول تريد ضم أوكرانيا لحف الناتو مما قد يسبب ببالغ الضرر للأمن الروسي الامر الذي حدا بالرئيس الروسي بضم العديد من المناطق من

أوكرانيا حفاظا على ذلك الامن و انقاذ ذلك الامن من خطر قيام أمريكا و الجيوش الأوروبية من نشر قواعد صواريخ و جيوش تكون في مواجهة الدولة الروسية مما سوف يهدد الامن القومي لها بشكل

مباشر و الان نلاحظ بالعين على ارض الواقع الحشد المكثف العسكري الروسي من خلال محاصرة أوكرانيا بشكل كامل بداية من بلا روسيا وصولا للبحر الأسود و تلك العتاد تضم غواصات و سفن

عسكرية و منصات صواريخ و عتاد كامله ننوي و منظومات دفاع جوى و مقاتلات جوية و الجنود المشاة قرابه 120 الف و انتهائنا بالصواريخ البالستية وهو يدل على ان روسيا تستعد لحرب شاملة في

المنطقة ، و لما كان ذلك كانت المخابرات الروسية على موعد اخر في تجهيز و تسخير عدد كبير من الموالين الى الدولة الروسية في ضمهم للعمل بموجبهم بالحصول على معلومات كاملة من

خلال ادارتها ال كي جي بي لتجنيدهم و ذلك حفاظا على امن و سلامة المعلومات و مصدرها و خلق عقيدة روسية و جيش اوكراني الهدف منه ولائه الأول و الأخير للدولة الروسية و تم تدريبهم و

تزويدهم بأحدث العتاد العسكرية الروسية لأجل يكون هذا الجيش في مقدمة لمواجهة الخطر الأمريكي و الأوروبي و منها حلف الناتو الداعم لهم في هذه المرحلة و في الجهة الأخرى أعلنت كل من

الإدارة الامريكية و أوروبا بتزويد الجيش الاوكراني الموالي لهما بالعتاد الحديثة و العم العسكري الكامل و بناء جسر جوي يدعمهم في حالة نشوب حرب ، و منظومات دفاع جوى و مضاد للطائرات و

الدبابات و من المرتقب ان تنشب الحرب في نهاية فبراير القادم ، و يكون الهجوم الروسي بشكل غير مباشر من خلال الموالين للدولة الروسية و بدعم صيني أيضا ، و في تلك الاثناء توجهت الإدارة

الامريكية لدول الخليج تطلب الدعم الخليجي كالدولة السعودية و الإماراتية و خاصة ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان في طلبهم لزيادة ضخ معدل عالي من النفط و الغاز و تصديره

الى أوروبا الا اتن جاء طلب الإدارة السعودية و الإمارتية بالرفض و لكن الإدارة القطرية أبدت موافقتها بدعم الإدارة الامريكية و أوروبا في تصدير الغاز و النفط اليها و دعمها في الحرب ضد الدولة الروسية

وهو ما شكل تصدع في كسر توحيد الصف الخليجي ، حيث الدول الأوروبية تستورد 40 % من الغاز الروسي الطبيعي و بالتالي في حالة نشوب حرب سوف تقوم الإدارة الروسية بقطع الغاز عنها و

عن كافة أوروبا مما سوف يساهم في انهيار و سقوط الدول الأوروبية حيث يعتمد الاقتصاد الأوروبي في تشغيل المصانع على الغاز الروسي تحديدا وهو ما جعل الإدارة الامريكية توفير الغاز من قبل

الإدارة القطرية و غرب ليبيا الذي تدعم ميليشياتها الإدارة الامريكية و الأوروبية التي تعمل على دعم أوروبا من خلال امداها بخط غاز مباشر وهو مصدر بديل للغاز الروسي و ليس كما تدعي بدعمها

غرب ليبيا لخلق الديمقراطية السياسية بالمنطقة و نشر السلام العادل و خلق اداره و دولة مستقله تكون هدفها توحيد امن و سلامة المواطن الليبي الذي اصبح يشاهد اليوم سرقه مقدراته و

ثرواته في وضح النهار وهو غير قادر عن حماية تلك الثروات و لم يحرك ساكنا في مواجهة النفوذ الأوروبي و الإدارة الامريكية و النتيجة هي حرب عل مصادر الغاز الطبيعي و كيفيه استطاعة السيطرة

عليه و تحويله الى دول أوروبا بديلا عن روسيا ، و يتضح هنا ان الدولة الروسية تقوم على حماية مصالحها بالمنطقة و الحفاظ على قدرتها في تصدير الغاز الروسي و كذلك على امنها الغذائي و

القومي و العسكري من خلال فرض سيطرتها من خلال ضرب الامن القومي و الغذائي و الاقتصادي الأمريكي و الأوروبي ، وهو ما يولد عدة سناريوهات على ارض الواقع أولها تحرك الدولة الروسية

عسكريا بضم إقليم دنباس بالكامل لها و ضم بشكل كامل لشبة جزيرة القرم و الاخر البديل للسيناريو الأول هو ضم العديد من المناطق الأوكرانية المطلة على البحر الأسود و بذلك سيطرتها على

كافه شاطئ المطل على البحر الأسود و تسيطر على المنطقة الاقتصادية البحرية بها حيث ان هذه المنطقة تضم اكبر قدر من المقدرات للثروات الطبيعية التي تقدر بالمليارات و أيضا حل مشكله

شبة جزيره القرم في موضوع المياه التي قد تفتقرها على مدار السنوات الماضية و دعمهم لها من خلال خلق شبكه مياه يتم توصيلها من تلك المناطق التي قد تم ضمها لها و السيناريو الأخير هو

غزو شامل و كامل لكل أوكرانيا من شمالها لجنوبها لشرقها لغربها و في هذه الحالة تتحول أوكرانيا الى سيناريو سوريا و ليبيا في الانقسامات الداخلية و الولاءات التي سوف يتم دعم كلا منهم طبقا

لأجندات خارجية و هنا يأتي دور الإدارة الامريكية في دعم القطاعات الموالية لها لتكبد الدولة الروسية في حربها خسائر اقتصادية و عسكريه لا تقدر بالمليارات و لكن جميعنا لا نعلم ما تحمله حقيبة

الرئيس الروسي من مفاجئات و يصعب أيضا على الإدارة الامريكية تخمين ما في جعبته ، و في حالة نشوب تلك الحرب المرتقبة سوف تهدد الامن القومي لكل من الدولتين كالجزائرية و المصرية ،

حيث كل من تلك الدول تقوم باستيراد القمح الروسي و في حالة نشوب الحرب قد يهدد الامن الغذائي لكل منهما خاصة و ان الدولة المصرية تستورد سنويا ما يعادل ثلاثة عشر مليون طن من

القمح الروسي و في حالة اندلاعها اول خطوات هي قيام الإدارة الروسية في رفع سعر القمح عالميا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى