
أعلن قصر الإليزيه، الخميس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض طلب الكرملين بإجراء فحص روسي لكورونا، ومن ثم ظل ماكرون على مسافة كبيرة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في موسكو، الاثنين.
مشى وترك ماكرون يلحق به.. تصرف “غريب” من بوتين بعد نهاية مؤتمره مع الرئيس الفرنسي
وخلال زيارة ماكرون إلى موسكو، ظهر مع بوتين وهما يجلسان على طاولة طويلة فصلت بينهما إلى حد لافت للنظر، وكذلك أثار تصرف بوتين مع نظيره الفرنسي حالة من الجدل، بعدما أظهرت
لقطات مصورة أنه تركه يسير خلفه وحيدًا، بعد نهاية مؤتمرهما الصحفي بالكرملين.
وحسب ما ظهر في اللقطات المتداولة، أشار بوتين إلى ماكرون بأن يمضي على ما يبدو في اتجاه الخروج من قاعة المؤتمر، وليس واضحًا ما قصده الرئيس الروسي.
في حين كان مشهد خروج الاثنين من القاعة مثيرًا لردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما مع ظهور بوتين متقدمًا في السير بينما يحاول ماكرون اللحاق به.
وقال الإليزيه إن “شروط البروتوكول التي تسمح بعقد اجتماع بين رئيسي الدولتين والمصافحة والجلوس حول طاولة أصغر فرضت بروتوكولا صحيا روسيا بدا غير مقبول ولا متوافق معنا”.
ورفض قصر الإليزيه التعليق على التقارير الإعلامية التي أفادت بأن ماكرون رفض إجراء الفحص خوفا من أن تحصل روسيا على حمضه النووي.
يذكر أن زيارة ماكرون إلى موسكو جاءت ضمن مساعٍ دبلوماسية لتهدئة التصعيد الناجم عن الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، وسط مخاوف من وجود خطط لدى موسكو للغزو.
مشى وترك ماكرون يلحق به.. تصرف “غريب” من بوتين بعد نهاية مؤتمره مع الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون
CNN عربي – وكالات
المتسول الأخرس في لبنان⁉️⁉️
في أثناء الحرب الأهلية (1990 – 1975) كان يتنقل في بعض شوارع بيروت رجل متسول، رث الثياب، كريه الرائحة، وسخ الوجه واليدين حافي القدمين، أشعث شعر الرأس واللحية، وهو فوق ذلك أبكم (أخرس)، لم يكن يملك ذلك (المتسول الأخرس) سوى معطف طويل أسود بائس ممزق قذر يلبسه صيفاً شتاءا.
وكان بعض أهل بيروت الطيبين يتصدقون على ذلك ( المتسول الأخرس ) ويلاطفونه، كان عفيف النفس إلى حدّ كبير، فإن تصدّق عليه أحدهم برغيف خبز قبل منه، وإن تصدق عليه بربطة خبز (عشرة أرغفة) لم يقبل، وإن أعطاه أحدهم كأس شاي قبل منه، وإن أعطاه مالاً لم يقبل، وإن أعطاه أحدهم سيكارة قبل منه، وإن أعطاه علبة (20 سيكارة) لم يقبل ؛كان دائم البسمة، مشرق الوجه، مؤدباً لطيفاً مع الصغير والكبير.
لم يكن له اسم يعرف به سوى : الأخرس.. لم يشتكِ منه أحد، فلا آذى إنساناً، ولا اعتدى على أحد، ولا تعرض لامرأة، ولا امتدت يده إلى مال غيره، ولا دخل إلى بناء لينام فيه، فقد كان يفترش الأرض، ويلتحف السماء.
كانت الحرب الأهلية الطاحنة ما زالت مستعرة، وكان الحديث عن ظروف الاجتياح وأخبار الناس وأحوالهم .
ودخل الجيش الإسرائيلي بيروت، واجتاحها من عدة محاور، ولاقى أثناء تقدمه البطيء مقاومة شرسة من أهلها الأبطال، وعانى أهل بيروت من القصف الوحشي والقنص المخيف والقذائف المدمرة، واستغرق ذلك عدة أشهر، بينما كان (المتسول الأخرس) غير عابئ بكل ما يجري حوله، وكأنه يعيش في عالم آخر.
ولأن الحرب تشبه يوم القيامة {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} فلم ينفع تنبيه بعض الناس (للمتسول الأخرس) عن خطورة وصول الجيش الإسرائيلي إلى تلك الشوارع والأزقة التي كان يتجول فيها وينام على قارعتها في بيروت الغربية.
ومع اشتداد ضراوة الحرب ووصول طلائع الجيش الإسرائيلي إلى بيروت الغربية يئس الناس من (المتسول الأخرس)، فتركوه لشأنه، ووقف بعضهم عند زوايا الطرق وأبواب الأبنية يراقبون مصيره.
وتقدمت جحافل الجيش الإسرائيلي واقتربت من ( المتسول الأخرس ) عربة عسكرية مصفحة تابعة للمهمات الخاصة، وترجل منها ثلاثة ضباط، واحد برتبة مقدم، واثنان برتبة نقيب، ومعهم خمسة جنود، ومن ورائهم عدة عربات مدججة بالعتاد، مليئة بالجنود.
كانت المجموعة التي اقتربت من المتسول_الأخرس يحملون بنادقهم المذخرة بالرصاص، ويضعون أصابعهم على الزناد، وهم يتلفتون بحذر شديد.
كان الجو رهيباً، مليئاً بالرعب، والمكان مليئ بالجثث والقتل ورائحة الدم، ودخان البارود تنبعث من كل مكان.
تقدموا جميعاً من ( المتسول الأخرس )، وهو مستلق على الأرض، غير مبال بكل ما يجري حوله، وكأنه يستمع إلى سيمفونية بيتهوفن (القدر يقرع الباب) .
وعندما صاروا على بعد خطوتين منه انتصب قائماً، ورفع رأسه إلى الأعلى كمن يستقبل الموت سعيداً، رفع المقدم الإسرائيلي يده نحو رأسه، وأدى التحية العسكرية (للمتسول الأخرس )، قائلاً بالعبرية :
باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أحييكم سيدي الكولونيل العقيد وأشكركم على تفانيكم في خدمة إسرائيل، فلولاكم ما دخلنا بيروت !
رد (المتسول الأخرس) التحية بمثلها بهدوء، وعلى وجهه ذات البسمة اللطيفة، وقال مازحاً بالعبرية : [لقد تأخرتم قليلاً]، وصعد العربة العسكرية المصفحة وتحركت العربة المصفحة وخلفها ثلاث عربات مرافقة، تاركة في المكان كل أنواع الصدمة والذهول، وأطناناً من الأسئلة، كان بعض المثقفين الفلسطينيين ممن يتقنون العبرية قريبين من المكان، وكانوا يسمعون الحوار، وقد ترجموا الحوار، لكنهم عجزوا عن ترجمة وجوه الناس المصدومة من أهالي تلك الأحياء البيروتية التي عاش فيها الجاسوس الإسرائيلي المتسول الأخرس .
* أقول :
– كم متسول أخرس في بلادنا؟
– كم متسول اخرس في منصب حكومي رفيع ؟
– كم من متسول نظيف الثياب والجسد ولكنه ممزق القلب وقبيح الضمير يريد لنا الفوضى والتدخل الخارجي …
( القصة حقيقية ! )