نقطة إتصال
من أغرب الغرائب.. أنك تصر على البحث عن شخص يشبهك.. لا بل انه الجنون بحد ذاته.. اتعرفون لما.. لان نقطة الإتصال او الالتقاء بين شعاعين متوازيان.. غير موجودة هذه قاعدة لا تتغير في الرياضيات
من يشهبك هو يسير في الحياة بمحاذاتك.. له نفس مشاعرك نحو كثير من الأشياء الا أنت.. يفكر ويحلل ويحصل على النتائج فلا يغرك ذكائك لست وحدك العبقري هنا..
له نفس بهاء اطلالتك وسيطرتك.. فلا تظن انك اسطورة.. تدرك انك كما هو يدرك بانكما مع الشركاء الخطأ في الزمن الخطأ وفي الترتيبات التي ترسل لك موجهات لاسلكية لدماغك بأنك لست سعيد
تنتفض حينا.. تغلق عينك عن مساوئ من تقضي معه وقتك ويومك وحياتك وربما تلتقيان صدفة لا تحملان لبعضكما ذات الحنين
فكلا منكما يعيش دهشة الصبر، غبطة الاختلاف وذروة التحمل مع الآخرين دون ان يلتفت اي منكما لتدركان الكمال في التقائكما
هذه محض كارثة، فلا تفكرا بها
أنها كارثة لو حصلت سوف تشرق الشمس من المغرب.. سوف تشل الألسنة.. تتبخر البحار.. تنطق الأسماك… وصدقاً سوف يطير السمك
لأنها حادثة مخالفة للمكتوب من المقادير .. لا يصح ان تحدث.. المهم أن تكونا تسيران هكذا حتى انقضاء العمر.. بكبرياء تنكران الغصة التي نتجت عن التغرب بين الأرواح.. وعدم الالتقاء للحظات مع عقل يفهمك فلم تهبكما الحياة فرصة إعطاء إيمائة لشخص ليفهمك دون تلك الشروحات الطويلة والمسهبة.. لتوضح شيء ما
انه التعب، الملل من الغرابة.. من ان يصفكما الجميع بأن ليس هناك كمثل طبعك او فهمك او هواياتك او عنادك..
ولكنه امر اثبت لكما بأن لا نقطة إتصال باي كائن يشبهكما لربما هو يعيش في مدار بعيد ولا يفهم لغتكما العربية فالامر هنا كالاصم والابكم
لا حديث بينهما
ولينقضي العمر…
وصلتما إلى نقطة الرضا بما انتما عليه
تلك قوانين… الرياضيات وما تفرض
فرح تركي
