الاخباراوربي

حرب أوكرانيا و المخطط الروسي الى أين ؟ هل هناك حرب عالمية ثالثة ؟

#الشبكة_مباشر_بروكسل_د. عصام البدري مؤسس و رئيس التحرير

في البداية لن أتشفى بأوكرانيا كبعض أصدقائي في العراق باعتبار جيشها كان مساهم بقوة في عمليات إحتلال بلدي 2003 الي دمرت فيها العراق وهجر الملايين من شعبنا ومنهم أنا و عائلتي و أقرباء و أصدقاء و كان فعلآ متمركزآ جيشها في محافظة واسط و له مواقف بشعة حينها و لا بإعتبار رئيسها يحمل الجنسية الإسرائيلية و من الدول التي أعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل .

ما اشبه اليوم بالأمس الذي ليس ببعيد جدآ ففي يوم 7 أكتوبر 1942 أعلن المارشال ستالين سقوط كييف عاصمة أوكرانيا بيد الجيش الأحمر الروسي بحركة تطويقية سريعة وضمها الى الإتحاد السوفيتي حتى حل الإتحاد و تفكيك الاتحاد السوفيتيى في 23 ديسمبر عام 1991 و عودة جمهورية أوكرانيا مرة ثانية يوم 24 آب 1991.

ولكن بطبيعة الحال أوكرانيا دولة مستقلة و كبيرة المساحة و السكان و نووية و زراعية و صناعية
ترغب ما تشاء بإنضمامها أو عدمه الى أي تكتل كان و هذا ما لم و لن يعجب الروس بحكم العقلية التأريخية لهم و خاصة بوتين الذي يخشى من وجود تواجد للحلف الأطلسي على حدوده.

الحرب الدائرة الان في أوكرانيا لليوم الخامس على التوالي و في تصاعد مستمر و مخيف و الخوف من إنجرار دول أخرى فيها آوروبية و أمريكية و هذا الإحتمال وارد جدآ في حال تقديم دعم عسكري حقيقي أطلسي لأوكرانيا للحد من الهجوم الروسي و تكبيده خسائر كبيرة و الذ هددت روسيا بضرب أية مساعدات عسكرية لأوكرانيا.

لم يسبق ان حقق رئيس دولة مجموعة أهداف بضربة واحدة كما فعلها الرئيس الروسي بوتين دون ان يجر العالم الى حرب عالمية ثالثة و لكنها غير مضمونة العواقب خاصة اليوم أوعز لقيادة أركانه تهيئة قوات الرد النووي بحالة تأهب قصوى عند الحاجة و هذه الأهداف يمكن إيجازها بما يلي.
1. ضمان عدم ضم أوكرانيا الى حلف الناتو ، نظرا لما تتمتع به من ميزات جغرافية هامة أهمها تماسها مع حدود روسيا.
2. القضاء على حلم الرئيس الأوكراني زيلانسكي بإنتاج القنبلة الذرية الذي ذكرها في موتمر ميونيخ قبل أسابيع حيث لاقى كلامه تصفيقآ حادآ من الحاضرين
3. حذف أوكرانيا من المعادلة الدولية التي كانت تطمح اليها عبر الإنضمام للناتو وللإتحاد الاوروبي معا ، والتي كان يحضر لها الغرب والولايات المتحدة وحلف الناتو معآ
4. إسقاط الأحادية القطبية التي كانت الولايات المتحدة تتمتع بها
5. تحويل اوكرانيا الى دولة شبه عادية ربما الى دولة فاشلة
6. منع بل إبعاد الناتو عن إمكانية تطويق روسيا والإضرار بأمنها القومي
7. حضور روسي قوي جدآ على الساحتين الأوروبية والدولية كلاعب رئيسي و محدد للخيارات الإستراتيجية في الجيوسياسة كما في الأمن العالمي بالتنسيق الكامل مع الصين و كوريا الشمالية.

ربما العقوبات التي فرضت على روسيا لا ترقى كثيرآ الى مستوى خطر إستراتيجي أمام بوتين خلال أربعة أيام فقط، يحد من ترسانته العسكرية و النووية و الحملة القاسية لأحتلال و تغيير النظام في أوكرانيا و ربما حتى ضمها كما فعلها مع جزيرة القرم عام 2014 ، و أجبر أوكرانيا على تنفيذ مضمون اتفاقية مينسك للعام 2014 التي كان الرئيس الأوكراني زيلنسكي نفسه يرفض تطبيقها لأنها تعطي حكما ذاتيآ لكل من أقليمي دانييسك ولوغانسك الناطقة بالروسية و اللتان تحولتا الى جمهوريتين مستقلتين غير معترف بها و أعترف بها الرئيس بوتين أخيرآ و جعلهما منطلقآ لضم أوكرانيا بحملته الحالية.

و بدأت الدول الأوروبية تتصاعد مواقفها ضد الغزو الروسي بدءآ من الدعم الأعلامي الى المادي و الأن العسكري المباشر وأكثرها حدآ القرار الأخير للأتحاد الأوروبي مع أميركا بمنع بعض بنوك روسيا من نظام سويفت المالي العالمي و الذي أسماه وزير الاقتصاد الفرنسي بالسلاح النووي المالي و من الحد من حركة مصرف روسيا المركزي و رجال الأعمال الكبار الروس و من المقربين من دائرة الأتصال بالرئيس بوتين.

و لحملات بوتين صلات بتاريخ ليس بالبعيد حينما قتلت روسيا الرئيس الشيشاني المنتخب جوهر دوداييف الذي انتخبه الشيشانيون بنسبة 85٪ واستباحت الشيشان وقتلت ودمرت وشردت وضمتها للأتحاد الروسي في حين سمح لغيرها بالأستقلال .

لم يقف مع الشعب الشيشاني حينها أحد وتُرك ليواجه مصيره حتى رئيسهم التالي سليم يندرباييف قتلوه وهو لاجئ في الدوحة بعد عشر سنين من انتهاء الحرب وتتبعوا غيرهم من المعارضين بالقتل والتصفية.

وتدخله بكل قوته في سوريا لدعم بشار الأسد لازال مستمر و لا أحد ينقاشه أو حتى ينتقده
هذه النظرة الأستعلائية على الجميع للرئيس بوتين بفرض إراداته في الساحة الدولية مبالغ بها جدآ و أصبحت مصدر قلق و ريبة من المستقبل بالنسبة لدول حلف الناتو و الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن لذلك أعتقد تم الأتفاق على الحد منها و ما للقرارات و حدة المواقف الأخيرة لهم الا دليل على قرار الحد من خطر بوتين.

و تظهر أيضآ موجة نزوح أوروبية كبيرة جدآ لم تشهدها آوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ربما لم تعد لها مجال لأستيعابها بالظروف الحالية و في لب الأزمة الأقتصادية المستمرة أثناء محنة الوباء العالمي كورونا.

فقد حذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن الوضع في أوكرانيا يتدهور بسرعة جدآ بعد الغزو الروسي، وستكون له عواقب إنسانية “ مدمرة”
وقال فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان إن المفوضية كثّفت عملياتها، وتعمل مع السلطات الأوكرانية لتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية.
وأضاف “لهذا الغرض، يجب ضمان الأمن وإمكانية دخول المساعدات الإنسانية”، مشيرًا إلى أن المفوضية كثّفت عملياتها في أوكرانيا وفي المنطقة استجابة للوضع المتدهور المتوقّع.
ودعا غراندي “الحكومات في البلدان المجاورة إلى إبقاء الحدود مفتوحة لمن يبحثون عن الأمان والحماية”، مضيفًا أن المفوضية “على استعداد لدعم جهود الجميع للاستجابة لأي حالة تهجير قسري”.
و محكمة العدل الدولية لحقوق الأنسان دخلت على الخط أيضآ بإعلان إستلام طلب أوكرانيا اليها لإنتهاكات حصلت بغزو روسيا لها.
أما إطالة الحرب لإانها ستكون مكلفة جدآ بالنسبة لبوتين لأتها حسب أسكاي نيوز تكلف 20 مليار دولار.. إذن الرهان على اليوم الـ10 !
27-02-2022

وكتب لورانس فريدمان، الذي يوصف بـ”عميد الدراسات الاستراتيجية البريطانية”، مقالا في موقع تابعة لكلية كينجز لندن بعنوان “المغامرة المتهورة: نادرا ما تسير الحروب كما هو مخطط لها، خاصة إن كنت تؤمن بخطابك”.

وكان لافتا أن مدير المخابرات البريطانية “إم آي 16” ريتشارد مور تفاعل مع المقال وإعاد نشره في حسابه الموثق بموقع “تويتر”.
وكتب مور: “مبهر.. يبدو منطقيا لي”.
ويقول فريدمان إنه في حال صمدت كييف لمدة 10 أيام فقط، فإن الأموال والأسلحة لدى روسيا ستنفد.
وأضاف أن الحرب يوميا تكلف ما يعادل 20 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم بالنسبة إلى الخزينة الروسية.
وخلص إلى أن قوات بوتين ستفشل في نهاية المطاف، لأنها لم تقدر جيدا القوة العسكرية لأوكرانيا وتصميمها الصلب.
واعتبر أن الأسباب الرئيسية التي تجعل الحروب تندلع هو الاستهانة بالعدو، معتبر أن ذلك ظهر بشكل جلي في خطاب بوتين عن أوكرانيا، إذ يعتقد أنه قادر على الانتصار، فهو كرر مرارا أن أوكرانيا ليست دولة.
وعليه، يعتقد بوتين أن الأوكرانيين، لن يقاتلوا دفاعا عن كيان غير حقيقي، وربما يظن أنهم سيستقبلون القوات الروسية بالترحاب، على اعتبار أنهم محررين.

وأشار الخبير البريطاني إلى أن أداء بوتين كان جيدا في الحروب التي خاضها في الماضي، من الشيشان وحتى القرم.

ولكن تلك الحروب لم تعتمد على نشر قوات ضخمة، فحرب القرم مثلا كانت تخاض بالقوات الخاصة والانفصاليين الموالين لموسكو.
و أعتقد أن الأيام القليلة القادمة حبلى بالمفاجئات التي يجب المرور بها مهما كانت خطرة على آوروبا و لن يخرج العالم العربي عن آثارها و حتى البشرية جمعاء.
عصام البدري
27 فبراير 2022

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى