أشعر بالصخب، رأسي يكاد ينفجر.. الشوارع فارغة إلا من أعمدة النور، أفرك رأسي بشدة محاولا إفراغه من وهم الصخب فالعالم الذي دخلت مجبرا أن احتذيه بجميع جنونه وعقده ههههههههه حقيقة أشعر اني على حافة الجنون من خوفي الذي حبلت فيه أوهامي دون ان تلده فقد رامت ان يكون في بطن هواجسي التي لا تنفك تعيش الوحدة… فجأة وإذا بشيء يمسك بتلابيب ثوبي قائلا: توقف الى اين انت ذاهب؟؟ أنظر حولك ها هي باريس خيالك ترقص التانغو هناك حيث البرج هيا عنف نفسك أدفع بمخاوفك بعيدا إن ليالي باريس عارية لا يمكن إلا لمجنون ان يعيشها… فالحب فيها قشعريرة أو قرسة برد، لا يمكن ان تتكرر، اما إمتاع النفس فذلك هو المرام الذي ترى فيه فتيات باريس تقف عند تلك الاعمدة لتضيء رغبتها في ان تكون دثارك ولو لساعات.. هيا جد في السير..
لم استطع ان أتحمل ترهات هواجسي فأنا جئت من عالم كل شيء في حرام… حتى الهواء الذي اتنفسه يجب ان يكون مدفوع ثمنه إما بخُمس او زكاة، النظرة حرام بتوليفة إن كانت بشهوة، الانصات الى حديث خارج عن المألوف تقريع لمعايير الدين… التحدث بلسان حال غير ما تعرف او غير مألوف فسق… أما ما تدفع بي إليه إنها دعوة لولوج جهنم… جريمة وعقاب… وأنا بغنى عن ذلك