خصوصي جدآ
كنت اثق بفكرة أن ترك بعض الامور مخفية هو من بعض الخصوصية التي تلهم الانسان الراحة..
فمثلا في بريطانيا هناك ثلاث امور لا ينبغي عليك ان تجيب عليها
الدخل / العمر / الحب والزواج
ولكن كيف لك ان تقنع بهذا ال سبع مليار انسان على هذا الكوكب…
ومما ما زاد الامر بلاء وصعوبة هو المواقع التي باتت..
مصدر فضفضة لنا..
فاصبح كثيرين يجدون ان عليهم ان يشاركوا كل شيء ليعرف الجميع عنهم كل شيء…
لاننا نعيش في فجوة تخاطب وصراحة فهناك من تحولوا إلى أشباح تتوق للنور إلى لمعان يوقد في داخلها اليقظة والشغف…
فتجد ان من ينشر خبر سفره يود ان يتمنى له احد السلامة..
من ينشر انه في حالة سيئة او مريض فكأنه يرسل.. نداء استغاثة
للان السبب الأول هو الاهمال من محيطه الذي لا يشعره بالأمان…
لكن قليل من تمسكوا به..
ذاك الجزء المخفي من الجبل تحت البحر..
فيبدو جزء صغير يخفي الضخامة من التراكمات التي تعلوه…
فهذا الذي يمكننا ان ندعوه جبل لا يهتز..
انا جربت نفسي.. ابتعدت عن مواقع التواصل…
اغلقتها .. لارى من سيسال عني..
او يلحظ اني غبت كان عدد بسيط من الناس…
ادركت حينها ان لا شيء حقيقي.. بقدر الخصوصية التي علينا ان نلف أنفسنا فيها كجوهرة… غالية.. تزيد من شعورنا بالأمان.. بالامتلاك.. بالثقة.. دون ان يعرف احد بما نملك….
فهذا… غنيمة.. مملكة خاصة… لها قوانين.. لها أسرار لا يعلمها الا الله.. لنعيش في شرط.. التمسك بحريتنا الذي فقدناها، لنعي بأن أغلب الامور التي نخسرها يكون سبب الخسران هو نحن فنحن من فتحنا كاميرات وسط بيوتنا ونشرناها، ووصلنا منها اللطيف والمزعج من المحب ومن المبغض حتى المرض أصبحنا نرائي أنفسنا فنحن نخفيه عمن يرانا في الواقع ونضع القدم ثابتة على الأرض حتى لو كانت مكسورة، لسبب بسيط وهو الا نكون محل شماتة من أحد…
من الذي تغير، تغيرت أصول اللعبة وأحببنا العروض ونتائجها لم تعد المسامرات التي كانت تكحل أعيننا لها قيمة…
اصبحنا منعزلين وكل منا بيدة هاتفه الجوال.. ويلعن الوحدة دون ان يعرف ان الخلل بيده هل علينا ان نرميه ونحمل بقجقتنا على عصا ونتجول من جديد لتعود الأيام أكثر سعادة ونكون من ممتلكيها
ولو سرا
فرح تركي ناصر