مقالات

مع ملا طلال .. ضد ملا طلال_د. كاظم المقدادي

#الشبكة_مباشر_بغداد

اثار “البوست” المقتضب ، المنشور على صفحتي ، بعض الردود والمداخلات .. بين مؤيد لما ذهبت اليه ، وبين معترض .. واخر رد وصلني من الصديق الاديب صلاح زنگنة .

ومن واجبي الوقوف على الهفوات والهنات التي يقع فيها معظم الاعلاميين الذي ظهروا واشتهروا بشكل سريع بعد 2003 ومنهم الزميل احمد ملا طلال .. الذي لا اشك ابدا بقدرته على ادارة الحوارات ، والندوات وابتكاره بعض

الافكار والمقدمات .. لكنه للاسف كثيرا ما يسلك سلوكا مغايرا ، بعيدا عن المهنية ورسالة الصحافة السامية ، و لم يوفق في طرحه للكثير من القضايا الحساسة التي يمر بها العراق ، مستغلا شهرته وعلاقاته مع كبار

المسؤولين .. لكن الشهرة شيء .. والمهنية شيء اخر .

ان الذي اربك مشهد الحوار الذي اجراه زميلنا ملا طلال على قناة ” يو نيوز ” وجود ممثل معروف منتحلا صفة عميد بالجيش العراقي .. في حين ان هناك الكثير من الضباط الوطنيين المحترمين ، على استعداد لكشف الفساد المخزي الحاصل داخل المؤسسة العسكرية ، والفصائل المسلحة الاخرى .

ويفترض ان يكون الخوض في مثل هذا الموضوع الخطير معززا بالوثائق ، لا مفتعلا ، ولا ممسرحا .. كما فعل الفنان اياد الطائي .. لأن قيمة الطرح في قضية خطرة كهذه ، يجب ان تكون موثقة وقوية مؤثرة .. وتصل بنا الى نتيجة

حاسمة وايجابية ، وقناعات قاطعة .. اقلها قرار بأقالة الرؤس الكبيرة المتورطة بالفساد ، وتطهير الجيش من العناصر التي تشكل بؤرا للفساد وذيوله، والذي حدث بالعكس تماما ، تناسوا الفساد ، وانشغلوا بالرد على من تحدث عن الفساد..!؟ .

انا مع الزميل احمد ملاطلال في كشفه لبؤر الفساد في البلاد ، لكن ليس بشكل انتقائي تمليه القناة التي يعمل لصالحها ، او ارضاء لجهة على حساب اخرى .

انا ضد الملا ، عندما يستخدم عصاه ضد الضعفاء .. ولا يرفع عصاه ضد الاقوياء الذين منحوه السطوة والقوة والمال .

كنت اتمنى عليه الاطلاع على نظريات الاعلام و اخلاقيات العمل الاعلامي ، امكاناته وحدوده .. فالموهبة والشهرة وحدهما يا زميلي لا تكفي .

اخطر ما وقع فيه زميلنا الملا .. هو الخلط بين السياسة والصحافة ، دون وعي منه ، وهذا الخلط الخطير والعجيب ، هو الذي اوقعه بسقطات قاتلة خلال مسيرته الاعلامية .

السؤال .. هل انت يا زميلي .. على رأس حسب سياسي معارض لتطلب من مصطفى الكاظمي الرحيل .. بعد ان كنت ناطقه الرسمي .. وكيف تسمح لنفسك ، وعلى الهواء الطلق بتهديد الكربولي بعرض فيديو مخزي عن

تصرف شقيقه في بيلاروسيا ، والقناة ليست ملكك ، ومخاطبة الرأي العام بهذه اللغة الفجة ليس من حقك .

يا زميلي .. لم تكن الشهرة والمال ، وعلاقتك الوثيقة بكبار المسؤولين .. هدفا ساميا تمنحك الحق لتكون اعلاميا متسلطا ، متغطرسا ، استعلائيا لاتقيم وزنا لأحد ، انما الهدف الاسمى .. ان تكون قريبا من نبض الشارع ..

بشقائه وهمومه واوجاعه ، شرف العمل الصحافي هو .. الدفاع عن حقوق الناس ، لا بصداقة الظالمين على حساب المظلومين .

من حق الاعلامي ان يكون في الواجهة .. فاعلا ومؤثرا ، وهذا ما تسعى اليه دائما .. لكن ليس بأي ثمن ، وبأي صورة ، فسمعة الاعلامي هي رأسماله الحقيقي .

هذه رسالتي لك .. ولكل الزملاء من الذين اغوتهم الصحافة بسلطتها وتيجانها ومكاسبها .. لكنهم تناسوا ، ونسوا .. انها مهنة البحث عن المتاعب.. وليس البحث عن المال والشهرة ، والمناقب ..

& دكاظم المقدادي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى