كلمة العددمقالات

الأيام الأخيرة لإحتلال بغداد الحضارة 2-9 نيسان-أبريل 2003 الأيام التي لا تنسى

#الشبكة_مباشر_بروكسل_د. عصام البدري مؤسس و رئيس التحرير

اليوم ذكرى مرور 19 عام على إحتلال بغداتنا الغالية ودخول القوات الأمريكية وسطها فى عملية عسكرية استغرقت من 19 مارس وحتى 1 مايو، كان يوم الحسم لبغدادتنا الجميلة التي شوهتها القوات المجرمة و من معها و بمساعدة دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة الأخرى معهم ذلك بحجة “تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، ووضع حد للدعم الذى يقدمه النظام إلى الإرهاب وتحرير الشعب العراقى” و تطبيق الديمقراطية المزعومة كل هذه الأكاذيب سوقتها الآلة الإعلامية الغربية.

كان العراق قد خاض من قبل ثلاثة حروب:
1. الحرب مع إيران، و التى استمرت ثمان سنوات،
2. الحرب مع الولايات المتحدة وحلفائها بعد دخول الجيش العراقي الكويت
3. الحرب الثالثة هى حرب الحسم عام 2003 التى شنتها الولايات المتحدة لتغير النظام.

كانت قد بدأت عملية غزو العراق فى 20 مارس 2003، بعد أن منح الرئيس الأمريكي جورج بوش الرئيس صدام حسين مهلة 48 ساعة لمغادرة العراق، أو مواجهة الحرب، وقامت الصواريخ الأمريكية فى 20 مارس بقصف أهداف فى بغداد، متجاوزة بذلك القانون الدولى، لغرض السيطرة على العراق وتدميره حضاريآ والسطو على ثرواته و مستقبله.

ففى مثل هذا اليوم كانت قد وصلت الدبابات الأمريكية لوسط بغداد في ساحة الفردوس، وتم اقتلاع تمثال ضخم من البرونز للرئيس صدام حسين، بواسطة عربة مدرعة أمريكية،في الوقت الذي كان الرئيس في الأعظمية بين الجماهير و بعدها ذهب الى مكان مجهول وفي اليومين التاليين لإحتلال بغداد، تم سقوط كركوك والموصل، وفي ديسمبر 2003، تم اعتقال الرئيس فى “تكريت”.
و بمراجعة لذاكرة الزمن الذي ليس ببعيد للأيام الأخيرة التي عشتها:

• يوم الاربعاء 2 نيسان-أبريل كان أول إنزال قريب على بغداد في اليوسفية
في ظل تصاعد الضغط عليها

• يوم الخميس 3 نيسان-أبريل كان الإنزال في مطار صدام و الرضوانية بالرغم من المقاومة العنيفة و انقطعت الكهرباء بصورة كاملة عن بغداد.

• يوم الجمعة 4 نيسان-أبريل معارك طاحنة في المطار و لمرتين

• يوم السبت 5 نيسان-أبريل استمرار الضغط الأمريكي في معركة المطار بالرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدوها عل يد الفدائيين و الحرس الجمهوري

• يوم الأحد 6 نيسان-أبريل انزال في منظقة سبع البور و بوابة بغداد

و كانت الأمور بدأت بالتدهور الخطير و السريع

• يوم الأثنين 7 نيسان-أبريل العودة لبغداد من سامراء بعد زيارة خاطفة لها لرؤية الأهل و الوالدة رحمها الله و عند وصولي لمقربة من جسر المثنى كان
الطريق مقطوع و كانت دبابة أمريكية تقطع الطريق بعد إنزال قوات في منطقة سبع البورو رجعت لسامراء التي كان وضعها عادي و لازالت الدولة هناك و في اليوم الثاني وصلت بغداد بشق الأنفس عن طريق الطارمية و عبرت جسر عائم لعبور نهر دجلة و صلت لبيتي و كان الأمور انتهت ثم عدت الى سامراء بنفس اليوم عن طريق آخر و صعب الخالص و جسر السندية بخطورة و حشود من الناس التي خرجت من بغداد كأنه يوم المحشر.

• يوم الثلاثاء 8 نيسان-أبريل وصلت الدبابات الأمريكية القصر الجمهوري و قصف الجسور الجمهورية و السنك و فندق فلسطين ميريديان و قتل 3 صحفيين منهم مراسلي الجزيرة و ابوظبي و اسباني و كان الجيش
البريطاني قد دخل البصرة و معارك عنيفة في كربلاء .

• يوم الأربعاء 9 نيسان-أبريل كان الحاسم بدخول الدبابات وسط بغداد و أزالت صور الرئيس في مناطق عدة والهرج و المرج في كافة أنحاء بغداد و بدأت الأنزالات على الطرق الرئيسة بيجي و قطع طريق موصل بغداد و معسكر الرشيد و لآ أثر لرئيس و أركان الدولة.

و بدأ للأسف الشديد السلب و النهب للوزارات و دوائر الدولة و كملت الدور قوات البيشمركة فدخلت كركوك بدعم أمريكي.
• يوم الجمعة 11 أبريل-نيسان و انا في سامراء ذهبنا لصلاة الجمعة في الجامع الكبير حيث وصلها علي حسن المجيد و طلب دعم عشائر سامراء بانتخاب 100 رجل من كل عشيرة لاستعادة بغداد و لم يستجاب له أحد

• في الوقت الذي يعزز مواقعه الجيش الأمريكي و السماح للسرقة و النهب المبرمج و حتى البنوك و البيشمركة تدخل الموصل بدون أي قتال او مقاومة.

و التقيت لأول مرة من وقت طويل باخي قادما من بغداد لينقل مآسي الوضع في بغداد من سرقة و نهب و قتل للعرب الذين كانوا قد حضروا من قبل لدعم العراق قبل و أثناء الحرب حتى كانوا يدفنونهم بالحدائق العامة.

• يوم السبت 12 أبريل-نيسان كان حاسم لمدينة سامراء التي لم يدخلوها لحد الان و اذا بطيران كثيف و انباء عن انزال على الخط السريع قرب سامراء لدخول تكريت مسقط راس الرئيس .
و بعد مفاوضات مع عشائر سامراء دخلت قوات أمريكية مدينة سامراء

• يوم الأحد 13 أبريل-نيسان دخول دبابات و مدرعات الجيش الأمريكي مدينتي الحبيبة سامراء

• يوم الأثنين 14 أبريل-نيسان تم إنزال العلم العراقي و وقوف الدبابات الأمريكية امام دارنا مقابل قائممقامية سامراء و تعيين شيخ البوعباس باعتبارها اكبر عشائرها رئيسآ للإدارة المدنية فيها.

• يوم الثلاثاء 15 أبريل-نيسان و بعد هجوم كبير دخلت الدبابات الأمريكية وسط مدينة تكريت و السيطرة على القصور الرئاسية فيها على نهر دجلة.

• يوم الأربعاء 16 أبريل-نيسان الوضع طبيعي جدآ في سامراء

• يوم 17 أبريل-نيسان عدت الى بغداد و كأني غريب عليها فكل شيء قد تغير و بدأت السرقة و الحرق في كل مكان و بدأ السراق يحكمون بعد أن سرقوا كل شيء ليبدأ عراق آخر غريب عن العراق و الأمة العربية و لمن يعرفه.
و حسبنا الله و نعم الوكيل

د. عصام البدري
مؤسس و رئيس تحرير الشبكة مباشر
9 أبريل-نيسان 2022

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى