للعام الثاني في رمضان تزامن التقويمين الإسلامي و العبري يشعل ساحات المسجد الأقصى مع إقتحام لقوات الشرطة الإسرائلية له
#الشبكة_مباشر_القدس
في الجمعة الثانية من شهر مضان، زحف نحو 30 ألف مصل نحو أولى القبلتين لأداء صلاة فجر، متسلحين بحب الأقصى و مؤمنين بأهمية الاعتكاف فيه وحمايته بصدورهم العارية من مخططات جماعات الهيكل المتطرفة التي أعلنت عن نيتها تقديم قربان عيد الفصح داخل ساحاته مساء اليوم.
ولم يمض وقت طويل حتى حصل اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الشريف، حيث زعم أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن من وصفهم بـ”البلطجية” الفلسطينيين قاموا بإلقاء الحجارة والمفرقعات دون مبرر لتأجيج الأوضاع في المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن قوات الشرطة اضطرت للدخول إلى الحرم من أجل تفريقهم واستعادة الهدوء.
خطيب #المسجد_الأقصى للجزيرة: الوضع خطير جدا وعلى السلطة والدول العربية التحرك وتحمل المسؤولية pic.twitter.com/iyiI6yJvoK
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 15, 2022
وفي هذا الاقتحام، سال دم المصلين في الساحات والعيادة الطبية وداخل المصلى القبلي، وذلك بسبب الاستخدام المفرط للقنابل الغازية والصوتية والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، بالإضافة لضرب المصلين العُزّل بالهراوات وأعقاب البنادق، مما أدى لنقل 152 إصابة إلى مستشفى المقاصد والمستشفى الميداني لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
اقتحام وتخريب
المقدسي ناصر قوس كان موجودا منذ لحظات الاقتحام الأولى في عيادة المسجد الأقصى، وشهد على تعمد قوات الاحتلال إصابة الأجزاء العلوية من الجسم وتركّز الإصابات في منطقة الرأس.
وقال أحد الفلسطينين “كنت شاهدا على معظم اقتحامات المسجد الأقصى، لكن اقتحام اليوم هو الأصعب والأضخم والأكثر تخريبا لمحتويات المسجد.. والوصف الدقيق لما يجري هو استباحة كاملة لأولى القبلتين”.
وأوضح قوس أنه اضطر للانتقال من العيادة إلى المصلى القبلي بعد اقتحام العيادة وتكسير الباب المؤدي منها إلى داخل القبلي، وهناك كانت المشاهد الأكثر إيلاما، حيث حوصر المصلون وحاولت قوات الاحتلال إيقاع عدد كبير من الإصابات في صفوفهم من خلال إلقاء الغاز المسيل للدموع في هذا المكان المغلق.
وتابع قائلا: “تم ضرب الجميع بالهراوات وتقييد أيدي المصلين إلى الخلف، وأجبروهم على الاستلقاء على بطونهم بطريقة مهينة، ثم اقتيدوا بشكل جماعي نحو باب المغاربة، ومن هناك إلى مراكز التحقيق. ويقدر عدد هؤلاء بـ150 معتقلا”.
https://twitter.com/ShehabAgency/status/1514897095353847815?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1514897095353847815%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.aljazeera.net%2Fnews%2Falquds%2F2022%2F4%2F15%2FD8A8D8B3D8A8D8A8-D8AAD8B2D8A7D985D986-D8A7D984D8AAD982D988D98AD985-D8A7D984D8B9D8A8D8B1D98A-D988D8A7D984D8A5D8B3D984D8A7D985D98A
رسالة الاحتلال
من جانبه، أكد مدير المسجد الأقصى المبارك عمر الكسواني أن اقتحام الأقصى كان على مرحلتين: الأولى بُعيد صلاة الفجر، وتم خلالها تفريغ الساحات بشكل كامل من المصلين، والثانية في تمام الساعة الثامنة والنصف، وتمّ خلاله اقتحام العيادة الطبية والمصلى القبلي.
وشهد الكسواني -الذي حوصر لاحقا داخل مكتبه ومُنع من الخروج منه- على عدد من الإصابات، من بينها إصابتان خطيرتان لحارسين من حراس المسجد في منطقة الرأس، بالإضافة إلى إصابتين أخليتا من العيادة بحالة خطيرة أيضا.
وفي وصفه لما يحدث في ساحات المسجد منذ الصباح، أكد أن “الاحتلال سيطر بشكل كامل على المسجد الأقصى ولا نعلم إلى أين ستؤول الأمور، لأننا نتحدث عن استخدام للقوة المفرطة نتج عنها إصابات خطيرة، وهذا يذكرنا باقتحام رمضان العام الماضي، لكننا نشهد اليوم اقتحاما أشرس واعتداء مباشرا على طواقم الإسعاف والصحفيين”.
وعن الرسالة التي أراد الاحتلال إيصالها من خلال هذا الاقتحام، قال الكسواني إنه يريد أن يقول إنه هو من يسيطر على الأقصى ويفرض المعادلة التي يريدها عليه. وأوصل المصلون في المقابل رسالة للعالم أجمع بأن الأقصى عقيدتهم، وأنهم لن يسمحوا للمتطرفين بتقديم القرابين في ساحاته.
أما المدير الإداري في مستشفى المقاصد بالقدس سليمان تركمان، فقد أوضح للجزيرة نت أن معظم الإصابات التي وصلت المستشفى تركزت في الرأس والصدر، بالإضافة لكسور في الأيدي والأرجل نتيجة الضرب بالهراوات وأعقاب البنادق.
قوات الاحتلال تقتحم باحات #المسجد_الأقصى بأعداد كبيرة وتطلق قنابل الغاز والصوت تجاه المرابطين pic.twitter.com/hexpnfMFvx
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 15, 2022
وقال “أدخلنا لقسم الإنعاش 8 مصابين بحالة خطيرة، و14 آخرين بحالة بين متوسطة إلى خطيرة، أحدهم أُدخل إلى غرفة العمليات بعد فقدان عينه بإصابة مباشرة، كما سرّحنا 30 مصابا تم علاجهم من كسور في الأيدي والأرجل”.
من جهته، قال الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى سابقا عبد الله معروف، إن مجرد رؤية استعداد قوات الاحتلال لتفريغ 30 ألف مصل أدوا صلاة الفجر في الأقصى، يدل دلالة واضحة على أن الاحتلال لديه نية مسبقة لتفريغ الأقصى من المصلين، وعلى الأرجح تمرير قضية ذبح القرابين داخله، وهنا منبع خطورة ما جرى اليوم.
طريقة مفزعة
وتابع الأكاديمي الفلسطيني أن اقتحام المصلى القبلي وتصويب السلاح بهذه الطريقة المفزعة على المصلين يثبت أن سلطات الاحتلال مصممة على تنفيذ مخطط الجماعات المتطرفة التي تسيطر بالفعل على شرطة الاحتلال، لتمكينها من تقديم القرابين في الأقصى ابتداء من مساء اليوم.
وحول المطلوب الآن، أكد معروف على ضرورة البقاء داخل الأقصى والإصرار على عدم السماح لسلطات الاحتلال بالاستفراد به، وعلى التصعيد الشعبي في وجه محاولات تفريغه وتسهيل عملية ذبح القرابين واقتحامات المتطرفين له.
وضمن أولى ردود الفعل الخطيرة تجاه ما حدث في المسجد الأقصى اليوم، نشر المدير السابق لاتحاد منظمات الهيكل يعقوب حييمان على صفحته في فيسبوك، منشورا جاء فيه “هناك خياران فقط في جبل المعبد: إما العنف الإسلامي وحماس في جبل المعبد، أو قربان الفصح داخله، لا وجود لشيء في الوسط، ونحن من نقرر”.
بدورها أعلنت شرطة الاحتلال أنها اعتقلت 300 مصل من المسجد الأقصى مع نهاية اقتحامها له.
المصدر : الجزيرة
آمنة بنت وهب المعروفة بـ “زهرة قريش” أفضل فتيات قريش نسبًا وموضوعًا حتى أنها كانت مخبأة من العيون سنوات طويلة، حتى كانوا لا يعرفون ملامحها، فكانت فتاة ذات مكانة عالية بين جميع فتيات قريش الذين بسنها، ولا يوجد شاب إلا ويتمنى أن تكون من نصيبه..
قلة هم الذين تمكنوا من رؤية آمنة بنت وهب، وما من أمرأة رآتها إلا وحدثت عنها وعن جمالها وأدبها ورزانة عقلها وفطنتها مما جعلها محط أنظار الكبير والصغير، وتقدم لخطبتها العشرات من خيرة شباب مكة، لكن والدها كان يرفض بإستمرار لرغبته برجل ذات مواصفات معينة..
فإبنته من أفضل فتيات مكة سمعةً، ولا يريد لها إلا افضل شبان مكة سمعة، وعلى الرغم من أن خيرة شباب مكة تقدموا لها، لكن لم يكن عبد الله بن عبدالمطلب” من الذين تقدموا لخطبتها برغم ما له من الرفعة والسمعة والشرف، فقد منعه من التقدم إلى “آمنة” نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة..
حيث إن عبدالمطلب حين اشتغل بحفر البئر، لم يكن له من الولد سوى ابنه “الحارث”، فأخذت قريش تعيب عليه ذلك، فنذر يومها إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة، فأنعم الله عليه بعشرة أولاد أصغرهم “عبدالله” وهو الذى استقر عليه السهم ليكون هو الذبيح..
لكن عبدالمطلب لم يستطع الوفاء بنذره لان عبدالله أحب اولاده إليه واكثرهم معزة في قلبه، فذبح مئه من الابل ليفدى ابنه من الذبح، وبعد أن انتهت قصة الذبح اخذ عبدالمطلب ابنه عبدالله إلى وهب ليخطب آمنة لابنه فغمر الفرح نفس “آمنة”..
وكان الفتيات يحسدن آمنة لأن عبدالله اشتهر بالوسامة، فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرًا، وكان الشباب يحسدن عبدالله لأن آمنة من خيرة فتيات مكة كما ذكرنا، ووفق الله أخير شبان مكة مع أخير فتياتها وجمع بينهم لتبدأ قصتهم العظيمة والقصيرة..
مكث عبدالله عند عروسته ايام قليلًا لأنه كان عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى الشام، ومرت الأيام وشعرت خلالها “آمنة” ببوادر الحمل، وكان شعورًا خفيفًا لطيفًا ولم تشعر فيه بأية مشقة أو ألم حتى وضعته، لكنها في ليلة زفافها رآت رؤيا عظيمة وغريبة أفزعتها واثارت دهشتها..
رأت آمنة شعاعاً من النور خرج منها فأضاء الدنيا من حولها حتى تراءت لها قصور بصرى في الشام وسمعت صوتًا يقول لها: يا آمنة لقد حملتِ بسيد هذه الأمة، ظل هذا الحلم في مخيلتها ولم تنساه وكانت تحدث اقرب الناس لها عنه بإستمرار حتى مضت شهور وجاء الخبر القاسي..
حين علمت آمنة من أبيها بوفاة زوجها وحبيبها عبدالله أثر تعرضه لمرض اثناء رحلته فتوفي بيثرب ودفن فيها، فوصل الخبر لآمنة لكنها لم تبك عليه وحدها، بل بكت عليه مكة كلها، ومع ذلك صمدت آمنة حتى تحافظ على سلامة جنينها، وبالفعل جاء اليوم الموعود ووضعت وليدها..
وأنزل الله عز وجل الطمأنينة والسكينة في نفس “آمنة”، وأخذت تفكر في الجنين الذي وهبها الله عز وجل والذي وجدت فيه مواساة لها عن وفاة زوجها الحبيب، ووجدت فيه من يخفف أحزانها، وجاءتها آلام المخاض، فكانت وحيدة ليس معها أحد، ولكنها شعرت بنور عظيم يغمرها من كل جانب..
فولدت أشرف الخلق محمد ﷺ، ومالبث عندها قليلًا حتى ارسلته للبادية عند حليمة السعدية كعادة العرب في ارسال ابنائهم للبادية، وعندما عاد من عند حليمة رآت أمنة انه من باب الوفاء لزوجها ان تذهب لزيارة قبره مع ابنها محمد فشدت الرحال وانطلقت بإتجاه يثرب مع صغيرها وسيدة تدعى ام ايمن..
وصلت آمنة بنت وهب مع ابنها الى قبر زوجها عبدالله فوقف ابنها الصغير ونظر إلى قبر أبيه بحزن وتخيلات تعصف مخيلته عن شكله ومواقفه ومدى حاجته له فهو ولد يتيمًا وعاش طفولته بدون أب، مكثوا قليلًا عند قبر عبدالله ثم أمرتهم آمنة بالرجوع لمكة بعد أن ادت واجب الزيارة..
قطعت آمنة مع ابنها وأم ايمن ١٥٠ كيلو حتى وصلوا للابواء فشعرت آمنه بتعب شديد ولكنها صبرت وكانت متمسكه بيد أبنها، ومضت تصارع آلامها ونظراتها لا تفارق أبنها حتى تشبع روحها منه فهي شعرت أن هذا المرض لاشفاء منه وهي مجرد لحظات وستذهب روحها لخالقها فأرادت أشباع نظرها بإبنها قبل الرحيل..
استمر التعب بمحاصرة آمنة وهي صامدة حتى تمكن منها فسقطت على الارض وإذا بأم أيمن ترفعها والرسول ينظر لها بخوف والدموع بعينيه البريئة تقول أم أيمن : فما أن رفعتها إلا وهي ترفع كفيها وتضم محمد، وتقول له: { يابني كل جديد بال، وكل آت قريب، وكل حي ميت }..
فتموت آمنة والنبي ينظر لها وهي جثه والخوف والوحدة والحزن العظيم يجتاحوه من كل مكان، أم أيمن رآت حالته وعجزه فأخذت تمسح على راسه لتصبره فقالتله عاوني يامحمد لنحفر قبر أمك، ويالهُ من موقف طفل لم يتجاوز السابعه من عمره ينظر لقبر أبيه بالأمس وباليوم التالي يحفر قبر أمه..
فأخذ نبينا يحفر معها وهو يبکی وعمره ست سنوات وفي صحراء وفي جو حارٍ تقول أم أيمن كنت أدير وجهه عن أمه من شدة البكاء، فجلسنا أنا ومحمد ثم دفناها في ذلك المكان تقول أم أيمن : مسكته من يده لنذهب وهو يقول:أمي نأخذ أمي معنا ويردد أمي أمي نأخذها ويبكي وينظر وراءه على امل أن تلحقهم..
تقول أم ايمن فمشينا من الابواء الى أن وصلنا مكه فتوجهت الى بيت عبد المطلب فطرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح لنا الباب ثم قال للنبي: أين أمك، فبكى النبي وهو يردد ماتت ماتت فضمه عبد المطلب وقال له : أنت ابني أنت ابني..
وبعد سنين طويلة في طريقه لفتح مكه تذكر تلك الاحداث فقال لصحابته هذا قبر أمي فوقف ﷺ على قبرها فبكى فقال الصحابه: والله ما بقي أحد وقف معه إلا أبكاه وذات مرة زار قبرها وكان معه، ألفي فارس مقنع فقال لهم: “قفوا” أي انتظروا ، يقول أبو هريرة مارأيت رسول الله أشد بكاءاً من ذلك اليوم..
إنها آمنة بنت وهب من أنجبت خير البشر ﷺ..
صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ..
مصادر:-
-السيرة النبوية لابن هشام
-الطبري تاريخ الرسل والملوك
-الكامل في التاريخ لابن الاثير
-الاحاديث رويت في صحيح مسلم