وجهة نظر..(الحجاب البسيط الذي ترتديه بعض المواطنات الفرنسيات المسلمات يمنع للمرة الثانية السيدة اليمينية المتطرفة ماري لوبين من الفوز في إنتخابات الرئاسة الفرنسية
#الشبكة_مباشر_باريس_المؤرخ حسن الزيدي

1.علي أن أقول بصفتي مواطن فرنسي علماني لست من المشجعين لاخواتتا و زميلاتنا و بناتنا الفرنسييات ان يظهرن بمظاهر دينية سواء اكانت يهودية أو مسيحية أو اسلامية أو صابئية او يزيدية أو هندوسية أو بوذية.
2. فرنسة من بين الدول الاوربية التي عانت منذ العصور الوسطى من الصراعات والحروب الدينية مما اضطرها لان تصدر عام 1905قانونا يسمى قانون فصل الدين عن الدولة فلم تعد المسيحية وبمذهبيها الكاثوليكي الذي يمثل الاكثرية والبروتستاني الذي يمثل الاقلية/15 دينا رسميا للدولة التي لم تعد مسؤولة عن دور ومؤسسات العبادة الا في حدود ادارية وقانونية..
3.اول من انتفع في فرنسة من هذا القانون هم البروتستانت واليهود الذين كانوا بحدود 4/1مليون بمن فيهم الثلاثين الف يهوديا جزاىريامنحتهم فرنسة عام 1870 الجنسية واستعملتهم في مؤسساتها الإدارية والتجارية والتعليمية والعسكرية في بلدهم الأم الجزائرالذي تنكروا له وصارواجزء من القوى الفرنسية التي تحتل البلاد منذ عام 1830حتى 1962
4.حتى عام 1905لم يكن في فرنسة الأم التي تسمى متروبول عدد كبير من المسلمين بل اكانوا مئاتا أو الافا ..فلم يشكلواةفي حينها ثقلا.
5.بعيد الحرب العالمية الأولى التي شارك بها تحت العلم الفرنسي جنود مسلمون من المستعمرات الفرنسية في افريقية الغربية والوسطى والشمالية وبقي بعظهم فيها بعيد انتهاء الحرب التي ولدت حربا ثانية شارك بها أيضا الاف من الجنود المسلمين الذين تزايدت إعدادهم فيها .
6 .منذ عام 1958وهو ما يسمى الجمهورية الفرنسية الخامسة برأسة الجنرال ديكول الذي قرر منذ عام 1960ومن طرف واحد منح كل المستعمرات الفرنسية في افريقية الغربية والوسطى استقلالاتها .كما وافق في عام 1961على الدخول في مفاوضات مع مقاتلي حرب التحرير الجزاىرية وتكللت باتفاقية ايفيان التي حصلت الجزائر بموجبها على استقلالها فعم نوع من السلام بين فرنسة ومستعمراتها في افريقية.
7.في عهد الرىيس جسكار دستانت بين 1981/1974 و بفضل الايدي العاملة الإفريقية الرخيصة ظهرت فرنسة قوة ثالثا في الاقتصاديات الاوربية بعد كل من المملكة المتحدة والمانية الغربية قبل إعادة توحيدها مع الشرقية عام 1989 حيث توافد الاف من المهاجرين الأفارقة المسلمين إلى فرنسة يعملون في مختلف القطاعات الانشائية والخدمية والشرطوية والعسكرية والتعليمية والطبيبة والتجارية الخ.
8. منذ عام 2000 بلغ عدد مسلمو فرنسة مع (مقاطعة مايوت) ذات الغالية الإسلامية بحدود ثمانية ملايين أي يشكلون /10من الشعب الفرنسي. فصار الاسلام في فرنسة الدين الثالث بعد البروتستانت وقبل اليهود بكثير جدا .
9.صار المسلمون الفرنسيون أو الفرنسيون المسلمون ظاهرة ثقافية لكنها ظاهرة مبعثرة ومشتتة وموزعةفي اكثرها لولاأت للاوطان الام وخاصة الجزائر والمغرب والسنغال ومالي .كما أن بعظهم خضع لمن يدفع مالا اكثرحيث . ظهر بين بعض جمعياتهم النفوذ السعودي والتركي والايراني .
10.بين 1995/1982 حكم لمرتين الرئيس متران الذي يصنف اشتراكيا جرت محاولة جيدة من قبل وزارة الداخلية التي تشرف على الأديان لتنظيم المسلمين طبقا لقانون الجمعيات لعام 1901على غرار فعل نابوليون عام 1806مع يهود فرنسة.
.
11.بصفتي عربي وعراقي وفرنسي ومسلم رسميا اعترف بأن نسبة لا يستهان بها من مسلمي فرنسة لم يستفيدوا ولم يتعلموا من قيم الجمهورية الفرنسية في( الحرية والوحدة والتأخي) بل استخف ويستخف بعظهم بها فظهر بينهم غالبية السراق والمزورين والكسالى ومتعددي الزوجات والأرهابيين المخدوعين على أنهم مجاهدون .
12.بعض الفرنسيات من أصول اسلامية.. بدلا من أن يتعلمن ويتثقفن ويجدن لغاتهن الأم اضافةللفرنسية التي معظمهن لا يجدنها بشكل صحيح ويتكلمن شرابيا كما قال المناضل حسين ايةاحمد فيما يتزين بزينة مبالغ بها ولا تتزين بها اغلب (الفرنسيات البيض) بل ويلبسن ذهبا وفضة اكثر من الفرنسيات ويستعملن آفضل وأغلى الهواتف المحمولة .. ومع ذلك يتمادين في لبس غريب ليس فقط الحجاب الجميل بل ملابس نساء افغانيات والبرقع أي الخمار الأسود الذي يظهرهن وكأنهن غربانا.
13.الرجعيون واليمينيون و بعض رجال الدين و بعض الماسونيين و الصهاينة الفرنسيين صاروا يعتبرون هذه المظاهر لبعض النسوة المسلمات مشاهدا غير مألوفة عندهم وتمثل تحديا لحياتهم اليومية التي بلغت فيها الحريات مستويات بعيدة بما فيها حق الاجهاض المجاني ودون موافقة الاهل والزواج الأحادي الجنس. فصاروا يطالبون بمنعها في المدارس والجامعات والمؤسسات وقد منعتةهذه المظاهر فعلا بقانون .لكن اليمين المتطرف والرجعية لم يكتفوا بهذا بل يطالبون بمنع أي مظهر اسلامي حتى في الشوارع وهو الذي تبنته السيدة لوبين في حملتها الانتخابية الدراسة عام 2017 واعادتها في برنامجها الانتخابي لعام 2022 واعادتها في حوارها يوم امس مع المرشح ماكرون حيث اكدت على أنها أن فازت سوف تشرع قانونا يمنع إرتداء أي مظهر اسلامي في الشوارع والساحات ووسائط النقل العامة ولم تتطرق إلى مظاهر الآلبسة اليهودية والهندوسية والسيكية والبوذية وغيرها .الأمر الذي استغله بذكاء المرشح ماكرون بالقيم الجمهورية وقانون العلمانية وقال لو قررت الحكومة الفرنسية منع الحجاب في الشوارع العامة فسوف تكون الدولة الاوربية الوحيدة التي تعملها وقد تؤدي إلى حرب اهلية فتلقفت الفرنسيات المسلمات والفرنسيون المسلمون مقولته بايجابية وقرروا باغلبيتهم التصويت له في يوم 2022.4.24ضد المتطرفة ماري لوبين التي سوف تنتهي حياتها السياسية بسبب كرهها للاسلام رغم ادعاأتها بأنها تكره الاسلاميين المتطرفين وليس الاسلام
14.اليوم الموافق2022.4.19 قام المرشح ماكرون بزيارة لضاحيةالقديس دونيس St.Denis في شمال باريس والتي فيها جالية اسلامية كبيرة وتنتشر بينهم والبطالة بنسبة عالية ومع ذلك استقبله معظمهم بالترحيب وزغردت وهللتت له بعض الفرنسيات المسلمات اللواتي يحتاج لاصواتهن ضد لوبين.
15.في كل الاحوال صار الفرنسيون المسلمون يشكلون لوبيات إنتخابية رغم تبعثرهم و تشتتهم
د.المؤرخ حسن الزيدي باريس