أدب وفن

المتمردة …..هدى _حواس……تونس

الشبكة مباشر

المتمرّدة

إن أغدقت الحب بلا وارف انتهاء
فأنّ أصابعي النيّئة مازالت تقول: قليل لا يروي…قليل كرشفة ماء.

إن سافرت فيك طويلا وملأت بيتك فَرَاشا
وأقمت فيك سمائي
فأنّ بعضي يجادل بعضي :
هل أنصفتِ ؟ هل عدلتِ؟
هل سقيته شراب الحياة ؟

ولو عادت الحكاية، هل سنرقص رقصة الفالس
كرهائن
قبل ناقوس الوداع
ونغيب؟.

لو علّمتك رقصة التانغو كما ودّتْ الأحلام
وأنت جاهم تأكلك الحكمة
هل سيحلّ بنا خراب التانغو اللعين
وتتشقق الروح فينا
ويجفّ الماء في القلب الحزين؟.

وإن تركتك تمزّق وردة القلب
فهل من مراهم لجرحي الأمين
وهل يعزف الناي لحنا شجيّا موقظا للذهول
وتكشف القصيدة سرّها بعد أن كان دفينا؟.

وإن كان في اللغة حرف مغترّ الحضور
فهل من رنين لحرفي كي أطلّ على رمادك.
وقد أعتقت الفكرة باكرا
وشرّدت العدد باكرا
وأعلنت الوحدة
في لغة الحنين؟

وإن كان في اللغة حرف مغترّ الحضور
فهل من رنين لحرفي كي أطلّ على رمادك؟
و أنا متمرّدة ببعضي وبكلي
بفرحي وبحزني..
متمرّدة روحي حتى ذهول البحيرة الصغيرة.
متمرّدة بهجتي
حتى حياء البساتين التي يغزوها الحبور
متمرّدة وصبري وارف
كصبر جميل.

متمرّدة حتى الموت
براعمي تتفتّح على جرح السؤال
وأصابعي نيّئة لم تنضج بعد
ماتزال تحصد نسيج العنكبوت
وثمار حزن لذيذ النكهة
كفاكهة كتاب.

متمرّدة بلا سماء
متمرّدة بلا جهد كبير
فكل شيء فيّ مشرّع
يفتح في النهايات بداية
وفي البدايات نهاية
كماء مجنون
يشرب ظلي وظلّ الحكاية
وينسج سطرا من غياب
وينسج سطرا من حضور.

متمرّدة كأني عبادة شمس
لا عدد لقلوبها
صفراء كوجه الشمس
شرهة النور
أسافر بدليل ودون دليل.

متمرّدة بأصابع نيّئة
أمنياتي بلا ألف وميم
وخيباتي السين فيها وصفة الحرف اللعين
ستحلّ بنا العين في ظلمة الحبر
وسنكتب شيئا طافحا
لا زيت تشعل ناره ولا ماء يطفئ نوره
ولا حرف يستطيع أن يقطع عنّا السبيل.
#هدى-حواس

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى