مقالات

سليمان الحلبي بطل من التاريخ .. رند علي / العراق / بغداد

الشبكة مباشر

سليمان الحلبي بطل من التاريخ ..

رند علي / العراق / بغداد

كثيرٌ منا قرأ عن الاحتلال الفرنسي لمصر ، وهي حملة عسكرية قام بها الجنرال نابليون بونابرت على الولايات العثمانية مصر والشام (1798-1801م) بهدف الدفاع عن المصالح الفرنسية، منع إنجلترا من القدرة على الوصول للهند، ومع ثورة الشعب المصري ضد الاحتلال وتمكن القوات الفرنسية من أخمادها بشراسة جاءَ الحادث الأشهر الذي كان السبب الرئيسي في إنهاء الوجود الفرنسي في مصر في عام 1801 وهو مقتل الجنرال كليبر على يد سليمان الحلبي .
سليمان الحلبي البطل السوري ومسقط رأسه مدينة حلب،عُرف منذ صغر سنة بين اقرانه بحب مصر وكان يرى في القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي القدوة ، والمثل ، لذا تعلق أمله بالسفر والدراسة بالأزهر الشريف.
وحقق مايتمنا وسافر الى مصر وكانَ طالباً بالأزهر الشريف أثناء قدوم الحملة الفرنسية على مصر وعندما شهد انتهاك نابليون بونابرت لحرمة الأزهر الشريف وفشل ثورة القاهرة الأولى والثانية ، تسلل الى حديقة مقر الحملة بحي الازبكية حيث كان يتجول كليبر بصحبة كبير المهندسين ، وتنكر بهيئة شحاذ ومد يده مصافحاً كليبر ثم جذبه وطعنه ٤ طعنات متتالية اردته قتيلاً في الحال ونجح في الهرب والاختباء في حديقة مجاورة لكنه وقع في قبضة الفرنسيين وتم القبض عليه وعلى رفاقه المقيمين معه ، وتمت إحالتهم لمحكمة عسكرية برئاسة الجنرال رينيه التي اصدرت احكام الإعدام على الجميع ، اما سليمان الحلبي فقد حكم عليه بحرق يده اليمنى أولاً ثم وضعه على الخازوق وتركه تأكل الطيور جثته .

في يوم 17 يونيو 1801 شهدت منطقة تل العقاري أحكام الإعدام علناً ليشاهد سليمان نهاية رفاقه إلا أنه بدا قوياً لايهاب مصيره المؤلم يردد الشهادتين وبعض آيات القرآن الكريم .

وبعد اعدام الحلبي نجحَ الطبيب الفرنسي لاريه، من أعضاء المجمع العلمي، في الحصول على جثمان سليمان الحلبي وضمه إلى مجموعته الخاصة، وعرض جمجمته على طلبة الطب ودراستها لعدة سنوات قبل أن ينتهي بها المطاف للعرض في متحف الإنسان بقصر “شايوه” في باريس.
حمل الفرنسيون رفات كليبر مع خروج “جيش الشرق” من مصر عام 1801 إلى قصر إيف، في جزيرة قريبة من مدينة مرسيليا جنوبي فرنسا بناء على أوامر بونابرت خوفا من اتخاذ قبره رمزا للجمهوريين، وأقيمت له مراسم وداع تليق بمكانته كقائد عام للجيش.

وتعتبر حادثة قتل الجنرال الفرنسي كليبر هي السبب الرئيسي لإنهاء الوجود الفرنسي على الأراضي المصرية
ففي يوم 18 أكتوبرعام 1801، قام الجنرال مينو بتوقيع اتفاقية التسليم مع الجيش البريطانى وخروجهم بكامل عدتهم من مصر على متن السفن الإنجليزية، لتنتهي بذلك فترة من أهم الفترات التى شهدتها مصر، فكذلك انتهت الحملة النابليونية عن البلاد.

وكما يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي : ( التاريخ ليس ما تصنعه الصدف ولا مكائد الاستعمار ولكن ما تصنعه الشعوب ذاتها في أوطانها).

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى