أخبار العائلة العربية في المهجرمقالات

كوثر حفيدي الأمريكية من أصل مغربي أول امرأة تدير قسم الفيزياء في المختبر الوطني الأميركي في إلينوي و المشرفة على البرامج البحثية في الفيزياء النووية

#الشبكة_مباشر_الينويز_أمينة بن عزري

منذ عام 2017 ، أصبحت العالمة المغربية كوثر حفيدي أول امرأة تدير قسم الفيزياء في المختبر الوطني في إلينوي. تشرف الآن على البرامج البحثية في الفيزياء النووية والفيزياء عالية الطاقة والهندسة الكيميائية وعلوم وتقنيات النانو …

️كوثر حفيدي هي مديرة مختبر العلوم الفيزيائية والهندسة. تشرف على البرامج البحثية للمختبر في الفيزياء النووية والفيزياء عالية الطاقة ، وعلوم المواد ، والعلوم الكيميائية والهندسة ، وعلوم وتكنولوجيا النانو.

سيرة شخصية كوثر حفيدي هي مديرة مختبر العلوم الفيزيائية والهندسة في مختبر أرجون الوطني. تشرف على خمسة أقسام بحثية في Argonne ومنشآت مستخدمين من وزارة الطاقة الأمريكية (DOE) تجري أبحاثًا أساسية وتطبيقية في

فيزياء الطاقة النووية وعالية الطاقة ، وعلوم المواد ، والعلوم والهندسة الكيميائية ، وعلوم وتكنولوجيا النانو. خلال 21 عامًا من الخبرة في قيادة وإجراء البحوث الأساسية في مرافق التسريع الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا ، ميزت نفسها

كقائدة علمية. قبل تولي منصب مدير المختبر المساعد ، عملت كمديرة لقسم الفيزياء في Argonne ، حيث أسست Argonne كمعمل منتج للنظائر المشعة وأنشأت مركز Argonne Trace لتحليل النظائر المشعة (TRACER) ، وهو منزل جديد

ودائم لليزر الوحيد في البلاد -آلة عد ذرة الكريبتون. في السابق ، بصفته كبير العلماء المعاون للمختبر للبحث والتطوير الموجه بالمختبر (LDRD) ، أنشأ ت الدكتورة حفيدي عمليات تهدف إلى دعم أهم أولويات Argonne العلمية وضمان أكبر عائد

ممكن من الاستثمار العلمي المبكر. من عام 2013 إلى 2014 ، تم إرسال تفاصيل الدكتورة حفيدي إلى مكتب الفيزياء النووية التابع لوزارة الطاقة ، حيث أثبتت قدرتها على إقامة علاقات قوية داخل مجتمع الفيزياء الأمريكي أثناء ادارة مجموعة

من المشاريع الكبرى المخصصة لتحقيق المهام العلمية الأمريكية في الفيزياء.

حصلت الدكتورة حفيدي على درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة باريس الحادي عشر ، أورساي ، فرنسا، بعد أن درست علوم الياضيات في جامعة محمد الخامس بالرباط ، و حصلت على DEA, دبلوم الدراسات المعمقة.

ركزت بحثها على الدراسة التجريبية للديناميكا اللونية الكمومية في النظام القوي ، مع التركيز على عوامل شكل النكليون ، وتحلل النكهة ، وبنية الدوران ، والتوزيعات المعتمدة على الزخم العرضي.

ألفت أكثر من 200 مطبوعة وقدمت أكثر من 60 محاضرة مدعوة في مؤتمرات دولية وجامعات ومختبرات

أكملت حفيدي برنامج أرغون لقيادة المختبر الإستراتيجي الانتقائي للغاية ، وهو برنامج قيادة تنفيذية بدون درجة في كلية بوث للأعمال بجامعة شيكاغو. كما تلقت تعليمًا وتدريبًا شاملاً في الإدارة والقيادة من خلال الجمعية الفيزيائية الأمريكية

ورابطة النساء في العلوم. تم تكريم الدكتورة حفيدي لإنجازاتها العلمية العديدة ، بما في ذلك ترشيحها مؤخرًا كزميلة في الجمعية الفيزيائية الأمريكية. وقد حصلت أيضًا على جائزة Argonne Women in Science and Technology Diversity ،

وجائزة UChicago Argonne LLC Pinnacle of Education ، وجائزة American Women in Science Innovator ، ووزارة الطاقة الأمريكية ، وجائزة المرشد المتميز لمكتب العلوم ، ومفوضيات L’Energie Atomique Graduate Research.

زمالة التميز

ولدت عام 1972، ونالت شهادة البكالوريا بثانوية مولاي يوسف بالرباط 1990، شعبة الرياضيات والفيزياء، ثم تابعت دراستها في الخارج، حيث ذهبت إلى فرنسا في عام 1995 وحصلت على الدكتوراه في عام 1999 من جامعة باريس الجنوبية في مجال الطاقة الذرية.

تقول كوثر في إحدى حواراتها الصحفية: “كان حلمي بعد نيلي للبكالوريا أن أصبح عالمة في الرياضيات، والوسيلة الوحيدة بالنسبة لي أن أدرس في كلية العلوم بالرباط، وأردت أن ألحق حلمي.”

تخصصت كوثر في مجال ما تحت الذرة، وهو مجال دقيق جدا وغير متاح للجميع، وبه اكتست طابع التفرد. تحكي العالمة عن تفاصيل تخصصا بقولها: “اشتغلت لسنوات في محاولة فهم الكوارك (quark)، والغلوون (gluon)، اللذان يعدان أصغر العناصر الذرية التي تعطي البروتون (proton)، والنوترون (neutron)، والنوى (nuclei)، والذرة (atom) وكل الجزئيات التي تُرى في الكون، كما قمتُ بقيادة تجارب تحاول فهم التفاعل بين الكوارك والغلوون، وهو أقوى تفاعل يربط بإحكام القوة النووية”.

أواخر عام 1999 نالت شهادة الدكتوراه، وقررت الذهاب إلى الولايات المتحدة وانضمت إلى المختبر الأمريكي للبحث والتطوير، وبعد ثلاث سنوات، شغلت منصب عالمة فيزياء مساعدة، قبل أن تحصل في عام 2006 على درجة فيزيائية، كذلك عملت في وزارة الطاقة في جيرمان تاون بولاية مريلاند في عامي 2013 و2004.

وأصبحت في يناير 2017 أول امرأة مديرة لقسم الفيزياء في مختبر “أرغون” الوطني، وهو أول مختبر وطني في الولايات المتحدة الأمريكية؛ تقول كوثر: “أخذت هذه المسؤولية لأنني مؤمنة أن الاستثمار في الناس هو أحسن وأكبر شيء للنجاح، لذا يجب أن نهتم بالإنسان لأنه أكبر كنز لأية مؤسسة”.

إثبات الذات

انفصل والداها وهي في سن مبكرة، عاشت مع جدتها لأبيها بعد أن نال والدها حضانتها، تقول كوثر حفيظي في تصريح سابق: “والدي كان حزينا عندما ولدت لأنه أراد أن يكون له ولد، حاولت أن أكون الولد له وأثبت له أن البنت قد تكون أحسن من الولد، وبت ألعب مع الأولاد، لكنه ساندني بطريقة مهمة، وشجعني على الدراسة.”

عانت كوثر من نظرة المجتمع إلى الأنثى، في وسط ذكوري يفضل الولد على البنت، بحكم العادة والتقليد، ولكنها استطاعت أن تتمرد على هذا القيد، وتثبت حضورها منذ الصغر، أي منذ أن لعبت مع الأطفال الذكور إلى ما وصلت إليه الآن من ريادة، وعلو قدم في المجال الفيزيائي.

تقول بهذا الصدد في تصريح صحفي: “صعب أن تكبر كفتاة في بلد عربي على اعتبار أنها محاطة بالكثير من القيود، لكن عماتي لهن شخصية قوية، وجريئات وتأثرت بهن”.

وتحمل كوثر على عاتقها مسؤولية توجيه الشابات والشباب، وتقديم يد المساعدة، واحتواء طلاب العلم ومدهم بخبراتها وتجاربها للوصول إلى ما يبتغيه كل طالب علم مجتهد، إذ تقول “من بين المسائل هي أنني أنا قبل كل شيء امرأة وعالمة فيزيائية، والنساء في العلم أقلية، وكنت في قسم الفيزياء في مختبر “أرغون” المرأة الوحيدة العاملة لمدة 15 سنة، وأصبحت أول امرأة مديرة لقسم الفيزياء في السبعين سنة الماضية، وأصغرهن سنا، وكعالمة أقوم بواجبي بأن أكون قدوة للفتيات في جميع مراحلهم الدراسية الأولى لتحقيق ذواتهن في العلم.”

ورغم حداثة سنها لكنها كانت تسأل دوما عن أسرار الكون، وكان يدفعها الفضول لسبر أغواره، إذ كانت تسأل والدها باستمرار عن الله، وكان يجيبها أنه عليها الدراسة والاجتهاد لتتمكن من معرفة الإجابة، فتقول كوثر: “أنا معجبة بالكون، وأتساءل من أين أتينا ولماذا تسير الأمور على هذا المنوال، وبالتالي فالعلوم، وبالخصوص الفيزياء النووية، قريبة جدا من الكون، فكلما درستَ ما خلقه الله، كلما اكتشفتَ كم هو عظيم هذا الإله، لذلك فأجمل ما يمكن أن تقوم به، وهو ما يعدّ كذلك نوعا من العبادة، هو البحث العلمي في ما خلقه الله، مستشهدة بآية قرآنية: إنما يخشى الله من عباده العلماء”.

مغادرة المغرب

في 8 يوليوز 1999 ألقى الملك الحسن الثاني خطاب الشباب وجاء فيه: “كيف يمكننا أن نشغل نحن في المغرب شخصا حائزا على شهادة الفيزياء النووية، فبصراحة هذه علوم تقتضي في الواقع من المربين والمدرسين والموجهين أن يحاولوا إبعاد أكثر ما يمكن من الناس عنها، لأنه لن يجدوا مكانا للشغل.”

وقعت هذه الكلمات الصادمة على عقل هذه العالمة وقوع الصاعقة، وهي ترى أن حلمها فيما تطمح إلية بأن تصبح عالمة فيزيائية بعيد المنال في وطنها المغرب، لذا شدت الرحال إلى الديار الأمريكية لتحقيق حلمها الذي عاشت ودرست من أجله.

لكوثر حفيظي إسهامات شخصية عديدة منها قيامها بتطوير مجالات جديدة لدراسة الذرة، وقامت بمجالات بحثية جديدة في المختبر الذي تديره، ومن أهمّها إنتاج النظائر الطبية التي تساعد في علاج السرطان تستعمل فيها تقنيات مسرع الفيزياء، والفيزياء النووية، والكيمياء الإشعاعية.

إن طموحات كوثر حفيظي في الوصول إلى القمة، تدفعها قوى داخلية من حيث العزيمة والإصرار وهمة المكافح في الليل والنهار، درسا وتعلما، هو ما دفعها إلى أن تقول: “شريعتي في الحياة أن الإنسان يجب أن يحدد حلمه، ويراه بعينيه، ويتابعه ليحققه، فالحياة مليئة بالصعوبات، والإنسان تُعرف قيمته بعدد الصعوبات التي يتخطاها”.

كوثر هي اليوم مديرة قسم الفيزياء بمختبر “أرغون” الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أول امرأة من شمال إفريقيا تصل إلى هذا المنصب.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى