الرياضة

العرب و الاندية الآوروبية: استثمار أم ماذا

#الشبكة_مباشر

باتت ملكية العرب للأندية الأوروبية لافتة للانتباه في السنوات الاخيرة ، وقد تم شراء أندية عريقة و أخرى مغمورة بمبالغ خيالية تجعل الواحد منا يتساءل هل أن الامر يشتحق كل هذا العناء و هلن ان عملية الشراء عذه الهدف منها الاستثمار أم البحث عن الشهرة أم الاثنان معا؟
في هذه الورقة سنتعرض لكل هذا و سنتعرض لاهم الاندية المملوكة من عرب.
ما يردده رجال الاعمال عادة ان السبب الأول لشراء الأندية، هو الحب، كثيرا منا يردد شعارات عشاق الأندية والألعاب دون وعي، ولكن هل يدفع حب النادي وترديد شعاراته دون وعي إلى شراء كيان كامل؟
وربما يكون السبب الثاني في شراء الأندية، هو الحصول على الشهرة، أو التحول إلى واجهة عالمية، أسوة بالروسي رومان إبراموفيتش، الذي تملّك تشيلسي في (2003)، خاصة وأن متابعو الكرة يرون أن اللعبة باتت وسيلة جيوسياسية- بمعنى: تأثير السياسة على الجغرافيا- تدعم أصحابها في الحصول على القوى والنفوذ.
أما السبب الثالث، فهو الأرباح، خاصة وأن رياضة كرة القدم، إحدى الرياضات الأكثر متابعة حول العالم، كما أنها تحصد عقود رعاية بالملايين، نتيجة أنها اللعبة الأكثر متابعة حول العالم، بالإضافة إلى حقوق النقل التلفزيوني، وعقود الشراكات التجارية، والحضور الجماهيري.
ولعل أبرز تلك الدلائل هي قصة نادي مانشستر يونايتد، والذي قامت عائلة كبيرة من انقلترا عام (2006) بشرائه، وكانت تدرك قيمة العلامة العالمية لمانشستر يونايتد والتي جعلته مصدراً لا ينضب من جلب الأموال، ويدركون كذلك ما يخبئه المستقبل من فرص لمضاعفة هذه الإيرادات، فقاموا بتحميل تكلفة شراء النادي للنادي نفسه! حيث اقترضوا لشراء النادي، وبدؤوا بسداد القرض وفوائده من خلال جزء كبير إيرادات النادي سنوياً، على أمل الوصول للحظة التي يسدد بها كامل القرض حينها سيكون بين يدي ملاك النادي أصل يقدر بمليارات الجنيهات.
وربما يكون السبب الرابع، هو المغامرة، فعالم كرة القدم، أشبه بالمقامرة، قد تتغير حياة مالكه بين لحظة وضحاها، فالفوارق المالية بين أندية الدوري الممتاز والدرجة الأولى في إنقلترا على سبيل المثال كبيرة، وعقود النقل التلفزيوني مستمرة في توسيع الفوارق المركز الأخير في البريميرليج أصبح يضمن تحقيق قرابة 100 مليون جنيه من الجوائز المالية.
أما في الدرجة الأولى (الشامبيون شيب) فإن العوائد أضعف من هذه بكثير، وهو ما يتسبب بضغوط مالية كبيرة على الأندية المنافسة، حيث وصلت نسبة الأجور إلى الإيرادات إلى 90٪ لذا فإن التأهل من الشامبيون شيب للبريميرليج يشكل نقلة مالية هائلة للأندية، لذلك سميت مباراة التأهل الاقصائية بمباراة الـ170 مليون، أو أغلى مباراة في العالم.
لهذا، فإن امتلاك نادي يلعب في الدرجة الأدنى، ومن ثم المساهمة في تأهله للدرجة الأعلى يشكل نقلة نوعية في الأرباح المالية، وهي المغامرة، إلا أن الوجه الآخر لهذه الجمالية قبيح، فالهبوط من الدرجة الممتازة للدرجة الأدنى كفيل بتحطيم الآمال المعقودة على النجاحات الاقتصادية للاستثمار في هذا النادي أو ذاك، وهذه الحالة موجودة في مختلف دوريات أوروبا، فالأندية التي تحاول التأهل لدوري الأبطال ستضمن تحقيق عوائد ضخمة من خلال المشاركة فقط، دون النظر للمرحلة التي ستصل لها، علماً أن الوصول لمراحل أبعد يعني إيرادات أعلى.
وأخير.. ربما يكون السبب الخامس، هو: أسباب خفية تدفع رجال الأعمال في الوقت الحالي بعد الدراسات التسويقية التي أصبحت مهمة لدى أباطرة التسويق الرياضي من خلال قيام الأندية الأوروبية بالتعاقد مع النجوم أهمها الجانب التسويقي، حيث يكون الهدف من ذلك زيادة شعبية النادي المتعاقد مع لاعب من الدوري المصري مثلا وتوجيه جيش من الجماهير المصرية لتشجيع النادي الذي يضم في صفوفه أحد النجوم ، وهو ما يحدث فارق في التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لك أن تتخيل أن الأندية الأوروبية تجيد التسويق وتحقيق الأرباح من مصادر متنوعة وتجيد كيفية تحقيق الربح من استغلال مواقعها الرسمية عبر مواقع السوشيال ميديا عن طريق نشر إعلانات مصورة لمنتجات الشركات الراعية لها للتسويق لهذه المنتجات سواء بطريق مباشر عن تصوير إعلان للترويج لأحد منتجات الشركات الراعية أو استغلال منتجات هذه الشركات خلال ظهور فريقها في أي حدث سواء داخل الملعب أو خارجه ، وهذه الإعلانات يشاهدها الكثير من متابعي صفحات تلك الأندية علي مواقع فيس بوك وتويتر وانستغرام وهو ما يعود بالنفع على خزائن تلك الأندية لأن ذلك تدفع الشركات علي التسابق للتعاقد معها ورفع قيمة العروض المقدمة لرعاية تلك الأندية ، وترفع من قيمتها السوقية في سوق التجارة الرياضية.
تجارب عربية ونجاحات و انكسارات
*من اواخر العرب الذين اشتروا اندية اوروبية المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية، الذي اشترى ألميريا الإسباني الذي يلعب في الدرجة الثانية في 2019ً .ليصبح أول مالك غير إسباني لنادي ألميريا حيث كشفت تقارير إسبانية أن صفقة استحواذ آل الشيخ على ألميريا بلغت 20 مليون أورو، إضافة إلى 7 ملايين أخرى دفعها المستثمر السعودي لتسوية ديون النادي.
* رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس، الذي اشترى حصة تبلغ 55% من قيمة أسهم نادي أستون فيلا الإنقليزي، في شراكة مع المستثمر الأمريكي ويسلى إدنس، ليصبح له حق إدارة النادي.
فيما تعد التجربة العربية الأبرز للعرب في تملك الأندية الأوروبية، من نصيب القطري ناصر الخليفي رئيس الاتحاد القطري للتنس، مع نادي باريس سان جيرمان منذ العام 2011 بعد أن استحوذت عليه شركة قطرية مقابل 100 مليون جنيه إسترليني، ولم يشتر الخليفي النادي من المؤسسة القطرية مرة واحدة فاستحوذ على 70% من الأسهم، وأتم إكمال النسبة المتبقية بعد 7 أشهر، ليحقق الدوري الفرنسي والكأس مرات عدة، إلا أنه فشل في الحلم الأكبر بالتتويج بدوري أبطال أوروبا.
أحد أنجح التجارب العربية في أوروبا، كانت لرجل الأعمال الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي ووزير شؤون الرئاسة، مع نادي مانشستر سيتي بطل الدوري الإنقليزي، حيث اشتراه من مالكه السابق تاكسين شيناواترا رئيس وزراء تايلندا حينها بقيمة بلغت 200 مليون جنيه إسترليني، حيث استعاد النادي عافيته مع رجل الأعمال الإماراتي، ليتوج أكثر من مرة بلقب الدوري الأشهر في العالم.
وكان رجل الأعمال المصري محمد الفايد، من أول الذين استثمروا في أندية أوروبية، حيث اشترى نادي “فولهام” الإنقليزي العام 1997 في أثناء وجوده بالدرجة الثانية وصعد به للدوري الممتاز وقدم مستويات جيدة، إلى أن أعلن بيعه إلى رجل الأعمال الأمريكي شاهد خان بمبلغ يصل إلى 302,35 مليوني دولار في 13 افريل العام 2013.
التجارب العربية عديدة في تملك الأندية الأوروبية، حيث اشترى ماجد سامي أحد رجال الأعمال المصريين نادي “ليرس” البلجيكي، ليصبح أول رجل أعمال مصري يمتلك ناديين أحدهما في مصر والآخر في بلجيكا، فيما اشترى عاصم علام، رجل الأعمال المصري، نادي هال سيتي، وأتاح الفرصة لعدد من اللاعبين المصريين للعب معه في الدوري الإنقليزي مثل عمرو زكي وأحمد المحمدي ومحمد ناجي جدو وأحمد فتحي.
كما اشترى الملياردير الإماراتي، سليمان الفهيم، نادي “بورتسموث” الإنقليزي العام 2009، قبل أن يبيع 90 في المائة من الأسهم إلى رجل الأعمال السعودي علي الفراج، بعدما هبط إلى الدرجة الثانية.
ابرازات
* رجل الأعمال المصري محمد الفايد، من أول الذين استثمروا في أندية أوروبية، حيث اشترى نادي “فولهام” الإنقليزي العام 1997
* امتلاك نادي يلعب في الدرجة الأدنى، ومن ثم المساهمة في تأهله للدرجة الأعلى يشكل نقلة نوعية في الأرباح المالية
* أحد أنجح التجارب العربية في أوروبا، كانت لرجل الأعمال الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان مع نادي مانشستر سيتي بطل الدوري الإنقليزي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى