
مغزى اصرار هذا الجمع ” غير المؤمن ” من استمرار الحفلة الايمانية .. رغم نوم وعزوف وكسوف الجمهور ، من طول المسرحية ، حتى انه ضجر و تأفف ، وتلفلف ، وتشابه
عليه البقر .. ناقما على الذين يؤدون ببراعة ، مناسك الكذب والدجل والضحك على ذقون البشر .
هؤلاء .. هم انفسهم ، الذين امتلكوا ناصية المواقع المهمة ، وشاشات الفضائيات المخلة .
اينما تولون وجوهكم .. فثمة وجوه مستهلكة ، كالحة مالحة.. تصر على الظهور ، وتعدنا بالثبور .
هؤلاء خطباء مهوسون ، في كل مرة يظهرون .. مرةً على هيأة ملائكة مؤمنين ، ومرة على شكل شياطين مغضوبين ، وثالثة قرامطة وبرامكة متلونين .
لا تخطئهم العين .. وان غيروا مفردات لغتهم ، وعدلوا هنداهم ، وجملوا چهرتهم ، وصاموا رمضان ، وذهبوا للعمرة في سفريات الزمان .
اتحدث عن السياسيين ، افندية ومعممين .. من اصحاب الضخامة ، وفقدان الشهامة ، ومن النواب ، وفيالق الثواب .. معلقين ، ومحللين ومنكتين ، مبتلين وغير مبتلين .. من
الذين يجيدون لغة التنكيت والتبكيت ويمارسون لعبة ( التسويق السياسي) المبتذل .. والنصاب النيابي الذي لا يكتمل .. لمجلس لا يجلس.. ولا يخنس .
يسألني الكثير .. من الاصدقاء والمتابعين .. عن سبب قلة ظهوري وعزوفي عن الحديث في الفضائيات العراقية والعربية ، التي لا تجيد سوى النبش في الفضائح السياسية ،
و الاورام الاجتماعية ..
واقول لهم .. كما قلت لمقدمة برنامج “مانشيت احمر” الذي يعرض على قناة الشرقية .. ان السياسة التي ترجعنا وفي كل يوم الى ( المربع الاول ) ليست بسياسة ، ولا
تدل على كياسة .. انما هي افلاس ولعبة قمار يمارسهاالجهلة والمبتدؤن .. الذين لا يفهمون من السياسة غير لغة التضليل والتبرير .. ورش البخور ، وتقديم النذور .
لقد وضعونا في مربع صغير .. لا يصلح ان يكون جحرا للقوارض والعصافير .. والعالم يتحرك من حولنا ، في “مربع جغرافي” واسع وكبير ، جديد وخطير ، بسبب الحرب في
اوكرانيا .. التي جعلت امريكا منها مصيدة للروس والاوربيين معا .. تخلصا من عقدة تفوق “اليورو” الذي اطاح بقوة الدولار في الاسواق العالمية ، وبعزل بريطانيا عن الدول
الاوربية ، وجعلت من رئيس الوزراء جونسون كلبا مطيعا ، وامينا على القافلة الامريكية .
هذه هي امريكا .. وعلى الرغم من نقمة وكره الشعوب لها .. مصرة على عدم زوال عصرها الذهبي والقطبي .. تسارع الخطى بطلب من بايدن لعقد اجتماع خطير في
الرياض .. لقادة الخليج مع رؤساء العراق ومصر والاردن .. والهدف هذه المرة ، ضرب وعزل ايران ، ذراع روسيا القوي في الشرق .. بهدف تغيير اتجاهات الرأي العام المحلي
والعالمي .. من مشاغل ومخاطر الحرب على اوكرانيا .. الى الانشغال في الحرب على ايران .. بحجة انقاذ دول الخليج من التهديدات الصاروخية ، ونفوذ طهران المتزايد في
اليمن والعراق ولبنان .. والسعي لتمكين العرب من تأسيس ( نيتو عربي ) لخطورة الوضع الدولي جراء الحرب الاوكرانية .. ونحن نعرف .. وغيرنا يعرف ان الحرب على ايران ..
ستشعل وتشغل المنطقة بعقود دموية من الزمان .
من بعيد.. لا يأبه لاعب الكارتيه الروسي.. من التحركات الامريكية لصالح كييف الاوكرانية .. لأن بوتين يعتقد جازما وحازما.. ان مهزلة القطب الامريكي ” الواحد الاحد ” قد ولت
، وادبرت ، وانتهت . كل هذا يحدث من حولنا .. ومجلس النواب يحاول جاهدا ومجاهدا .. ملء خزان التعبئة النيابية ، لتشكيل حكومة ديمقراطية ، من تجمعات متنافرة
متصارعة ، متنابزة متكالبة .
هنا .. اخوكم مجبرا ، لا بطلا نحويا ، ولا فراهيديا متجبرا .. يجد نفسه مهتما بكتابة مفردات جديدة مثل ( الانسداد الترفيهي ، وحكومة تصريف العطور ، بدلا من تصريف
المجاري ، وحالك من حالي .. يا دولة المعالي ) .
وهنا ايضا .. ادعو المواطنين عامة ..لمساعدة البرلمان الذي غاب عنه الحكيم ، بسبب الفراغ النيابي السقيم .. بعد مغادرة التيار الصدري بلا ثمن ، و بلا كفن .
اخيرا .. انتبهوا .. ولاحظوا وجود الآية الكريمة في صدر القاعة ( وأمرهم شورى بينهم )
.. والحقيقة المؤلمة .. ان الأمر صار ” شوربة بينهم” وليس شورى بينهم .. وان اختلف المفسرون والمتملقون والناعقون ..& دكاظم المقدادي