أخبار العائلة العربية في المهجركلمة العددمقالات

عيد الأضحى المبارك 2022 في الغربة و بلجيكا تحديدآ ” عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ “

#الشبكة_مباشر_بروكسل_عصام البدري مؤسس و رئيس التحرير

منذ أن غادرت بلدي العراق و من بعده عائلتي الجميلة لم نرى العيد كعيدنا و أعتقد جازمآ جميع أفراد الجاليات العربية و الإسلامية.

ربما كل بلد له تقاليده و بالتأكيد كل قوم بما لديهم فرحين و نحن نرى تقاليدنا كما غيرنا من الجاليات العربية من صوم يوم عرفه و فطوره اللذيذ و الفرحة بليلة العيد مع الأهل و سماع أغنية أم كلثوم الشهيرة ” يا ليلة العيد” التي تعاد مرارآ و تكرارآ بدون أي ملل.

و ربما عمل الكليجة تشمل جميع الأسر في العراق و ربما كل بمسماه في الدول العربية و شراء الملابس الإجبارية الجديدة كل عيد و خياطتها بأحيان كثيرة و منهم نحن و ماكنة الخياطة “سنكر” تشهد التي لازالت موجودة و الهاون موجود و لكن من كانت تستعملهما بدون كلل و ملل غائبة للأسف الشديد و الله يرحم الغالية و يدخلها فسيح جناته و هي التي ربت 6 أولاد و بأعمار مختلفة الفرق بين بعضهم يصل الى أكثر من 18 عام.

و مصباح عيد الأضحى المبارك ربما لا يختلف عن عيد الفطر من صلاة الجمعة و معايدة الأهل و الأصدقاء يضاف لها الضحية التي نحن ليس كل عام كما عرفنا من أبناء الجالية المغربية الذين يذبحون كل عام و أخذ العيادي من الوالد الله يرحمه و يحسن إليه و يدخله ربي فسيح جناته الذي يزيد العيدية كل عيد و حسب الظروف.

و إستقبال الضيوف من الأقارب و الأصدقاء و زيارات نحن في أحيان أخرى.

و للعيد قيمة إنسانيّة، و اجتماعية مهمة جدآ فهو فرصة كبيرة لرأب صدع العلاقات الاجتماعية، وتحسينها، وتمتينها في أحيان كثيرة، وذلك من خلال زيارة الأقارب، و الأصدقاء، و الاطمئنان على آخر أخبارهم، وما استجدَّ عليهم، و التقرب منهم، والتودد إليهم، وهو فرصة أيضاً لإنهاء أيّة صراعات دامت لفترات طويلة.

و إدخال الفرحة إلى البيوت و منهم الفقراء على وجه الحدود و إشراكهم في المجتمع الذي ينتمون إليه، و إشعارهم بأنّهم جزء لا يتجزاً منه.

العيد أيضاً مناسبة عظيمة لتفقد الأيتام، و الإعتناء بالأطفال، و تنمية الروح الإنسانية الجامعة لديهم.

من أبرز ما ارتبط بالعيد من عادات وتقاليد ما يتعلق بالمأكولات، و الحلويات المختلفة، و المشروبات، فمثل هذه الأمور تعتبر من الأجزاء الهامّة التي لا يمكن تفويتها. مما إرتبط بالعيد أيضاً العادات الاجتماعيّة بين الناس، كما سبق و أسلفت، إلى جانب الممارسات الدينيّة.

العيد في الغربة ليس عيدا فالعيد هم الأهل و العيد في الغربة ليس فرحة فقط فالفرحة الحقيقية هو تواجدك داخل المجتمع الذي كبرت و ترعرعت فيه.

العيد مناسبة مبهجة و سعيدة للجميع ولكن و أنت بالغربة تتحول تلك المناسبة إلى وجع و ألم فما أقسى العيد في أحيان كثيرة في الغربة فالعيد يأخذ بهجته وفرحته من لمة العائلة و الأصحاب و الأهل أما في الغربة فأنت محروم من كل هؤلاء و للعيد بهجته التي تأتي من ذكرياته و من نتشارك معه و أنت بالغربة تصبح و أنت وحيد فريدآ.

و بالنسبة لضحية العيد هنا في بلجيكا فهي مشكلة المشاكل بموضوع الذبح الحلال فالحكومة منعت ذبح الحلال كما في السابق مما يحز بنفس الجالية المسلمة التي لم تقدر بالرغم من عددها و قدم وجودها و دورها في تطوير و تقدم البلاد و بالرغم من وجود العديد من أبناءها في العديد من الأحزاب و مجالس الأقاليم و الفدرالي و بعضهم وزراء.

و من ناحية أخرى لم يعترف بالعيد رسميآ فدوام المدارس و الإمتحانات بعض الأحيان و الدوام الرسمي.

و حتى الزيارات محدودة جدآ جدآ بين أبناء الجاليات و حتى لأبناء الجالية للبلد الواحد و لآ أدري في المستقبل هل تستمر أم لآ و لكن ربما ما موجود أمام أعيننا لما تعمل بها الجالية المغربية و التركية و هم الان الجيل الثالث فهم يحافظون على تقاليدهم الوطنية و الدينية يزيد من تفاؤلنا في مستقبل يفرض على الحكومة البلجيكية الإحترام و الإعتراف بالأعياد الدينية الإسلامية و تقاليدها و من ضمنها الذبح الحلال و منح العيدين عطلة رسمية لأبناء الجالية المسلمة.

الغربة مؤلمة جدا إنه شعور قاسي لا يشعر به إلا من جربه و إبتعد عن الأهل و الأحباب و اليوم العيد بعيد عن الأهل شعور عن الغربة يبكي العيون.

العيد واقتربت معه تجهيزاته الكثيرة ولكن للعيد في الغربة قصة أخرى خصوصا عند العيش في منطفة نائية يقل فيها العرب والمسلمون.

و على قول شاعرنا الكبير المتنبي بقصيدته المعروفة بوصف العيد في زمنه

الذي هو بالرغم من حياته في ظل دولة إسلامية عريقة كالدولة العباسية يذكر الألم بهذه الأبيات التالية:

وكل عام و أنتم بخير.

عصام البدري
بروكسل-بلجيكا
8 يوليو-تموز 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى