أدب وفن

مصير مسؤول…. عقيل العبود ….كاليفورنيا

الشبكة مباشر

مصير مسؤول

عقيل العبود

سقط في وحل الهزيمة، أبيدت قدماه، صار لا يقوى على الحركة، أخذ يتوسل إليهم، فوجئ بضربة مباغتة عند رأسه، وركلة عند كتفه الأيمن، وأخرى عند قدميه.

راح يبكي، انهمرت دموعه، جلس عند ركبتيه منحنيا بعد أن اشتد به الألم، صرخت احشاؤه، تقدم أحدهم بخطوات واثقة، تكلم معه، سأله عن جميع أمواله، وأرصدته التي استقر بها المطاف على شاكلة جزر، وفنادق سياحية من الدرجة الأولى في إحدى دول العالم.

قدم له أحدهم كسرة خبز وضعت في قدح ماء، تلوثت أطرافه ببعض العفن، تساقطت أسنانه مع الدم، لم يعد يقوى لأن يمضغ الطعام، أو يشرب شيئا.

تزاحمت الصور أمامه، لم يكن يتوقع ذات يوم أن يصبح فريسة هكذا بأيديهم، هؤلاء الذين كان يصفهم بالمتسولين، انتصبت أمام بصيرته جدارية لأحد الرؤساء، تم تهشيمها ذات يوم.

سقط الرأس، انتكس عرش ملوكيته بعد أن خارت قواه، مواساة ربما لدموع صاحبه الذي كان ذات يوم يمشي متبخترا أسوة بمن سبقه من الطغاة.

سقطت قصور أصحابه الذين كانوا يحتفلون معه في صالات الفنادق الفخمة، انتابه شعور بالندم، بات خاويا مترنحا، ابتعد عن صورته التي كان يتباهى بها أمام مناصريه.

نأت بغداد بجميع عماراتها، ومساكنها، ومحلاتها، بل وحتى ما تبقى لها من معالم قديمة، غدت بعيدة كأنها تتنصل عنه وعن جميع من معه. لم يبق من أنفاسه إلا ما يكفي لساعات ليوزع ما تبقى له من كلمات غير مفهومة.

رفع ذراعيه إلى السماء كأنه يدعو، أو يطلب الشفاعة،
تمتم بآخر ما تبقى لديه من كلمات، أعلن تنحيه عن جميع ما كان بحوزته من أرصدة بما في ذلك طلعته التي كان عليها قبل أن يطلق نداءه الأخير.

عقيل العبود

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى