الاقتصادمقالات

هل ممكن ان تصدق هذه التوقعات ؟؟

#الشبكة_مباشر_الخرطوم_د. حسن إسماعيل عبيد

نعيش في (عام التحولات الكبرى) من كل الجوانب

لكن الجانب الحاسم منها هو الجانب الإقتصادي ومن ثم العسكري

بطبيعة الحال هو جانب غير محسوس يشبه تسرب الماء شيئاً فشيئا للوادي حتى يتحول إلى طوفان كبير والأمر المتيقن أننا نمر بزلزال إقتصادي كبير هو الأقوى والأضخم في التاريخ بحسب توقعات خبراء الإقتصاد
وسيكون تأثير هذا الزلزال كبيرا جدا وواحدة فقط من تأثيراته ستكون الحرب العسكرية الغربية ضد الصين وروسيا في نهاية المطاف

لكن متى ستحدث نهاية المطاف هذه؟
الأزمة الإقتصادية العالمية ليست وليدة الحرب الأوكرانية لكن الحرب هناك كانت سببا في مضاعفاتها وتسريع وتيرتها

تواجه أمريكا وأوروبا خطر التضخم ، والتضخم يعني غلاء الأسعار وشحتها وعدم إمكانية سداد ديون العالم وانهيار البورصات والعملات والمصارف وينتهي بحدوث ركود تاريخي يتوقع أن يكون الأكبر في تاريخ هذه البشرية.

التضخم الآمن لا يتجاوز 2% سنويا ويدخل أي بلد مرحلة الخطر الوجودي بوصول التضخم الى 10%

على أرض الواقع التضخم في أوروبا بلغ الآن 7.9% وبلغ في أمريكا 8.6% وهو أمر لم يحدث في اسوأ الظروف التي مرت بهذه البلدان

ولمعالجة التضخم هناك طريقان :

الأول رفع أسعار الفائدة وهو ما يفعله الفدرالي الأمريكي منذ سنة تقريبا لكنه يفشل حتى الآن في كبح جماح هذا التضخم وسيفشل أيضا خلال الأشهر الثلاثة القادمة.

الثاني : العودة الإضطرارية للتيسير الكمّي لسداد ديون الشركات في أمريكا والعالم وهو ما يعني طبع الدولار بكميات ضخمة جدا من أجل توفير السيولة ، وهذا هو المتوقع في غضون عام أو أقل (ربما قبل نهاية هذا العام) ، وهذا القرار سيؤدي إلى تضخم ليس بمعدل 8.6% بل بمعدل 18.6% ولكم أن تتخيلوا أي قيمة للدولار تبقى بعد ذلك

بطبيعة الحالة هناك هزات ومقدمات لهذا الحدث التاريخي والأمة بدأت مع إنهيار اليونان إقتصاديا ثم تلتها لبنان وسريلانكا مؤخرا والتضخم التركي الذي بلغ ٧٣% ومصر مرشحة لتكون التالية

أول الدول التي ستواجه الازمة هي :

الدول العربية ومن ثم إفريقيا ودول جنوب أوروبا وسينتهي بالإنهيار التاريخي المرتقب للدولار وانتهاء إمبراطورية الشيطان الأكبر وقيام إمبراطورية الشرق المتمثلة بالصين وروسيا ومن ينضم إليهم

وهكذا أيها السادة تخيلوا على أي عاصفة تاريخية نحن مقبلون

لكن هل سيبقى البيت الأبيض متفرجا على الحدث أم أن هناك حلولا يمكن أن تجنبهم هذا الإنهيار

نعم ، هنالك خيارا لكنه أشبه بالإنتحار وهو خيار سقوط الصين وروسيا الآن وفورا وليس في نهاية هذا العام ، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بجر روسيا والصين إلى الحرب العالمية.

من هنا يمكن أن نفهم الحماس الأمريكي للحرب في أوكرانيا والحماس المضاعف لإستقلال تايوان في نفس العام والجواب أنهم يريدون حربا عالمية لتجنب الإنهيار (حربا تبدأ الآن وليس غدا)

ومن هنا أيضا يمكن تفسير طول النفس الروسي في معارك أوكرانيا فالبعض ممن هو متعجل ومتحمس كان يريد من بوتن أن يجتاح كييف وغرب أوكرانيا ويظهر الإقتدار العسكري للروس لكنهم الآن يتقدمون بطريقة سلحفاتية وكأن لا شئ أمامهم
وكذلك تفعل الصين التي تؤجل المواجهة قدر المستطاع ضد أمريكا

وهو عين الحكمة فإذا كانت أمريكا تريد الحرب الآن في ظل ظروفها الإقتصادية السيئة فلماذا تريدها روسيا والصين التي تتقدم إقتصاديا وشعوبها تعيش حالة الرفاهية بينما تكتوي الشعوب الأوروبية والأمريكية بالغلاء الفاحش وتهديدات الحرب

القيادة الروسية والصينية أذكى من ذلك بكثير فلماذا تحرق بلدانها ومدنها بنار الحرب إذا كان العدو المشترك سينتهي في غضون أشهر وسيصبح دولة فاشلة ويسقط عرش هيمنتها على العالم.

وفي تقديري إن أمريكا في نهاية المطاف ستلجأ بنفسها إلى الإحتكاك الكبير مع روسيا والصين مع إعتداءات عسكرية كبيرة وشاملة لتختار الحرب على إنهيار الدولار وهما خيارين أحلامها مر

متى سيحدث ذلك ؟

مثل هذه التوقعات ليس فيها تاريخ محدد والعالم مفتوح على أسوأ السيناروهات لكن بعض خبراء الإقتصاد يتحدثون عن المعطيات الآتية:

١) إنهار سوق السندات الحكومية الأمريكية وارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 3.19٪ في نهاية الشهر الماضي.

٢) الإستثمارات في السندات الحكومية الأمريكية تؤدي إلى خسارة 5.4٪ سنويًا.

٣) بدأت الحكومات الأجنبية بالتخلص تدريجياً من سندات الحكومة الأمريكية ، الصين تفعل ذلك الآن بمعدل مليار دولار في اليوم.

٤) منذ بداية هذا الشهر توقف الإحتياطي الفيدرالي عن شراء السندات الحكومية.

٥) يحاول الفدرالي الأمريكي تقليل عدد الدولارات المتداولة ، بما في ذلك طرح سندات الخزانة الأمريكية المشتراة في وقت سابق في السوق.

٦) في غضون بضعة أشهر ستواجه الولايات المتحدة أزمة ميزانية ضخمة.

٧) سيؤدي إرتفاع عائدات السندات الحكومية إلى إرتفاع تكاليف الإقتراض للشركات.

٨) في غضون شهر أو شهرين أو ثلاثة ، ستواجه أمريكا موجة من الإخفاقات الهائلة للشركات غير القادرة على سداد ديونها.

٩) من عواقب ذلك إنهيار سوق الأوراق المالية ، الذي له بعد إجتماعي كبير.

١٠) سيؤدي هذا إلى التوقف عن محاولة مكافحة التضخم وسيستأنف الإحتياطي الفيدرالي طباعة الدولار على نطاق غير مسبوق.

١١) ستبدأ إقتصاديات الدول المرتبطة بالدولار بالإنهيار الواحدة تلو الأخرى وستنتهي لعبة الدولار مع ذلك الحدث.

وفي الخلاصة فإن أكثر السيناريوهات الإقتصادية المتفائلة تتوقع أن يحدث كل ذلك خلال سنة واحدة فقط لكن الترجيحات تتوقع أن يحدث كل شيء قبل نهاية هذا العام.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى