الثقافة الأصيلة والمستنسخة
د. فوزي الكناني
مابين الاصيل والمزيف من الكائنات والأشياء مسافة تكاد لاترى إلا بالعين الماهرة التي تتمتع بالخبرة والتمحيص والدقة المتناهية هذا إلا إذا تعلق الأمر بالسلع المادية المصنعة على اختلاف أنواعها وأحجامها ،اما السلع غير المادية التي تتعلق بالفكر وتوابعه ، فإن الكشف عن المزيف سيكون أكثر صعوبة بسبب حالة التماهي التي تحدث بين افكار الأصل والمستنسخ بيد أن الملاحظ في الساحة الثقافية أن هناك من يحاول أن ينسب نفسه إلى ساحة الفعل الثقافي عبر الكثير من الأساليب غير المناسبة ولعل أسوء هذه النماذج هو المثقف المزيف الذي يحاول أن يكون نسخه لمثقف أصيل أو لمجموعة من المثقفين الراسخين عبر أساليب عديدة ملتوية ومكشوفة منها أن يلجأ إلى ترديد اسم المبدع أو المثقف الفلاني وبعض أفكاره في الجلسات الخاصة أو العامة ويتبجح من دون أن يهضم فكر أو منجز ذلك المثقف ويصح أن نطلق على مثل هؤلاء النسخ المثقفون السطحيون أو المزيفون فهم غالبا ماتنقصهم الركائز الهامة التي تجعل منهم منتسبين حقيقيين إلى ساحة الفعل الثقافي المنتجه ،ومن هذه الركائز الموهبه الأصيلة وسعة الفكر ودقة الملاحظة والمطاولة في البحث والكتابة وماشابة حيث يفتقد مثل هولاء إلى هذه الركائز التي تستند إليها،
الشخصية المثقفة الفاعلة التي تشكل حضورا حقيقيا في الوسط الذي تنشط فيه سواء كان وسطا ثقافيا أو غيره .
إن سمة الانتحال هي الأكثر شيوعا بين النماذج المستنسخه