مقالات

هروب الصورة من الإطار

#الشبك_مباشر_بغداد_د. كاظم المقدادي

في سيميولوجيا الدلالة..
يتبين ان “الاطار” التنسيقي قد سقط و تهشم ولا معنى لوجوده .. بعد ان تطايرت اخر صورة لمرشحه ” محمد شياع السوداني” الذي تراجع و احترق .. فانتهت ولايته قبل ان تتحقق .. بفعل مظاهرات الصدريين.. التي لا تبقي ولاتذر .

تغيير وتعدد صور المرشحين ، يعطي انطباعا قويا ، على وجود حيرة وصراع داخلي متجدد لمنصب رئيس مجاس الوزراء .. ربما لمهمته الصعبة .. وشرطها المريب في حماية مصالح الاحزاب التي ترشح الرئيس الاوحد ، اهمها عدم جرهم

الى مكان البلاء ، و الامتثال الى زمن القضاء .

كان الاختيار .. للسوداني شياع ..داخليا محضا .. لا صلة له بما يجري في الشارع ، وكأن انسحاب الصدريين من البرلمان ، انتهى الى بر النسيان ، ولاهناك كارثة ” التسريبات” التي جرت على كل لسان .. ولا استحقاقات انتفاضة تشرين

التي شغلت المكان والزمان .. وهذا التبختر ، والتنمر .. من قبل مسؤولين كبار يمثلون لحد هذه اللحظة ..الخطوط الاولى للتباهي والظهور .. الذي كثيرا ما يسقط امام التململ الشعبي .. بالرفض والشعور .

كان من الاجدى .. التشاور مع السيد الصدر .. قبل الاعلان عن مرشح الفرصةً الاخيرة ، لكن “الاطاريين” وضعوا قبضتهم السياسية بيد المجهول ، ولم تكن ممتدة الى الغير .. اللهم إلا في دائرة الخطاب المعسول .

تجميع القبضة عند الخطيب السياسي ، هو رد فعل قد لا يكون واعيا .. وهكذا هو حال خطباء سياسة الصولة .. منذ 2003 من الذين ينقصهم الفكر ، والثقافة ، وفن ادارة الدولة .

لم اذهب مذهب اهل “الطشة” الذين ينافسون الشيباني في خرافاته و ترهلاته .. فأمسوا منجمين اكثر ما هم محللين سياسيين .. غير اني اعتقد ان هناك سلسلة تطورات درامتيكية مقلقة ستمر علينا ، ليس كما يمر السحاب الابيض ..

انما مثل الاعصار

الاحمر ، في فصل من فصول اليباب .

في الذكرى السنوية للثورة الفرنسية.. وجدت نفسي مدعوا بين المئات ممن حضروا هذا الاحتفاء الكبير .. كان ابرزهم صديقنا الفريق اول ركن عبد الوهاب الساعدي .. وكان السفير الفرنسي متواضعا ونبيها وهو يتحدث الى جميع من

حضر عن اهمية وقيمة العراق القوي .. لكني فوجئت بوجود السفيرة الامريكية مع الزميلين كريم حمادي ومؤمل مجيد يتحاذبان الحديث .. كانت السفيرة دبلوماسية شمطاء ناشفة و صلبة .. تذكرني بشخصية البريطانية “مس بيل” صانعة

الملوك .. التي نقلت الملك فيصل الاول من سوريا الى العراق .. ليكون اول ملك في دولة العراق المملوك .

سألت السفيرة .. عن ملف المياه ، ومشكلتنا الازلية مع الجارة تركيا .. مؤكدة ، ان هناك الكثير من المشاكل التي تتعلق بالعراق ، وقد جئنا لحلها .

قالت هذا ببدهية .. وكأنها الوصية على الحكومة العراقية .. وهذا وحده يعطي انطباعا خطيرا على احتمالية المتغيرات المرتقبة والمرعبة ، التي ستغير اتجاهات البوصلة في بلاد الف ليلة وليلة .. لتصبح ” ليلة ويوم” كما يرويها مطرب العذابات

العراقية .. سعدي الحلي ..

دكاظم المقدادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى