
لا يخفى علينا جميعاً ما يتم الترويج له في وسائل التواصل الإجتماعي وفي مواقع الانترنت لسلوك المثلية الجنسية. كما لا يخفى أن تلك الفضاءات لم تعد عوالم افتراضيةطالما أن ما يُعرض فيهاأصبح يؤثر تأثيرا كبيراً على المنظومة المعرفية للفرد المتلقّي، في بناءه النفسي ووفق المرحلة التي يمرّ فيها.
تعد المثلية الجنسية إنحراف مكتسب وظاهرةفردية لا تخلو منها المجتمعات قديماً وحديثاً، ولكنها كانت وما تزال في كثير من تلك المتجمعات تمارس بالخفاء ولا يجرؤ من يمارسها الإعلان عنها. وما تزال المجتمعات المحافظة تشجع على علاج من ابتلي بها،فتنشر المعلومة الصحيحة وتبادر إلى التوعية النفسية والاجتماعية. مع ذلك أصبحت هذه الظاهرة في زيادة لأسباب نفسية، اجتماعية وتربوية وليس لأسباب بيولوجية كما يزعم المستفيدون من الترويج لها. إلا أنها وبسبب الترويج الإعلامي لها أصبحت مشكلة حقيقية، وهذا بدوره يشكل خطورة كبيرة على الطفل الذي لم يسلم من استهدافه بالتلوث الاخلاقي والتربوي والذي سيؤدي مستقبلا إلى إنحراف الغريزة الجنسية لديه بعيدا عن الفطرة السوية والسلوك الطبيعي. وحدثأن شاهدنا إعلان مؤسسة ديزني عن قرار إنتاجها لأفلام تتضمن الترويج لفكرة العلاقات المثلية،بهدف اعتياد الطفل لها وتقليدها لأنها ترتبط بصور ذهنية وخيالات محببة الى نفسه فتصبح فكرة راسخة لديه. وما يبنى في مرحلة الطفولة يصبح بالتأكيد أساس تربوي مُتَعلّم في مرحلة المراهقة. لاسيما وإن تعديل السلوك في مرحلة المراهقة أصعب بكثير عمّا هو عليه في مرحلة الطفولة.
من هنا تكمن الخطورة في إفتعال أزمة منشأها عدم تقبل مجتمعاتنا لهذا الإنحراف الجنسي، فضلا عن نسبة كبيرة من المجتمعات الغربية. ومن ثَمّ إفتعال جدلية حواريّة مع الأفراد المثليين وعرض معاناتهم أمام الرأي العام، وجس نبض الناس واستقراء إستجاباتهم لترسيخ ثقافة تقبل الآخر المثلي. والخطورة الأخرىتتجسّد ليس فقط في تشجيع إحترام حريّة المثلي والتعامل معه من غير حساسية، بل واعتياد هذا السلوك ليدخل بالتدريج إلى البنية المعرفية وإلى منظومة القيم الأخلاقية لتصبح جزء من ثقافة المجتمع. ونتوقف قليلاً عند مفهوم العادة الاجتماعية(الإعتياد) لينتقل من التعوّد والانسجام إلى السلوك من خلال التقليد والتجربة. أن الترويج للعلاقة المثلية مع تبنِّي أطفال يعني”تغييراً” فيمؤسسة الأسرة شكلاً ومضموناً، أضف إليهاما يحدث من تصنيع للأوبئة ونشرها لنصل إلى نتيجة مفادها أن الهدف مما سبق ذكره تقليل عدد السكان.أن هذا السرطان الإجتماعي الذي سيفتك بأهم خلية في المجتمع “الأسرة” وتأثير ذلك على المجتمع،
من خلال العبث المقصود في قانون “الزوجية” الذي وضعه الخالق ليحكم الكون والإنسان جزء من هذا الكون. وتعني “الزوجية”إنجذاب الذكور للإناث والعكس صحيح كانجذاب السالب للموجب في فيزياء الكون، وبعلاقتهما الطبيعية تنشأ الاسرة ويتكون المجتمع. إذا هناك عملية ممنهجة لتحويل أفراد المجتم إلى مثلية جنسية وإيقاف النمو السكاني أو بالأحرى السيطرة على الكثافة السكانية لإعتبارات عديدة وهو تقريباً ماحدث في أزمة كورونا و ما زال يحدث.
ولكي نبيّن الأصل الحقيقي لما يتمسك به ويدعيه المتبنون للمثلية الجنسيّة،فقد تم إدراج الجنسية المثلية عام 1952 في الدليل التشخيصي والإحصائي للامراض النفسية تحت فئة اضطرابات الشخصية المضادة للمجتمع. وبعدها في عام 1968 تم تصنيفها في النسخة الثانية من الدليل الى فئة الانحرافات الجنسية. ثم تم إستبعاد المثلية من الدليل الاحصائي عام 1973، بما تمليه الرغبة السياسية بحجة حقوق الأقليّات،معتمداً على الأبحاث الوراثية غير المؤكّدة ضاربة بذلك عرض الحائط البحث العلمي في الأسباب النفسية. وعندما قدّم “ايرفنج بايبر” عالم النفس التحليلي تحليله عن المثلية هاجمه الاعضاء المثليون وحاولوا الربط بين المثلية والاقلية السوداء بان مثليتهم مفروضة عليهم كألوان بشرتهم،
وقد ناصبوا العداء للطب النفسي في الوقت الذي كان قد اتجه فيه المجتمع الى تقدير الاقليات.وهكذا تظهر حقيقة ان رفع الجنسية المثلية من قائمة الامراض كان عملا سياسيا بحتا، ومنذ ذلك الحين وإلى وقتنا الحاضر هناك محاولات ومخططات لنقل هذه التجربة (تجربة المثلية الجنسية) إلى الدول والمجتمعات الأخرى.وبتحليل دقيق للواقع الاجتماعي نجد أن أوروبا وأميركا شهدت في العشرين سنة الأخيرة حركات إحتجاجية قوية، لكنها هذه المرة إحتجاج على إدانة الشذوذ ومطالبة الإعتراف به وإلغاء كافة القيود القانونية والإجتماعية والأخلاقية الناتجة عن هذه الإدانة، وقد أدت هذه الحركات الإحتجاجية إلى إعتراف الجمعية الطبية الأمريكية النفسية بالشذوذ وإعلان أنه ليس مرضاً حتى يعالج .
ولنا أن نتسائل:
– متى بدأت المثلية الجنسية؟ ومن أول من مارسها وأعلنها سلوكا؟
– هل تعد حالة يولد بها الإنسان بيولوجياً أم أنها مكتسبة لأسباب نفسية، اجتماعية وتربوية بتأثير الثقافة، التجارب والخبرات الصادمة؟
– هل يتناقض العلم وما وصل إليه العلماء في هذا الموضوع مع الدين؟ طالما ان الانسان يولد بها؟ فلماذا إذاً حرّمها الخالق في الشرائع الدينية الثلاث؟ ما موقف القران والكتاب المقدس من هذه العلاقة؟
– كيف يمكن الوقاية منها وما وسائل العلاج؟
– هل يجوز ان نعتبره حرية شخصية دون ان نخاف من تأثيرها على الطفل والمراهق خصوصا بعد الترويج له إعلاميا؟
من الجدير بالذكر أن المثلية الجنسية وجدت في العديد من الحضارات، وهذا لا يتناقض مع أنالبداية الحقيقية لممارسة المثلية الجنسية كانت بين الذكور في قوم نبي الله لوط كما وثّقت الكتب المقدسة (التوراة، الانجيل والقرآن الكريم). فقد جاء في الديانة اليهودية:”وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ، فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْسًا. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا”. (سفر اللاويين 20: 13)وفي الديانة المسيحية:”وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ.”(رومية 1: 27،رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية).أما في القرآن فقد ورد في قوله تعالى: “أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ العَالَمِيْنَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ ربُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ عَادُونَ” (سورة الشعراء:165-166). وفي الآية: ” وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ. إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ.“ (سورة النمل 80-81).
وقد اتفقت الشرائع (الكتب المقدسة) الثلاثة على إدانة سلوك المثلية الجنسية،كما حرص المؤمنون بالإنجيل بعهديه القديم والجديد في كل مناسبة -وما زالوا- على التحذير من هذا السلوك المنحرف عن الفطرة السويّة. ومع أنهم أوصوابالإبتعادعن كراهية المثليين إلا أنهم شدّدوا علىالتخلي عن الإنحراف المثلي إلى العلاقة السويّة والتي ستجعلهم يشعرونبالطمأنينة والإستقرار النفسي.
الرؤية القرانية:
ان سنة الكون منذ بداية الخلق الزواج من نوع مختلف اي ان الزوج هما الذكر والانثى، وليس ما بدأه واستحدثه قوم لوط في القرن الثامن عشر قبل الميلاد بوصفها غريزة تتجاوز الفطرة. فقانون الكون (الزوجيّة) يبيِّن أن العلاقة بين الذكر والأنثىتنتج خلقاًآخر، مما يؤكد الحكمة من خلق الغريزة الجنسية في الإنسان. ألا وهي استمرار النسل من خلال الأسرة التي ترفد المجتمع بأفراد أسوياء.إذاً مارس الذكورالجنس المثلي واعتزلوا النساء، ومنذ ذلك الحين تزيد نسبة الذكور عنها عند الاناث، فقد انتهت الدراسات إلى تحديد الزيادة بـ 75%.فالنسل يبدأ أولا من الدور الذي يلعبه الذكور إذ يبدأ منالإستثارة الذكورية لتحقّق الإنتصاب والولوج الذييرتبط بالرغبة العاطفية والجنسية. ومن هنا يصعب على الذكر القيام بالعلاقة الجنسية مع الانثى في حال ارتبطت الإثارة بالمخيال الجنسي الذكوري نتيجة لمحورية الدور الذكوري في هذه العلاقة، والتي سوف يكون من نتائجها انتفاء حمل الأنثى وفساد أهم خليّة اجتماعية وهي الأسرة.ولذلك خلق الله ادم وحواء فقضى أن يكون الخلق زوج (ذكر وأنثى) لتستقيم الحياة،ويشير الدكتور محمد هداية قائلاً: ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم يعني من طبيعة التركيب الخلقي، لكن الزوج مغاير في النوع. وكل آيات القران التي جاءت في الزواج الذكر والأنثى، ففكرة المثلية مسالة تأباها النفس البشرية الواعية بالمنطق المجرد بعيداً عن عظمة البديع القراني”.
ويعد هذا السلوك مكتسباًلسببين أولهما أنه بدأ في قوم لوط وليس قبل ذلك، على الرغم من اختلاف المصادر التي تذكر بداية السلوك الجنسي المثلي قبل ذلك في الحضارات القديمة.وهذا الزعم لا دليل عليه طالما أن معظمالحضارات القديمة عاصرت قوم لوط واستمرت بعدهم.ومن الجدير بالذكر انها أول مرّة تصبح أو تتحوّلإلى “سلوك جمعي” مجتمعي شامل ومُعلَن في السدوميين (عادة سلوكية وقد توافق عليها الناس جميعاً) عدا نبي الله لوط وأهله، إلا امرأته فقد كانت من المتوافقين والغابرين. أما السبب الثاني الذي يؤكد اكتساب هذا السلوك أن مصادر التاريخ تشير إلى بداية هذه العلاقة عندما زين لهم إبليس ان هذا الفعل سيبعد من ياتي ناحيتهم وياخذ من خيرات أرضهم وتمثّل بصورة شاب فاتن وعرض نفسه لهم حتى اعتادوا هذا السلوك المنحرف. ومع أن هذا الحادث ربما يكون أسطورة دخلت التأريخ إلا أنها لا تخلوا من تفسير نفس اجتماعي لا يرفضه منطق المنهج العلمي، فالتقليد وتكرار الممارسة تؤدي غالباً إلى الاعتياد والإدمان السلوكي. لا سيما وأن الذي جعل قوم لوط على هذا الحال هو اعتيادهم على الشذوذ الجنسي، فالتكرار والاستمرار سرعان ما يتحول الى عادة تتغير معها الغريزة الجنسية فتنحرف من الغيرية الى المثلية. وبالضرورةأن مجتمعهم كان فاسدا ويعمل الخبائث التي انحرفت بفطرتهم فكانت مقدمة لهذه الفاحشة.
أسباب إنحراف الميول الجنسيّة:
يشير مصطلح الميول الجنسية الى الانجذاب العاطفي والرغبة الجنسية نحو الرجال أو النساء أو كلا الجنسين. كذلك يشير الى شعور الشخص بهويته بناء على ذلك الانجذاب والسلوكيات المرتبطة به، والميول الجنسية تقسم الى ثلاث أنواع:الميول المغايرة (وهي الرغبة الجنسية نحو الجنس الآخر)، الميول المثلية (وهي الرغبة الجنسية نحو الأفراد من الجنس المماثل)، وثنائيات الميل الجنسي (وهي الرغبة الجنسية نحو الرجال والنساء معاً).ويصل السلوك الشاذ جنسيا الى قمته بين سن الخامسة عشر والخامسة والعشرين من العمر.أما أسباب المثليّة الجنسيّة فيمكن تلخيصها كما يأتي:
عوامل نفسية واجتماعية:إذ تفسّر مدرسة التحليل النفسي السلوك الجنسي الشاذ بأنه فشلا في اكتمال النمو النفسي الطبيعي في الإنتقال إلى الغيرية الجنسية أي إلى الجنس الآخر.فالظروف النفسية المبكرة في الطفولة هي التي تسبب السلوك الجنسي المثلي أهمها ارتباط الطفل الشديد بالام والتوحّد بها، بسبب غياب دور الاب الفعال في حياة الطفل، وعدم تشجيع الام للدور الرجولي لدى الولد (او الدور لانثوي لدى البنت).
كما اعتبر فرويد المثلية الجنسية هي توقف في النمو عند مرحلة حب نفس الجنس اي ما يشبه الذات وعدم الانتقال الى حب الاخر، فالانسان ينتقل من نرجسية حب الذات الى حب الشبيه، ثم ينتقل الى الميول الجنسية المغايرة. وهناك مدارس اخرى تعيد السلوك الجنسي الشاذ إلى الخبرات المبكِّرة للطفل الذي اعتاد هذا السلوك، مثل محاكاته لاخر او ممارسته مع اخر خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة .وقد يكون بسبب ما حدث له من اعتداء جنسي متكرر في هاتين المرحلتين أو إحداهما. هذه النظريات ترجع الشذوذ إلجنسي إلى ممارسات سلوكية مُتعَملّة (مكتسبة)، وهذا يفسر تحول بعض الناس من العلاقة الجنسية التى تفضل الجنس الآخر إلى الشذوذ لأنهم ببساطة لم يتم إشباعهم من خلال العلاقة الأولى أو صدموا فيها، مثل السيدات اللاتى يتم إغتصابهن فيتحولن تلقائياً إلى الجنس المثلي.كما تؤدي صعوبة الاختلاط بين الجنسين في المجتمعات التقليدية والاسر المتزمتة إلى الكبت العاطفي وهذا بدوره يؤدي الى هذه ممارسة مع الجنس المتاح.
عوامل تربوية تتعلق بدور الأسرة: بداية لا يمكن اعتبار الفرد خلية المجتمع بل “الاسرة”. والفرد بعيدا عن الاسرة ينشأ مضطرب نفسيا واجتماعياً فهو بحاجة الى الاسرة، كما ان المجتمع بحاجة الى الاسرة لترفده بالافراد الأسوياء. المشكلة في السلوك المثلي كما ذكرنا سابقاً تكمن في الترويج له وفي تبني أو إنجاب الأطفال، هنا تتأسس الاسرة على أساس خاطئ اخلاقياً، روحانيا وتربويا. ومن العوامل التربوية ايضاً تربية الانثى مع اشقائها الذكور يدي ألى اكتسابها الخصائص الذكورية منهم مما يجعلها تقلدهم. وكذلك تربية الذكر بين مجموعة الشقيقات الاناث تجعله يتعلم منهن الخصائص الانثوية ويتعامل معهن بنفس الطريقة الانثوية. عندما ينشأ الذكر على هذه الطريقة في مراحل حياته من الطفولة والمراهقة فالشباب تؤدي إلى إضطراب في الهوية الجنسية.
عوامل بايولوجية: تشير بعض الدراسات البيولوجية الى وجود نقص في معدل الهرمونات الجنسية الذكرية في الدم لدى المثليين من الرجال. كما كشفت دراسات التوائم عن زيادة معدل تطابق الجنسية المثلية بين التوائم المتماثلة عنها بين التوائم غير المتماثلة مما يشير الى ان هناك تهيئة جينية غير معروفة، ولكن دراسة الجينات الوراثية لدى كل من المثليين والاسوياء لم تكشف عن وجود اختلاف بينهما. وهذا ما سنأتي إليه في موضوع “نظريات المثلية الجنسية في ميزان النقد”.
مشكلات زواجية وأسرية مزمنة: من مشاجرات وعدم احترام فينتجأولاد مضطربون،ويتعلم الذكر السلوك الجنسي المثلي انتقاماً من والده الذي يمارس العنف مع والدته. بينما تتقمص الأنثى دور الذكر الذي يشعرها بالقوة لتعويض الضعف في شخصية أمها.
أجندات إعلامية: ما تلعبه وسائل الاعلام في مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي بما تنشره من صور ومقاطع اباحية تشجع على الشذوذ بمختلف انواعه. مع ضعف دور العائلة وضعف سيطرتها على ما يشاهده الاولاد على شبكة الانترنت. فضلا عن الصحبة السئية والابتعاد عن القيم الاخلاقية التي اعتادت الاجيال السابقة ان تشاهدها على قنوات التلفاز المراقبة من مؤسسات الدولة. وكل ما سبق يؤدي الى انحراف الغريزة الجنسية نحو الاستثارة الخاطئة مع الفضول لتقليد ما شاهدوه على هذه المواقع.وهذا ما أصبحت الاسرة ضعيفة في مواجهته وربما عاجزة نظرا لصعوبة السيطرة والتحكّم، فوسائل التواصل تحيط بها من كل جانب حتى وصلت شاشة التلفاز وبرامج الاطفال على وجه الخصوص. فالعالم يتغير ويلقي بظلاله على شكل ومضمون الاسرة في مستقبل “مابعد العولمة” الذي لا يتعامل مع ما عرفناه واعتدناه من قيم اخلاقية ودينية.
نظريات الجنسية المثلية في ميزان النقد، أكذوبة “الجين المثلي”:
أكّد العالم النفسى “إيرفنج بيبر” 1962 في نظريته التى إستمدها من أبحاثه على أكثر من مائة أسرة تضم بين أبنائها شواذاً، فوجد أن معظم هؤلاء الشواذ قد عاشوا فى أسر تضم أماً مسيطرة ومتسلطة وأباً ضعيفاً وسلبياً، وبذلك رفض فرضية جين المثلية المزعوم فضلا عن نظرية “فرويد” وأكد على أن السبب الأساسى هو خوف هؤلاء من العلاقة الجنسية الطبيعية بين الرجل والمرأة.
كل النظريات السابقة من بيولوجية ونفسية وسلوكية لم تستطع أن تدعى بأنها تملك الحقيقة المؤكدة أو تقدم التفسير الجاهز. وبعض هذه النظريات ينفع حالات معينة والبعض لا ينطبق على حالات أخرى، فالموضوع مازال قابلاً للمناقشة والدراسة والتحليل.واعتمد الطبيب”لي فاي” (الذي كان مثلي العلاقة وقد توفى شريكه بمرض الايدز) في بحثه على فرضية تركيب المخ الذي يولد به الشخص المثلي، وكانت دراسته الوحيدة التي لم يكررها. وقد اعترف أخيراً بابتعاده عن العلمية في بحثه قائلاً: “من المهم ان اوكد على ما لم اجده فأنا لم اثبت ان الجنسية المثلية متغير وراثي، ولم اثبت ان المثليين قد ولدوا هكذا. وهذا هو الخطا الشائع في ترجمة نتائج بحثي. انني لم احدد مركزا في المخ للجنسية المثلية. وحيث انني قد درست المخ البالغ فنحن لا نعرف ان كان هدا التغيير كان موجودا عند الولادة ام ظهر لاحقاً”. وهذا ما أكده مؤخّراً عالم الأعصاب الروسي سيرغي سافيلف عندما أشار الى أن مورفولوجية الدماغ التي اعتقدوابأنها عند المثليين نواة تحت المهاد أصغر أو أكبر لم يتم التأكد منها، قائلا: ” أما المثلية في الدماغ أمر متعذّر فنحن علماء في علم الدماغ وعلم التشكّل “المورفولوجيا” لا علم لنا حتى الآن بفروق مورفولوجية”.
الأمراض الجسدية والنفسية الناتجة عن العلاقات المثلية:
من الأمراض التي تنشأ نتيجة لممارسة المثلية الجنسيةالإيدز، فبحسب تقرير لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض الأمريكية والذي صدر في يونيو من عام(2000) ثبت أن أغلب حالات الإيدز في أمريكا تقع بين الرجال الذين يمارسون الشذوذ الجنسي مع الرجال. وكذلك الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية المثلية إذ ثبت أن (%80) من مرضى الزهري بالإضافة إلى فايروس الهربس البسيط(herpes simplex virus) الذي ينشط في منطقة المستقيم والشرج وتعد معدلات الإصابة بفيروس الهربس البشري الثامن أعلى بكثير لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال بالمقارنة مع ذوي التوجهات الجنسية الأخرى. وكذلك سرطان الشرج وسرطان الغدد اللمفاوية.كذلك مرض كابوسي الخبيث(Kaposi sarcoma)، حيث يعتقد أن للمخدرات(عقاقير) تأثير وعلاقة بهذا المرض.
هل يحتفظ المثلي بصحته النفسية واستقراره العاطفي؟ وهل سيلبي حاجته الروحية؟
أن المثليون معرضين لكل الوان الاضطراب النفسي اكثر من غيرهم بنسب دالة إحصائيا مرة ونصف أكثر بالنسبة لاضطرابات القلق ومرتان أكثر بالنسبة للاكتئاب. مرة ونصف أكثر بالنسبة لإساءة إستخدام المواد المخدرة ومرتان ونصف اكثر عرضة للإنتحار)إذ أن نسبة الانتحار بين المتحولين جنسيا تصل الى 41%.
الوقاية والعلاج:
أن من أهم عوامل الوقاية حاجة المجتمع الأساسية لأم وأب لديهما وعياً فكرياً، نفسياً واجتماعياً ولديهما معارف تلبي حاجات الابناء المعرفيه والنفسية. للحفاظ على فطرة الأطفال من الإعتياد على هذه الظاهرة السلوكية المنحرفةوعليهما احتواء الطفل وتربيته على القيم الروحية والأخلاقية. فضلا عن اسثمارهما الوقت ومحاولة التوفيق بين خصوصية الفرد وزرع الثقة والمتابعة لحمايتهم. ومراقبة ماذا يشاهد الطفل من برامج وافلام كارتون. ومن ثم الاهتمام بمرحلةالمراهقة واكتسابهما المعرفة اللازمة من أجل التعامل الناجح والفعّال معهم في هذه المرحلة الحرجة والانتقالية، فهي لا تعكس الشخصية الحقيقية للفرد بمعنى ان الفرد يتم إعداده وبناء شخصيته في مرحلة الطفولة المبكرة وحتى مرحلة الشباب. ولابدّ من الصبر والحكمة في التعامل مع تمرد المراهق -ومع انحرافاته- في كثير من الأحيان.
ويتم علاج الشذوذ الجنسي عن طريق العلاج النفسي المعرفي الذي يفهم من خلاله صراعات المضطرب النفسية والاحداث التي تسبب عنها الشذوذ، وخاصة احداثه اليومية التي تحرك نزعاته الجنسية الشاذه (مثل بعد رفض واقعي او متخيل). والهدف هنا إعادة ثقة المريض بنفسه ويساعده على تحسين مهاراته الاجتماعية، كما يساعده في ايجاد الطرق المثلى للاشباع الجنسي. اما العلاج السلوكي فيستخدم كثيرا في علاجات الشذوذات الجنسية لازالة النمط الشاذ المتعلم من السلوك (كالصدمات الكهربائية او الروائح الكريهة حيث يتم دمجها مع النزعة التي سوف تتناقص). ويساعد في انجاح العلاج وجود دافع قوي لدى المضطرب للتغيير والعلاج، فيكون تقبله للعلاج أسرع مما لو اضطر للعلاج بإكراه من الاخرين. اما العلاج الدوائي فيقتصر على الحالات التي يشخص فيها فصام او اكتئاب فيعطى الدواء المناسب. وهناك دواء يتركب من البروجستيرون يسمى ميدروكسي بروجستيرون يستخدم بفعالية في بعض الدول لتخفيف حالات زيادة الرغبة التي لا يمكن للشخص السيطرة عليها.وهناك العلاج التحليلي النفسي بهدف تغيير التوجه الجنسي داخليا، وتحقيق نضج النمو النفسي الجنسي الذي قد يكون سببا في الاضطراب. واعادة ترتيب البناء النفسي للمضطرب بما يدعم الميول الجنسية الغيرية، ولكنه يحتاج الى الوقت الكافي. فضلاً عن أهمية العلاج الديني الذي يتعامل مع الجانب الروحي للفرد وهذا العلاج ياتي بالإكتساب من خلال التربية.
المصادر:
1. وصفي، د. أوسم. شفاء الحب (كشف الحقائق عن الجنسية المثلية الاسباب. العلاج. الوقاية). 2007.
2. عواد، د. محمود. معجم الطب النفسي والعقلي ط1. دار المشرق الثقافي ودار أسامة للنشر والتوزيع
(عمان-الأردن). 2006.
3. كمال، د. علي. النفس انفعالاتها وأمراضها وعلاجها (الجزئين الاول والثاني) ط4. دار واسط للدراسات وللنشر والتوزيع. 1988.
4. هداية، د. محمد. حقيقة الزواج في القران الكريم. 2021. Https://youtu.be/ZagVEc8DUsU
5. سافيلف، سيرغي. من انعدام الدماغ الى المثلية الجنسية. حالات الخلل في تطور الجهاز العصبي.
(برنامج رحلة في الذاكرة). 2021. https://youtu.be/4Wj1Vvgdwqg
6. Al Omar, Maan Khalil. THE FEMININE GENDER FROM GODDESS TO SLAVES. Translator: Kais Al- Sultany. 2021.
7. Randy J. Larsen & David M. Buss. Personality Psychology (Domains of Knowledge About Human Nature). McGraw- Hill Higher Education, New York. 2002.
8. DANIEL CERVONE & LAWRENCE A. PERVIN. PERSONALITY (Theory and Research). 10th edition. John Wiley & Sons, Inc. USA. 2008.