أخبار العائلة العربية في المهجرأدب وفنالاخباراوربي

ماكرون يزور “ديسكو المغرب” في مدينة وهران الجزائرية و أعاده إلى الأضواء.. الذي حلقّ بنجوم الراي إلى العالمية

#الشبكة_مباشر_وهران

“نحن في وهران، نحتفل بموسيقى الراي، أمس واليوم وغدا”، كانت هذه الكلمات مقتطفة من رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغني “دي جي سنايك” منتج أغنية “ديسكو المغرب” التي أسهمت في نفض الغبار عن هذا المحل الشهير.

زيارة ماكرون إلى شركة إنتاج أغاني الراي الشهيرة في وهران السبت 27 أغسطس/آب 2022 أعادت “ديسكو المغرب” إلى الواجهة، وأسهمت في إحياء التفاعل بشأنه، والحديث عن دوره في وصول هذه الموسيقى ونجومها إلى العالمية.

“الراي من النشأة إلى العالمية”.. فن الفقراء الذي ترعرع في المغرب والجزائر

“ديسكو المغرب” ظلّ في دائرة الضوء طويلا مع إطلاقه مسيرة بعض من أشهر مغنّي هذا النوع الموسيقي الذي نشأ في وهران (غربي الجزائر)، قبل أن يطويه النسيان، إلا أنه شهد أخيرا زخما متجددا بفضل أغنية رائجة لـ”دي جي سنايك” المنتج الموسيقي الفرنسي من أصول جزائرية.


ماكرون يتلقى بعض الهدايا داخل “ديسكو المغرب” وفي الخلفية مئات من شرائط الكاسيت (الفرنسية)

كما أسهم نجاح أغنية “ديسكو المغرب” وتجاوز عدد مشاهداتها على “يوتيوب” 80 مليونا بعد أقل من 3 أشهر على إطلاقها؛ في توافد الناس لالتقاط صور “سيلفي” أمام المتجر الذي بقي مغلقا سنوات طويلة.

وكشاهدة على العصر الذهبي لموسيقى الراي، تتكدس شرائط الكاسيت على رفوف أحد جدران المحل منذ أعوام، وتنتشر في زوايا أخرى أجهزة صوتية قديمة.

وعند زيارته للمكان، التقط ماكرون صورة مع كاسيت الفنان الراحل الشاب حسني الذي كان أيقونة لموسيقى الراي في الثمانينيات والتسعينيات، قبل اغتياله في عام 1994.

وعند مغادرته، عبّر الرئيس الفرنسي عن سروره لكون “ديسكو المغرب” ووهران بالعموم “لا يزالان معقلا لموسيقى الراي والثقافة الشعبية ولفنانين كبار”.

“ديسكو المغرب”.. ذكريات ونجوم

ويقول صاحب شركة “ديسكو المغرب” بو علام بن حوى (68 عاما) “لدي كثير من الذكريات الموسيقيّة، كثير من الذكريات مع مغني الراي، لقد مروا جميعا من هنا”.

وقد أنتج “ديسكو المغرب” أول أعمال الشاب خالد والشاب مامي والشاب حسني والشابة زهوانية، وغيرهم كثر من نجوم الراي الذين استمع إليهم الشباب من أنحاء البلاد في الثمانينيات على شرائط كاسيت.

وبعد انقطاع طويل، أصبح المتجر في وهران “ملتقى للفنانين ولاكتشاف المواهب الجديدة”، وفق بن حوى الذي أعرب عن سعادته بالتعاون مع “دي جي سنايك”.

بن حوى يرى أن “دي جي سنايك” ليس مجرد مغن، “بل مثل فرد من عائلتي لأني وجدت فيه صفات رجل عظيم، إنه رجل متكامل، يتعاطف مع ذوي الدخل المتواضع وهو نفسه نشأ في تلك الظروف”.

زيارة ماكرون لديسكو المغرب شغلت المتابعين وأحيت في محبّي الراي ذكريات جميلة (الفرنسية)
ويرى بن حوى أن “دي جي سنايك” شارك في تحقيق شهرة عالمية لمدينة وهران، جعلت الناس يرغبون في زيارتها.

من جانبه، قال “دي جي سنايك” عبر حسابه في تويتر إنه يعدّ “ديسكو المغرب جسرا بين أجيال وأصول مختلفة، تربط شمال أفريقيا والعالم العربي وما وراءهما… إنها رسالة حب لشعبي”.

وينقل شريط الفيديو، المرافق لأغنيته والممتد 4 دقائق، مشاهد من الحياة اليومية ولقطات لحفلات زفاف وشباب على دراجات نارية، عدّها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي ترويجًا لبلدهم أهم بكثير مما يفعله المحترفون في القطاع السياحي المحلي.

“الراي”.. موسيقى ورسائل
ويُعدّ الراي حركة موسيقية غنائية نشأت في الغرب الجزائري في مدينة سيدي بلعباس أولا، وتطورت في مدينة وهران، وتعود أصولها إلى شيوخ الأغنية البدوية التي يعدّ من روادها الشيخ حمادة وعبد القادر الخالدي، وتعود جذورها القديمة إلى ما يسمى بـ”الشيوخ” في الجزائر.

أغاني الراي ركزت اهتمامها إبان الاستعمار الفرنسي على سرد مآسي السكان المتمثلة في صعوبة المعيشة، وآفات اجتماعية تحاول من خلالها تنبيه المستمع أو توعيته.

أما عن كلمة “الراي” فتعني “الرأي” أو “الرؤية”، ولربما جاءت تلك الكلمة للإشارة إلى أن تلك الأغاني تعبر عن رأي أفراد من الشعب بما يمرون به.

وفي وثائقي أنتجته “الجزيرة الوثائقية”، يقول مصطفى رمضاني أستاذ الثقافة الشعبية “ظهر الراي ضمن إطار ما يسمى بالغيوان، وهو مصطلح عامي يعني مترددات غنائية منفصلة عن بعضها، وهذا من أهم سمات الراي”.

وتمثّل لغة الراي لسان حال الناس، فكأن المغني ينوب عنهم فيما يقوله، يعبر عن ذواتهم، ونجد أحيانا أن الراي يتحدث أحيانا باللغة الفصحى وأخرى بالعامية أو باللغة الأجنبية، وأصبح الراي بصفة عامة متخصصا في هموم الذات سواء أكانت فردية أم جماعية، وأهم هذه الهموم هي العلاقة بين الرجل والمرأة والتعبير عن الحب والغزل.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى