مقالات

سرديات الاحتجاج …ايناس البدران

سرديات الاحتجاج

ايناس البدران..
سرديات الاحتجاج!!
*يوم جاءت لتستقر عند هذه الارض، العجيبة، الصاخبة حد الاضطراب، والقلق، والخوف، لم تنظر الى شيء سوى تلك المكتبة التي تثير دهشة كل من راها، لم تك تعرف بعد، ان مصيرها لابد وان يرتبط بهاتيك الارواح الورقية، كانت البنت الحادة النظرات، تنصت بشغف مبالغ فيه، الى حوارات تعقد بين الاسرة والاصدقاء، تظل تسجل في اعماق روحها تلك الحكايات الغريبة التي لا تعرف لها معاني، ترتب احلامها لتتفق مع ما سجلته، وان حدث اعتراض ، تعيد الترتيب لمرة وثانية، حتى تستقر روحها القلقة المعبأة بالأسئلة، اكتشف السر فراحت تقرأ بنهم ماتيسر لها، علها تصل الى المقاصد والغايات، لم تك الأم الشاعرة تعترض، ترى في اعماق صبيتها سعادة ملحوظة وغامرة، وهي تسيح بين درب يفضي الى الحزن وأخر يدفع بها الى التأمل والسعادة، ومن اجل هذا درست ايناس البدران اللغة، وصارت تراقب السرد العراقي والعربي عن كثب، مع وعي ثاقب باشكاليات العلاقة بين الانثى والمجتمع، ثمة الكثير من الضوابط والمحددات، والقيود، تمنت ايناس البدران لو تملكت قدرة الشطب والتصحيح، مع الحرب اختمرت فكرة البوح العلني، امسكت البياض بعناد، وبدأت تسرد اول سردياتها القصيرة، تلك المحنة الازلية التي ترافق الاناث ولا تريد الفكاك، المرأة التي هي اساس كل المجتمعات، تعيش اضطهاداً قسرياًْ صعب الانفلات منه، لهذا كانت البدران ، وعبر كل ما قدمته من مسرودات تراقب تاثيرات الحروب، اليتم، والترمل، والعوز، والمساوات التي لاتستحي من ضمير، دونت ايناس مشاعر شخوصها بدفق من الشاعرية التي تمنح متلقيها فسحة من الارتياح وتمني الاستمرار، لم تعد تفصل المواقف، وراحت تصور كل مايحدث بوعي جميل، لا تدين الرجل ، ولا تضعه موضع انتقاد، مثلما لا تعلن ان الانثى وحدها من تتحمل الجور، ثمة مشتركات كثيرة، لهذا لايجب ان نقول ان سرديات ايناس البدران هي من الادب النسوي، الذي حاول بعض الواهمين، والساعين الى الانشطار، الدفاع عنه وترسيخه، ظلت البدران بحركات شخوصها سواء في سردياتها الفصيرة او بعد انتقالها الى السرد الطويل، وفية لانسانيتها المشبعة بالوفاء، لا فشل او تراجع دون اضاءات كثيرة تشير الى ان ثمة امل يسكن العقول والقلوب ولابد من انبثاقه يوماً، ايناس البدران هي التي تعطي لشخوصها حرية اختيار الفعل وردوده، مع استخدام عارف بانسيابية المشهدية التي تسحب معها ثيم صغيرة تعزز ما تسعى اليه، حوارات ايناس البدران، وربما هذا واحد من اسباب عدم اهتمام النقدية العراقية بها ، هو خلو حواراتها من الاندفاع الفاعل، بفعله التوضيحي وردود الفعل الاخذ الى قيمة اخرى وقصدية سردية. تعزز البناء السردي العام، الوصف في السرديات الطويلة، هو السائد المؤثر، لانها تتعمد قراءة الزمان والمكان، ومديات تاثيرهما على الشخوص، ومن ثم على المتلقي، وهي من القلائل في السردية العراقية التي تعطي للوصف قيمة واهمية لايستطيع المتلقي تجاوزهما؟
السؤال الذي يراود من يقرأ سرديات ايناس البدران، الى ماذا تريد الوصول؟
وماهي المقاصد الاجتماعية التي تروم ايصالها لمجتمع امتلأ عقله الجمعي بضجيج الاحتجاجات من لدن كاتبات يشكل لهن الارث الاضطهادي النسوي المادة الاساس؟
لم تخرج البدران قط من ضوابط معارفها الاجتماعية، ظلت وفية لحكمتها، والامتناع بقطعية صارمة من وضع المرأة في مواقف لا تحبذ وجودها ْ، ظلت تراقب الانثى وتطوراتها وتساعدها بمحاولة، قوية من ايجاد طرقها لغرض الخلاص الانساني العام،
والذي اسجله على البدران هو كثرة اهمالها للبياض والاكثار من احلامها الاسرية الاجتماعية، وهذه واحدة من بطء تقديم منجزها السردي ومتابعته.
هي واحدة من اهم ساردات العراق، وتقف كعلامة في الصف السردي الاول .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى