الدكتور عصام البدري و إسرار لم تعلن من قبل..في حوار له ضمن برنامج بروكسل “دردشة في بلاد المهجر” مع البروفيسور د.رياض الدباغ
#الشبكة_مباشر_الشارقة_كتبت الاعلامية كريمة السعدي
تناغم جميل بين الابداع والتميز وبين البساطة والاخلاق ، حوار الدكتور عصام البدري مع البروفيسور الدكتور رياض الدباغ ودردشة في بلاد المهجر عن الشجن والتعليم والتميز والارادة وذكريات لا تنسى ابدا في بلدنا العراق الحبيب ، فرغم كل المناصب التي تبوأ فيها الدباغ ، لكن حلمه وتفكيره أن يوصل التعليم العراقي الى المستوى العلمي العالي ومن النزاهة وهذا ما تحقق بفضل جهوده وتدبيره وتفكيره ونظرته الثاقبة ومشواره الاكاديمي الطويل ، مما تسابقت كل جامعات الوطن العرب باستقطاب العدد الكبير من الباحثين والاساتذة العراقيين في جامعاتها لمستواهم العلمي العالي ولنزاهة التعليم ونزاهة القائمين عليه .
العلم جهاد ، كما قال عنه الدباغ ، يتذكر مشوار حياته العلمية بين تاسيس الجامعات من جهة وحياته بين الطلبة والاساتذة والتحدي والارادة من جهة آخرى ، بعد تخرجه من جامعة الموصل يقول الدباغ ، كان رئيس لجامعة الموصل الذي كنت احد طلابها هو الاستاذ الجليل محمود الجليلي الذي اسسها وبناها على اسس علمية راسخة جدا ، هاجسه كيف يؤسس اكاديميين علميين ، بعد تخرجي كما يقول الدباغ من قسم الجيلوجي لم يكن هناك طالب دكتوراه فخصص الدكتور الجليلي رحمه الله مئة بعثه للخارج للطلبة المتميزين ، لانهم بقول رئيس الجامعه الجليلي يستطيعوا ان يحققوا الهدف الذي اريده ، فيقول اتذكر قابلني وقد استغرقت المقابلة ثلاثة ارباع الساعه ، ولم وتكن لدي الرغبه في الابتعاث ،قد تم استدعائي من قبل السكرتيرة من بيت الجادر وذهبت اليوم الثاني ، لكن التحدي لعب دورا في حياتي حيث قال لي رئيس الجامعه الجليلي ان مشعل حمودات وقد كان صديق الوالد رحمه الله وقد اراد مني الابتعاث لبريطانيا كما يقول لن يعفيك من الخدمة العسكرية لكني انا باستطاعتي ، حيث إن منصب رئيس الجامعه كان من قبل بدرجه نائب رئيس الوزراء ولديه من الصلاحيات الكبيرة .
عند المقابلة، سالني : ماذا تقرأ؟، اجبته : مجله العربي ،وسأني :من رئيس التحرير؟ قلت له : محمد الرميحي، كان يريد ان يتيقن من ذكائي ، فطلب مني ان اراسل جامعه بريطانيه للابتعاث وقد تم ،وصدر لي كتابا ان اصبح معيدا في الجامعهبقسم الجيلوجيا ، وقمت اراسل الجامعات الاوربية وحصلت قبولا بجامعه لندن في الماجستير والدكتوراة
من المفارقات يثول الدباغ :عندما رجعت قبل المدة للدكتوراة لم يقبلوني لكن بطلب من الرئيس احمد حسن البكر رحمه الله قال لهم بدلا من مكافاته وتعيينه واعطائه القدم تقولون له هذا ، وقم تمتعييني بعدها .
لم تكن وزارة التعليم العالي انذاك ، وانما كانت جامعه الموصل وكل من ابتعث اصبح رئيسا للجامعات ، لرصانة التعليم ولنزاهة القائمين عليها .
بعدها عملت بجامعه لندن ادرس الماجستير لطلبة لندن ، ويذكر الدباغ ايضا : من المفارقات كانت تتصل بي السكرتيرة وتطلب مني عدد المحاضرات التي اخذتها ، وكانت تصرف لي الراتب بدون اي سؤال واردت ان اعمل هذا في العراق لكن لم استطع بسبب التعامل الورقي انذاك ، لكن يبقى التعليم العراقي- التعليم الرصين في العالم وخاصة من كان قد درس في بريطانيا الماجستيروالدكتوراه ، حيث لم يكن في العراق الواسطات من قبل لهذا كان رصينا ونزيها .
تراس الدباغ اول منصب رئيسالقسم الجيلويجيا في جامعه الموصل ، ويذكر بقوله : إنها كانت بنايه قديمة فبنيت بناية حديثة من اربع طوابق وطابقا آخر تحت الارض للورش و كان التاثيث من قبل شركة اجنيبة المانية .
كان مستوى الطالب في العراق مستواه رصين وانا عضو في الجامعات العربية وعضو تصنيف الجامعات العربية وكانت ارصن الجامعات هي العراقية لذا كانوا الجميع يطلبون اساتذه عراقيين بطلب من الجامعات في كلا من الامارات والكويت والسعودية والاردن
فالتعليم العالي بين الامس واليوم كما يقول الدباغ : تغير بسبب تدخل الساسة في التعليم العالي بعدما كان التعليم حاله خاصة لا يتدخل في شؤؤنها احد واذكر ان الدكتور عبد الرزاق الهاشمي عندما اراد ان يتدخل في احد المرات قوبل بالرفض من قبل الحكومة في وقتها . ويضيف الدباغ : الذي تغير اليوم ايضا في التعليم عدد الجامعات الاهلية والتي اصبح عددها اكثر من مئة جامعه ، وهي براي ليست جامعات وانما عبارة عن دكاكين اضافة الى تحكم الساسة بها .
يضيف الدباغ: لقد رشحت سفيرا لثلاث مرات ، لكن رئيس الدوله كان يرفض حينها بقوله: اننا نجد صعوبة في ان نلاقي رئيسا للجامعه، ومن السهل علينا أن نجد سفيرا .
تراس ثلاث جامعات منها المستنصرية وديالى والموصل وايضا الكوفة التي كانت تابعه للمستنصرية وقد اسس اول قسم لعلاج العقم في جامعه الكوفة واول طفل انبوب في الكوفة وكانت اول طفلة سميت بوقتها مريم تيمنا باسم السيدة العذراء ، ترأس فريق بحث لعلاج العقم ، شكل منهم فرقا ومن بين الاطباء قيس كبه ، وكانت له من الصلاحيات من رئاسة الجمهورية ان يستورد الاجهزة بدون الرجوع لوزارة التجارة وكان ذلك عام 1987، فقد صدر له مرسوما جمهوريا بهذا ، وكانت الفترة الذهبيةكما يقول الدباغ في العراق ،هي الجامعه المستنصرية فقد خلقت مني اداريا ناجحا .
وفي سؤال للدكترو عصام البدري عن سبب فتح الجامعات في المحافظات ، يقول الدباغ: الذي شجعني من أن افتح جامعات في الحلة وديالى والكوفة ،لان لا يوجد لدي اقسام للطلبة ولا نستطيع ان نؤجر للطلبة، فقلت لهم : ان نفتح جامعات افضل ، فالطالب عندما ياتي الى بغداد المدينة الصاخبة، سيفاجأ بالكثير من الامور التي لم يشهدها في الريف ، فكيف يتاقلم الطالب الذي اتى من الريف في المدينة ، فكيف اواجه ربي اذا حصل عليهم شيء ، لذا تمت الموافقة من قبل الرئاسة على استمرار بناء الجامعات في العراق
يذكر الدباغ : كان لدينا طلبة من الصين والهند وكثير من موظفي السفارات الذين كانوا يدرسون ويتعلمون اللغة العربيةبحرص ، وكانت اكثر جالية ه في تعلم العربية هي الصينية الذين كانوا يرغبون بشدة ، كي يحصلوا على مناصب في السفارات العربية
و كان من طلابي طه ياسين رمضان، كان يدرس ادارة ووزير الدفاع عدنان خير الله الطلفاح الذي كان يدرس اللغة الانكليزية ، و كان عدنان رحمه الله طالبا مجدا وحريصا في تعلمه والحضور وقد نال شهادته باستحقاق
اما عن سبب التراجع التعليم في العراق بسؤال البدري ، يقول الدباغ: ما لم يحصن التعليم في العراق من التدخلات السياسية سيقى مستواه هابطا عكس ما كان وضعه في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات ، والتوسع الاخطبوطي فيه يعتبر خطرا
اما عن الرصانه العلمية في الامارات ، يقول الدباغ : جيدة لان الوزارة تتدخل واجراءات صارمة تتخذ بحق من يخالف القوانين ، وقد اغلقت جامعات اهلية كبيرة بسبب الرصانة .
اما عن زيارة محمد علي كلاي بزمن الحصار ، يضيف الدباغ : كانت من المفارقات ان اقوم معه بزيارة للجامعه ، واراد الدخول للتواليت الطلبة فطلبت منه الدخول في غرفة الضيوف، لكنه اصر للدخول في تواليت الطلبة ، فعندما سالته ، لماذا تريد الدخول لتواليت الطلبة : أجاب كلاي: للتاكد من ان الطلبة لديكم يكتبون شعارات خلف باب التواليت كما عندنا في دولنا ام لا .
هكذا هم العلماء العراقيين الذين تميزوا باخلاقهم العلمية ومستواهم العلمي الرصين ونزاهتهم التي جعلت من التعليم العراقي من اقواه في النزاهة والاخلاق والتربية اضافة إلى المستوى العلمي الرائع .