مقالات

الرئيس إبراهيم عبود و الملكة اليزابيث الثانية إنتهت حياتهما فى يوم واحد فما كان بينهما ❗

#الشبكة_مباشر_الخرطوم_أ د. حسن إسماعيل عبود

فى مثل هذا اليوم الثامن من سبتمبر من العام ١٩٨٣ انتقل الفريق ابراهيم احمد عبود إلى الرفيق الأعلى و أقيمت له جنازة عسكرية بمقابر السيد المحجوب بالخرطوم بحرى ، و اليوم الخميس و فى نفس التاريخ الثامن من سبتمبر

توفيت الملكة اليزابيث الثانية و التى تربطها بالفريق ابراهيم عبود صلة و علاقة طيبة …

زار الفريق عبود بريطانيا بدعوة من الملكة اليزابيث فى مايو من العام ١٩٦٣ و قد استقبله بمطار قاتوك زوج الملكة و دوق ادنبرة الأمير فيليب و تحرك بهما قطار ملكى إلى محطة فيكتوريا حيث كانت الملكة اليزابيث فى انتظاره و معها والدتها

الملكة الأم و اخرين و قد كان عمر الملك الحالى تشارلس الثالث ثمانية سنوات فقط ..

الملكة الأم حكت خلال حفل شاى إقامته للرئيس عبود فى قصرها الذى يقع شمال قصر بيكنجهام فى حضور سفير السودان ببريطانيا السيد امين احمد حسين

عن بعض ذكرياتها فى السودان حينما زارت الخرطوم فى العام ١٩٢٦ و عن ان منظر مقرن النيلين و لقاء النيل الأبيض بالازرق قد كان منظرا بديعا و فريدا و رائعا بالنسبة لها كما انها لن تنسى على الإطلاق منظر الضباط و الجنود

السودانيين من قوة دفاع السودان فى طابور النصر عام ١٩٤٦ و هى تجلس بجانب زوجها الملك جورج السادس فى لندن ، و هم فى مشية واثقة و أنيقة باجسامهم الفارعة الطول و انضباطهم الملحوظ ..

فى العام ١٩٦٥ زارت الملكة اليزابيث السودان و كان حينها الفريق عبود قد تنازل عن الحكم عقب ثورة أكتوبر ١٩٦٤ و لكن الملكة اليزابيث سألت الدكتور التجانى الماحى رئيس مجلس السيادة انذاك ان كان بإمكانها كتابة خطاب للرئيس

السابق عبود فكان رده على الملكة عظيما اذ قال لها :—

يشرفني ان اسلم خطابك للفريق ابراهيم عبود بنفسى فهو صديقى منذ عهد الشباب و اننا قد كنا جيران ..

حكى الفريق الفاتح بشارة فى سفره القيم أنه قد رافق الدكتور التجانى الماحى لتسليم خطاب الملكة اليزابيث له بمنزله فى حى العمارات بالخرطوم و قد اختار الدكتور ان يذهب إلى عبود بالسيارة الرولزرويس الحمراء و بكل المظاهر

السيادية ليعرف جيرانه أنه لا يزال يتبوا مكان التجلة و الاحترام و هكذا كان كبارنا فى السودان يتسامون فوق السياسة ..

كتبت الملكة اليزابيث التى ذهبت إلى الضفة الاخرى من النهر اليوم الخميس الثامن من سبتمبر إلى الفريق ابراهيم عبود الذى سبقها فى نفس و ذات اليوم قبل ٣٩ عاما ما يلى حسب كتاب الفريق الفاتح محمد بشير بشارة :—

( لو كان البروتوكول يسمح لزرتك فى بيتك و انت الذى دعوتنى لزيارة السودان، و لو كان هناك شىء واحد قد كدر زيارتى للسودان فهو اننى لم أجدك ، و لكنها السياسة )

و لمن لم يتذكر الرئيس إبراهيم عبود فهذه الأسطر تذكره

الفريق إبراهيم عبود (26 أكتوبر 1900 – 8 سبتمبر 1983)، رئيس جمهورية السودان ورئيس الوزراء السوداني للفترة (1958-1964م)، ولد بشمالي السودان من أبناء قبيلة الشايقية، تخرج في كلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم حاليًا) عام

1917 م، ثم التحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918م، عمل بسلاح قسم الأشغال العسكرية بالجيش المصري حتى انسحاب القوات المصرية في عام 1924 م، حيث انضم إلى قوة دفاع السودان، عمل في سلاح خدمة السودان وفرقة

العرب الشرقية وفرقة البيادة. عين قمنداناً لسلاح خدمة السودان عند السودنة ثم ترقى إلى رتبة أميرالاي عام 1951م. نقل إلى رئاسة قوة الدفاع كأركان حرب ثم ترقى إلى منصب نائب القائد العام عام 1954م. قاد أول انقلاب عسكري

بالسودان في نوفمبر 1958 م وكان انقلابه في الحقيقة استلاماً للسلطة من رئيس وزرائها آنذاك عبد الله خليل عندما تفاقمت الخلافات بين الأحزاب السودانية داخل نفسها وفيما بينها، وقد كانت خطوة تسليم رئيس الوزراء السلطة للجيش

تعبيرا عن خلافات داخل حزبه، وخلافات مع أحزاب أخرى.

حينما استلم السلطة، أوقف العمل بالدستور، وألغى البرلمان، وقضى على نشاط الأحزاب السياسية، ومنح المجالس المحلية المزيد من السلطة وحرية العمل, وبارك انقلابه القادة الدينيون في ذلك الوقت لأكبر جماعتين دينيتين: السيد عبد

الرحمن المهدي زعيم الأنصار، والسيد علي الميرغني زعيم طائفة الختمية. ولكن انخرط في معارضته معظم الأحزاب السودانية وقاد المعارضة السيد الصديق المهدي رئيس حزب الأمة.

اتجه حكمه باتجاه التضييق على العمل الحزبي والسياسي و قد حل الأحزاب وصادر دورها. كما اتخذ سياسة فاقمت من مشكلة جنوب السودان حيث عمل على أسلمة وتعريب الجنوب . أطاحت به ثورة أكتوبر الشعبية 1964 م، وقد استجاب

لضغط الجماهير بتسليم السلطة للحكومة الانتقالية التي كونتها جبهة الهيئات. توفي في 1983 م.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى