
منذ ان بدأت برامج التواصل الاجتماعي و هي أصبحت لها تأثير مباشر على البشرية حتى اصبح الجميع له حق بالإندماج بهذه الشبكة و ببرامجها المختلفة و منها الإيجابية والسلبيات وما لبثت وان ظهر ما كنا ان نتصور ظهورة بمجتمعاتنا…
ولا اريد ان ادخل في هذه التفاصيل الذي لا تكاد تخفي على احد إلا ويعرفها ولكنني سوف أتطرق الى ظاهرة قد تبدو مسلية وظريفة ولكنها تحمل الاثر السلبي على سلوكيات الافراد في المجتمع ولكننا للأسف الشديد مستمرون بها و بترويجها..
على سبيل المثال:
في احد الأيام كان الفيلسوف سقراط جالسًا مع تلاميذه وكانت امرأته تغسل الثياب فراحت تحدثه بأمر ما وبلهجةً حادة فلم يجبها وهنا اشتد غضبها فتقدمت منه و صبت فوق رأسه الماء الساخن من وعاء كبير فقال الفيلسوف على الفور :
(أبرقت ثم أرعدت ثم أمطرت)
!! لو إنه عندنا كان هفها بكف يرعد وجهها حتى تبرق عيناها ثم تمطر))..
عبر هذا المثال الذي ابتسم البعض للبرهة الاولى وهو يقرأ مفرداته..
السؤال .. اي من الرسالتين سوف نتأثر بها ..
رسالة الفيلسوف أم رسالة ذاك العربي؟
للأسف الشديد سوف نتأثر بذلك العربي وترسخ بعقلنا كلماته ليس لكونها صحيحة انما عقليتنا تستجيب إلى شرطين مهمين ..
أولهما السياق اللغوي حيث يأتي مألوف للعقل وبرمجته اللغوي ويستجيب له بشكل سريع والثاني هي اخر الكلمات التي دائما تكون لها التأثير في وقع السامع في أغلب الأحيان من اي حديث او رسالة تأتي أكثر ترسيخا في العقل وهذا ما
يسمى الخلاصة او الزبده عند البعض ..
و لهذا إن اغلب البلدان العالم التي تسعى لخلق إنسان نموذجي تراقب الإعلانات وكافة وسائل السمعية والمرئية حتى لا تؤثر سلبا على سلوكيات الفرد …
لو لاحظنا بعد خروج اليابان من الحرب العالمية الثانيه أول خطوة ارتكازيه لبداية مشوارها لتنهض من جديد وفق رؤيا جديدة كانت خطوة التربية..
فبدأت أول مراحل تطوير الذات والتنمية هي دراسة الاخلاق وفق مناهج تدرس بها كيفية التعامل مع الأخر ..
ومن ثم وضعت خططا صناعية وعلمية ..
وجدوا أن الأخلاق هي العتبة الأولى لصناعة الإنسان ومن ثم صناعة دولة متقدمة ..
ولجعل الفرد عنصر فعال بالمجتمع ..
الدكتورة مها آلحشاش
دولة الكويت