لم تعد متابعة المنافسات الرياضية في وقتنا الحالي مقتصرةً على عشاق الرياضة، بل أصبحتتجذب شريحةً واسعةً من الشبان والشابات المهتمين بآخر صيحات الموضة الحديثة، من *احذية والبسة * وتجهيزات رياضية فريدة، إلى تسريحات شعر غريبة،
وأقراط و”إكسسوارات” عجيبة،وغيرها من التقليعات المبتكرة المرتبطة بنجوم الرياضة. وتعد ظاهرة الوشم واحدةً من أبرز تلكالتقليعات، وأكثرها انتشارًا في عالم الرياضة، وسنفرد المقال التالي للحديث عن تلك الظاهرة:
قد يجهل البعض أن تاريخ الوشم يعود إلى أكثر من خمسة آلاف عام! فقد شوهدت علامات لعدةوشوم على جسد مومياء أوتزي التي عثر عليها في جبال الألب عام 1991، وتبين أنها تعود لرجلعاش في العصر النحاسي، أي قبل 3400 عام من الميلاد، وقد
حافظ جسده على شكله بسببالثلج والجليد الدائم في المنطقة، ورجح العلماء أن يكون وجود تلك الوشوم على جسده *لأسباب علاجية*.
يعود استعمال الوشم إلى أكثر من 5000 عام عندما استعمل لأغراض علاجية ولكن للاسف الشديد انتشر في الاونة الاخيرة رسم التاتو و الوشم عند الرياضيين بشكل *ملحوظ وفي* جميع اماكن الجسم كافة بدون مايعرفون آو يتساءلون تاثير هذه
الوشوم التي تزين اجسامالرياضيين على ادائهم الرياضي بشكل خاص وعلى صحتهم بشكل عام ،فقد اجرت عدة دراساتعلى مدى تأثير الوشم على عملية التعرق ،لان عملية رسم الوشم تحتاج الى غرز رواسب الحبر فيالجلد في عمق يتراوح مابين ثلاثة وخمسة
مليمترات وهو نفس عمق الغدد العرقية في *الجلد وخلال * هذه العملية تؤثر الصدمات الصغيرة الناتجة عن تكرار الثقوب على هذه الغدد.علاوة علىذلك وجود الالمنيوم الموجود في الحبر يؤدي الى تقليص افرازات التعرق ،فعملية التعرق مهمة عندالرياضي لانها تنظم
وتعدل حرارة الجسم لذلك يعتبر الرسم معرقل لعملية التعرق وكذلك يؤدي الىنقص الصوديوم في الجسم بالاخص عند الرياضيين اللذين يمارسون تمارين مطولة وخاصة فيالمناطق الحارة يعانون من خسارة كبيرة للصوديوم وهو مايعرضهم لخطر استنزاف *احتياجات
هذا * العنصر في الدم ومن علامات هذا الخلل في الجسم تشنج العضلات والصداع والدوخةوالغثيان .
اشار طبيب الامراض الجلدية (اغناسيو سانشيز كاربينتيرو) ان الحبر قادر على الانتقال من الجلدالى الغدد الليمفاوية ومن الممكن ايضا ان يتسرب هذا السائل (الحبر)الى اجهزة اخرى في الجسم،لكن لازالت الابحاث لم تحدد بدقة مضار الوشم على الجهاز المناعي
ولكن من المنطقي انه كلما *زاد حجم * الرسم في الجسم كلما ازداد احتمال وجود بعض المضاعفات . ناهيك عن ماحرمه الله وديننا الاسلامي :لقوله تعالى ؛(لعن الله الواشمة والمستوشمة) وما من شيء نهى عنه *الله ورسوله * فهو خير للبشرية دمتم بصحة
وعافية.
