رئيس برلمان و وزير الدفاع و المالية الأسبق البلجيكي وزير دولة حاليآ اندري فلاوو ،: ” إسرائيل هي طفلآ أوجده المجتمع الدولي و هو طفل مدلل لا يستمع لأحد و لا يهمه أحد
#الشبكة_مباشر_الدبلوماسي و الإعلامي حسان البلعاوي
لا تكاد تمر أي مناسبة خاصة بفلسطين في بلجيكا ان كان على المستوى الرسمي ، او على المستوى الأهلي ، الا وتجد اندري فلاوو ، وزير الدولة ، حاضرا ويدلي بدلوه وما يتفق مع قناعته منذ ان كان فتا صغيرا ، برفض الظلم ونصرة الحق والقانون .
اندري فلاوو ، وزير الدولة
فهو يخاطب البرلمان الفيدرالي البلجيكي كنائب و رئيس فخري له يعد ان كان سابقا رئيسا له ، في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني و يوجه أسئلة لرئيس وزراء بلجيكا ا ووزير خارجيتها ، مطالبا بلجيكا الانحياز للقانون الدولي الرافض للاحتلال الإسرائيلي وسياساته على الأرض والتي يصفها بدون تردد ان
سياسة الابارتهيد التي كانت سائدة في جنوب افريقيا .
وهو يفتخر دائما باستقباله للرئيس الراحل ياسر عرفات في المطار عندما كان وزير الدفاع و باستقبال خلفه الرئيس محمود عباس تحت فيه البرلمان الفيدرالي البلجيكي عندما كان رئيسا له .
التزام فلاوو بقيم العدل و الحرية و التضامن يعود للبيئة الاسرية التي نشأ بها والى مساره النضالي عندما كان طالبا ومناضلا في دعم نضال الشعوب في حق تقريرها مصيرها ان كان في تشيلي ، وفيتنام وفي العديد من الدول الافريقية .
ولد في أغسطس 1955 في ، في منطقة والهين ، احد مدن إقليم ولوني الناطق باللغة الفرنسية ، والده كان موظفا في مؤسسة علم الميكانيكا و تطبيق القوانين الاجتماعية، اما والدته فكانت ربة بيت و هي التي تولت تعليمه .
ورث اندري شغفه للسياسة في سن مبكرة ، من جده الذي كان يعمل في قطاع سكك الحديد و القطارات وكان جزء من نقابة يسيطر عليها اليسار والتي كانت تؤثر أيضا على العاملين في قطاع البريد ، ولعبت هذه النقابة دورا هاما في دعم المقاومة ضد الاحتلال الألماني النازي ، اما جدنه فكان لها أيضا دور في
المقاومة حيث اعتقلتها سلطات الاحتلال النازي ووضعتها في سجن سانت جيل في بروكسيل ، وكانت مجمل الاسرة جزء من المقاومة وكان جده يطلب منه قراءة جريدة ” لوسوار ” بالإضافة لقراءة جريدة نقابة العمال ، وقد انتقلت الاسرة لاحقا للعيش في فرنسا ، وشكلت هذه الظروف الاسرية عاملا حاسما في حياة اندري.
شغف اندري بالسياسة قادة السعي الى امتلاك روية أوسع للعمل السياسي ، فالتحق بأحد المدارس الثانوية المختصة في مدينة جامبلو ليدرس الاقتصاد، الجغرافيا والتاريخ ، وهي علوم ساعدته الوصول الى فهم أوسع للخارطة الجغرافية السياسية للعالم ولمسائل الصراعات الإقليمية والدولية والتي يتمحور
الجزء الأكبر منها حول أماكن الثروات على هذه الخارطة ، كما اوجدت هذه العلوم لدى الشاب الطموح اهتماما بقضايا الذاكرة والتراث وهي التي ستوهله بعد عقود ان يعمل على موضوع ذاكرة بلجيكا وخاصة في عدد من الدول الافريقية والتي كانت خاضعة للاحتلال البلجيكي مثل الكونغو .
ضمن هذا السياق انتمى الى الحزب الاشتراكي منذ عام 1973 ، ، في فترة عرفت بلجيكا ، مثل فرنسا والعديد من الدول الأوروبية ، وجود لجان التضامن مع فيتنام التي كانت تخوض حربها التحريرية ضد الولايات المتحدة ، ومع تشيلي والتي شهدت انقلابا رعته الولايات المتحدة ضد الرئيس المنتخب سلفادور اليندي .
في هذه الفترة نضج الوعي السياسي لاندري فاصبح مناضلا متمرسا في العمل الحزبي فقاد عدد من الخلايا الحزبية وهو داخل المدرسة وقاد تظاهرات طلابية احداها كانت ضد وزير الدفاع البلجيكي، ولم يدر بخلد الفتى المتحمس انه بعد عقود سيصبح هو نفسه وزيرا للدفاع في مطلع الالفية الثانية .
نصح عدد من نواب الحزب الاشتراكي اندري ان يلتحق بمقاعد الدراسة الجامعية في جامعة بروكسيل الحرة ليدرس العلوم السياسية والعلاقات الدولية والإدارة العامة ، وهذا ما تم حيث شكلت الجامعة لاندري مساحة جديدة يعمق فيها وعيه السياسي والتزامه ويخطو في مسار طويل يقوده الى اعلى المواقع
في الدولة البلجيكية .
الجامعة كانت مسرحا حيويا للنشاط الطلابي اليساري على المستويات السياسية والثقافية ، وهناك ومن خلال لجنان التضامن مع حركات التحرر الوطني في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية وفي المقدمة حركة التحرر الوطني الفلسطيني ، بدا انري فلاوو يعي مفردات القضية الفلسطينية كقضية استعمار
وساهم في تعميق هذا الوعي ثلاثة أساتذة جامعين ، تتلمذ اندري على أيديهم و تركا بصمة هامة في مساره ، الأول اسمة مارسيل ليبمان والثاني فيليب مورو والثالث غي سبيتال ، وهولاء الشخصيات الثلاثة هما احدى الاعمدة للحزب الاشتراكي البلجيكي ومؤيدين للنضال الفلسطيني ، احدهم كان مارسيل
ليبمان ، يهودي الديانه ، معروف بالتزامه اليساري الماركسي الرافض للاحتلال والإسرائيلي وشكل مع الشهيد نعيم خضر ، اول مدير لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في بروكسيل ( استشهد في الأول من حزيران 1981 امام منزله في بروكسيل ) ، ثنائيا كان يشرحان القضية الفلسطينية في كافة المنابر الجامعية والإعلامية.
بعد ان نال شهادته الجامعية بدرجة البكالوريوس في العلوم السياسية والإدارة العامة ، تولى العديد من المواقع الحزبية داخل الحزب الاشتراكي ومنها مركز الدراسات والأبحاث الخاص بالحزب بالإضافة الى المواقع الوظيفية الهامة مثل مؤسسة الضمان الاجتماعي الاشتراكي والوكالة الوطنية للولادة والطفولة
حتى عام 1995 ، حين أصبح وزيرا في الحكومة الفيدرالية للخدمة المدنية ، ومسؤولا أيضا عن المحاربين القدامى ، وهو الذي جعل منه متابعا عن قرب كل ما له علاقة بالذاكرة .، وقد بقي في هذا الموقع قرابة 12 عاما .
وفي يوليو من عام 1999 ، تم تشكيل حكومة جديدة برئاسة الليبرالي غي فيروهوشتاد ، ضمت للمرة الأولى الخضر بالإضافة لليمين لليبرالي والذي كان من ابرز شخصياته لوي ميشيل ، وزير الخارجية وهو مؤيد للحق الفلسطيني ، شغل فيها اندري فلاوو موقع وزير الدفاع وبقي فيه قرابة ، أي وزير الدفاع ثماني
سنوات متتاليه حيث ادخل إصلاحات عميقة في نظام الدفاع واجرى مراجعة شاملة لنظام انفاق الجيش وادخل البعد الإنساني في عمل الدفاع وهي في نفس الفترة التي شغل فيها فلاوو حقيبة الدفاع ، رفضت بلجيكا المشاركة في الحرب الامريكية على العراق في عام 2003 وبناء عليه رفض وزير الدفاع
السماح للطائرات الامريكية التحليق في السماء البلجيكية للتوجه لضرب العراق ، كما منع استخدام المطارات البلجيكية لطائرات الاستخبارات الامريكية بالرغم ان بلجيكا عضو في الحلف الأطلسي بل حتى تحتضن مقره في العاصمة بروكسيل ، وهذا ما كان يقوله المسؤولين الأمريكيين وكان رده الدائم انه يريد
تفاصل عن تحرك الطائرات الامريكية من اين تأتي والى اين تذهب وما ذا تفعل حتى يسمح لها باستخدام المطارات .
ومما يذكره اندريه خلال مشاركته في هذه الحكومة انه في عام 2002 كانت بلجيكا على موعد قضية ساخنة اثارت تفاعلا على مستوى عربي ودولي وهي القضية التي رفعها عدد من ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا ضد رئيس وزراء الاسرائيلي السابق اريل شارون وذلك امام المحاكم البلجيكية بموجب قانون
بلجيكي سابق صدر عام 1993 ، كان يسمح تطبيق الولاية القضائية الدولية , وطبقا لهذا القانون كان ممكنا للمتضررين من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية رفع دعاوى ضد مرتكبي هذه الجرائم بغض النظر عن جنسية الضحية أو المعتدي أو المكان الذي يُرتكب فيه هذا النوع من الجرائم .
وقد نتج عن هذه القضية، ليس فقط ازمة مع إسرائيل والتي كادت ان تصل الى قطع العلاقات ولكن ايضا مع الولايات المتحدة الامريكية التي هددت بلجيكا مباشرة بسحب مقر الحلف الاطلسي من أراضيها ، ومنع أي نائب او دبلوماسي او عسكري أمريكي دخول بلجيكا ، وتحت هذا الضغط كان على بلجيكا ان
تلغي هذا القانون ، ويرى فلاوو ان هذه الفترة جميلة بالنسبة له وانه اذا عاد الزمان الى الوراء فلن يتردد باتخاذ نفس المواقف .
من المواقف التي يفتخر بها اندري فلاوو في تلك الفترة خلال توليه وزارة الدفاع بالإضافة الى ملف المحاربين القدامى انه نجح بأقناع مجلس الشيوخ البلجيكي في 2003 بسن قانون البلجيكي2003 ، يكرم الأشخاص الذين عملوا في الحرب العالمية الثانية على إخفاء الأطفال اليهود في بلجيكا من أجهزة الامن
الألمانية التي كانت تلاحقهم وبإيجاد مخصص مالي شهري لهؤلاء الأشخاص وقد سمت الدولة البلجيكية هذا المخصص باسم ” مخصص فلاوو ” لاته صدر بناء على اقتراحه وجهوده .
سمحت المواقع الرسمية و الحزبية والتي تولاها اندري الاقتراب من العديد من القضايا العادلة ومنها القضية الفلسطينية والتي كانت محط اهتمامه واهتمام رفيقة دربه ماري جوزي لالوا والتي كانت عضو برلمان ، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية ورئيسة محافظة باربان ولان .
التزام اندري فلاوو ، برفض كل اشكال الاضطهاد والقمع وبدعمه للشعوب المناضلة من اجل حريتها ومنها الشعب الفلسطيني ، سبب له مشاكل مع مجموعة مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي في بلجيكا وتمارس ضغوط شتى على كافة الأحزاب والشخصيات والتي تنتقد سياسة الاحتلال الإسرائيلي .
ففي 26 مايو من عام 2008 ، وفي الذكرى الستين للنكبة ، نظمت احدى حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني تظاهرة جماهيرية في احدى ساحات مدينة نيفيل ، الواقعة في إقليم والوني في محافظة باربان ،تمثلت في مسرحية تحاكي ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي وطرده للشعب الفلسطيني
من ارضه حيث وضع متضامنون مع الشعب الفلسطيني لباس جيش الاحتلال وقاموا بتمثيل دورهم وهم يطردون فلسطينيين ، من نساء وأطفال ورجال كبار من بيوتهم بشكل وحشي ويضعونهم في شاحنات ويقومون بترحيلهم ، وقد طافت هذه التظاهرة عدد من شوارع المدينة ، وكان المتظاهرين الممثلين
يتحدثون بصوت عال ، يشرحون ما حدث للشعب الفلسطيني قبل 60 عاما ويوزعون بيانا يشرحون فيه النكبة للسكان .
لم يرق هذا المشهد المؤثر لأحدى مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل ، واسمها ” اللجنة التنسيقية للمنظمات اليهودية في بلجيكا ” فتدخلت لدى السلطات البلدية في مدينة نيفيل لمنع المتظاهرين من اكمال مسيرتهم ، وقامت ببث فيديو من 6 دقائق للمشهد وتوزيعه على شبكات التواصل الاجتماعي ويظهر
في الفيديو ، جانب من التظاهرة والتي تم منع استمرارها ، ويظهر أيضا في الفيديو ، نائبة فيدرالية من حزب الخضر اسمها تيريز سنوي ، تعرب عن انزعاجها من الضغط الذي تم ممارسته لمنع التظاهرة من اكمال مسيرتها وتعرب عن اسفها لرضوخ الأحزاب والقوي السياسية للضغوطات التي تمارسها بعض
المجموعات اليهودية وعلى كافة المستويات .
ويظهر في الفيديو ( والذي وزعته اللجنة التنسيقية للمنظمات اليهودية في بلجيكا ) أيضا اندري فلاوو والذي كان حينها عضو في المجلس البلدي في بلدية نيفيل ، وهو يتحدث شفهيا دون ورقة ، حيث يقول حرفيا ” اني احس بالعار لمدينتي نيفل ، عندما يتم منع تظاهرة او تعبير عن راي ، وانا اعتبر ذلك انحراف خطير ، وانا كاي انسان عاقل ، منزعج وغاضب عنما أرى أطفال يعانون ، ونساء يعاملون بشكل سيء ويتم اغتصابهن ورجال يتم معاملتهم بشكل سيء وحريات يتم قمعها .”
خلال 12 عاما ونصف كنت بها وزير ا ، بذلت كل جهدي حتى لا يتم نسيان الفظائع التي عانى منها الشعب اليهودي خلال الحرب العالمية الثانية ، والتي يجب ان نتذكرها دائما ، وقد كان لدينا هذا الالتزام وبالتالي فاني أطالب أيضا ان يكون لدينا نفس الالتزام والتصميم ونفس الإرادة لإسماع صوت هولاء الذي
يعانون بشكل مستمر ، وان لا يصبح ذلك امرا عاديا ، اني مصمم ان اناضل ضد كل اشكال التطرف ، النازية والفاشية ، أينما وجدت وفي أي مكان تقدم نفسها ـ من اجل ذلك انا هنا ”
وفي نهاية الفيديو وضعت اللجنة جزء من تعريف معاداة السامية الذي وضعه مركز البحث عن العنصرية في الاتحاد الأوروبي لمعاداة السامية ، في 2004 ، والذي جاء فيه ، طبقا للفيديو ” يمكن أن تشمل الأمثلة على الطرق التي تتجلى بها معاداة السامية نفسها فيما يتعلق بدولة إسرائيل مع الأخذ في الاعتبار
السياق العام والتي تشمل ” اجراء مقارنة بين السياسة الإسرائيلية المعاصرة النازية”
وقد حاولت اللجنة التنسيقية للمنظمات اليهودية في بلجيكا ، الإيحاء في هذا الفيديو والذي وزعته على نطاق واسع ان اندري فلاوو بكلامه هذا والذي يشبه سياسة إسرائيل بالنازية ، حسب ادعائها ، فهو معادي للسامية.
رفض اندري فلاوو هذا الادعاء واعتبر ان تم المس بشرفه فقام بتقديم شكوي قضائية ضد اللجنة التنسيقية للمنظمات اليهودية في بلجيكا في محكمة بروكسيل الابتدائية وكسبها ، ولكن اللجنة طلبت في 2009 استئناف القضية رافضة الحكم الذي صدر لصالح اندري فلاوو , وبعد سنوات من مداولات في أروقة
القضاء البلجيكي ، والتي كان لها ردود فعل سياسية وإعلامية على اعلى المستويات ، أصدرت محكمة استئناف بروكسيل في 2014 ، وفي نفس الفترة التي حدثت فيها الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسيل في اذار 2014 ، قرار برفض دعوة فلاوو ضد لجنة تنسيق المنظمات اليهودية في بلجيكا ، ملزمة
إياه بدفع اتعاب الفضية والتي خسرها .
امن فلوو ان عمل وزير الدفاع في بلجيكا يجب ان يتخطى الجيوش وانه يجب ان يطال الجانب الإنساني وتقديم الدعم اللازم له ، لانه الوجه الاخر للدفاع ، والذي يسميه دبلوماسية الدفاع والتي يجب ان تسير جنبا الى جنب مع الدبلوماسية البرلمانية والتي مارسها والتي يرى فيها ان مكملة للدبلوماسية
الرسمية التقليدية ، وهو يذكر الدعم الإنساني الذي عمل على ايصاله من خلال وزارة الدفاع البلجيكية الى لبنان في عام 2006 لدى تعرضها للعدوان الإسرائيلي .
كما أولى في عمله اهتماما خاصا بالذاكرة والرموز والتي تتخطى الحواجز ، فعندما فازت ميشلين باشلي ، في رئاسة تشيلي في عام 2006 ، والتي كانت من الشخصيات الاشتراكية المعارضة لنظام الرئيس الأسبق بينوشيه ، طلب اندري فلو ان يمثل بلجيكا في حفل تنصيبها ، وعندما ذهب الى هناك ذهب
أولا يضع اكليل ورد على ضريح الجنرال سيرجو بوبلي والذي كان لاجئا سياسيا في بلجيكا عام 1973 و كان صديقا له ، ثم ذهب لحفل التنصيب ، كما ذهب الى ضريح الرئيس سلفادور أليندي أول رئيس دولة في أمريكا اللاتينية ذي خلفية ماركسية انتخب بشكل ديموقراطي. شغل منصب رئيس جمهورية تشيلي
منذ 1970 وحتى 1973 عند مقتله في الإنقلاب العسكري الذي أطاح بحكمه والذي خططت له ونفذته وكالة المخابرات المركزية الإمريكية بقيادة الجنرال أوغستو بينوشيه.
نفس الامر في فيتنام والتي زارها 3 مرات وحتى قبل ان يتم رفع الحظر عنها والتقي قائد معركة التحرير الجنرال جياب والتقى مجموعة من المحاربين القدامى والذي قاتلوا في الانفاق قي مواجهة الجيش الأمريكي .
والحال نفسه مع فلسطين والتي يحرص، كلما استطاع ، المشاركة في التجمعات الجماهرية في بلجيكا وخاصة مع الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة حيث يرى ان هناك تفاعل جماهيري ، خاصة في قطاع الشباب يتخطى حركات التضامن التقليدية مع الشعب الفلسطيني والنقابات والأحزاب
السياسية ، ويذكر في هذا السياق التظاهرة الضخمة التي تمت في شوارع بروكسيل في مطلع عام 2009 ، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة ، جنبا الى جنب مع رئيس الحكومة البلجيكية آنذاك ورئيس الحزب الاشتراكي ايليو دوروبو وسفير فلسطين آنذاك ليلى شهيد ، يرى انه يجب تكثيف العمل
من اجل فلسطين مثلما كان الحال مع فيتنام وتشيلي .
ودائما في الرموز يذكر ان طلب من الحكومة البلجيكية، بصفته وزير الدفاع يستقبل الرئيس الراحل الرئيس ياسر عرفات في زيارته لبروكسيل في الأول من حزيران عام 2001 ، حين حضر الرئيس عرفات مع وزير الخارجية آنذاك لوي ميشل ، ندوة في جامعة بروكسيل الحرة ، عن الشهيد نعيم خضر وذلك في
الذكرى العشرين لاستشهاده في الأول من حزيران 1981 ، ويلتقي مع رئيس وزراء بلجيكا وقادة الاتحاد الأوربي ، كما يذكر اندري انه عندما كان رئيسا للبرلمان الفيدرالي حرص على استقبال الرئيس محمود عباس في فبراير 2010 وتنظيم جلسة رسمية له .
ويعود وزير الدولة فلاوو في زيارته لفلسطين في منتصف التسعينات مع مجموعة من أعضاء المجلس الشيوخ البلجيكي وهناك التقى الرئيس عرفات ولاحقا رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز وسلمه دراسة كانت قد أعدتها مؤسسة الدراسات والأبحاث ايميل فنديرفيلد ، والتي كان يديرها ، وتتناول
بروكسل كعاصمة موحدة للإقليمين الكبيرين الذي يشكلان بلجيكا ، لتكون فكرة ملهمة للقدس عاصمة لدولتي فلسطين و إسرائيل .
يرفض الرئيس الفخري للبرلمان الفيدرالي المحاولات التي تسعى اسكات أي انتقاد لسياسة إسرائيل ووصم هذا الانتقاد بانه عمل معاد للسامية ويقول بكل صراحة ان ” إسرائيل هي طفل تم خلقه من قبل المجتمع الدولي وهذا الطفل اصبح مدللا ولا يستمع لاحد ولا يهمه احد وهذا امر مقلق ”
في الانتخابات التشريعية لعام 2009 ، اصبح اندري فلاوو نائبا في البرلمان الفيدرالي عن حزبه الاشتراكي والذي قرر ترشيحه لرئاسة البرلمان حتى عام 2014 ، عاد بعدها من جديد للعمل الحكومي حيث اصبح وزيرا في حكومة إقليم والوني بروكسيل والذي يمثل المجموعة الناطقة باللغة الفرنسية في بلجيكا ،
يشغل حقيبة الميزانية ، الوظيفة العامة والتبسيط الإداري حتى عام 2019 .
بقي ادري فلاوو والذي يحتفظ بلقب وزير دولة والذي منحه إياه قبل ملك البلجيكيين في 2009 ، وهو الحائز من قبل ذلك التاريخ ، على وسام ملك البلجيكيين ليبولد الأول ، كأعلى وسام في النظام العسكري والمدني في بلجيكا ، يدافع عن القضية الفلسطينية في كل المنابر ومنها البرلمان الفيدرالي ، حيث ما
زال يحتفظ في عضويته بالإضافة لرئاسته الفخرية له .
ويرى ان هذه القضية الفلسطينية تعاني من كونها من ” اقدم القضايا في العالم ومن تبسيط كثير في وسائل الاعلام انها ” حرب بين طيبين إسرائيليين في مقابل اشرار فلسطينيين بينما هي في الحقيقة قضية استيطان وقضم للأراضي وهي فضية سجن مفتوح بدون سقف وقمع مستمر ، ومع ذلك يجب
الاستمرار في الدفاع عن القضية الفلسطينية ، لان ما يحدث هناك هو باختصار فصل عنصري ” ويجب ان تتواجد مجموعة من الدول ولو صغيرة تقول “لا للسير بشكل مستمر خلف الولايات المتحدة ويجب ان نحرر الحديث عن إسرائيل من الماضي ”