رحلات التعلم في السودان (رحلتتي د و هـ )
#الشبكة_مباشر_الخرطوم_بروفيسور الشفاء عبدالقادر حسن

الرحلة الثالثة د
تعتبر صناعة ومنتجات السعف من الصناعات التي يتميز بها السودان. إذ انها تعم كل أجزاء السودان شماله وجنوب وشرقه وغربه ووسطه ولكل منطقة طابعها المميز في تصنيع منتجات السعف. والسعف هو جريد أشجار الدوم والنخيل وورقه الناشف، ويعد السعف اهم مكونات التراث الشعبي حيث ظل معظم
السودانيين يعتمدون عليه في تصنيع الأثاثات ومستلزمات المنزل وحافظات الطعام كالمشلعيب والقفة والبرش الأبيض القصير لحمل الوفيات والتبروقة والبرش الطويل للصلاة والبرش الأحمر المزين بالألوان للعرس. والسلال أنواع كثيرة حسب ثقافة كل منطقة. كما تصنع من السعف المقشاشة والحبال. ويستخدم
في عمل البيوت المتنقلة وعرش البيوت الثابتة في المناطق قليلة الأمطار. كان لمشروعنا دور كبير في تحويل منتجات السعف إلى منتجات سياحية وكما اسلفت فقد وجدت ان القفة بعد إضافات جمالية بسيطة تباع بالدولار ولها سوق في كثير من المناطق السياحية في العالم. الأستاذات المبدعات أمنيات
وأثيلات ونور الهدى شكلن منظومة إبداعية في هذا المجال في ود بندة والسنوط والبيجا، وكان همنا الحفاظ على هذا التراث من الإندثار فاستعنا بواحدة من نساء المنطقة لتعليم البنات الضفيرة. كما قامت المدربات بتدريب النساء والفتيات على هذه الصناعة الجميلة. مثل هذه الصناعات التحويلية يمكن أن تلقى
رواجا عالميا وتدعم الإقتصاد السوداني وتفتح فرص عمل للشباب والشابات فقط تحتاج إلى مساعدة الجهات الرسمية ودعم هذه البرامج.
الرحلة الثالثة ه:
هذه تكملة الرحلة إلى غرب كردفان مدن السنوط وود بندة والبيجة بعد أن تخلفت الميرم عن الركب. تعتبر الجلود من أهم الثروات في السودان ولكن هنالك هدر عالي في هذه الخامة في الريف لأن السلخانات محدودة بمحدودية أهل القرى،كما يتم الإستغناء عن جلود السمايات والأفراح والكرامات وهذا الهدر
تمت معالجته في دورات أخرى بعد دراسات علمية مميزة سنذكرها ورغم ذلك وجدنا ان هنالك إقبالا عاليا على صناعة المنتجات الجلدية نسبة لبعد المدن الصغيرة من المدن الكبيرة. وأيضا حاجة النساء للتجديد في المناسبات والأعياد في الأحذية والمطابق والشنط. عملت المدربات عملية مسح لمعرفة الذوق
العام في الأحذية ووجدن ان معظم النساء يفضلن الأحذية الخفيفة والمتينة نسبة لبعد المسافات بين القرى. المرأة الكردفانية ذكية ومبدعة احيانا تنتج منتج أجمل مما تم التدريب عليه. كان للمدربات دور كبير في التغيير المجتمعي وتغيير السلوك الإقتصادي فتعلمت النساء أنه لا يوجد شئ في المنزل يمكن
الإستغناء عنه ولكن يمكن تحويله إلى منتج مفيد يضيف جماليات للمنزل فجمعت النساء سلال البلاستيك والجرادل وعلب الحلوى القديمة وحولنها إلى منتج جميل جدا والبعض عمل منها تجارة.
بروفيسور الشفاء عبدالقادر حسن