تعد المخدرات حلقة اساسية من حلقات الاستهداف المبرمج للشباب العربي خصوصا والإسلامي عموما اضافة الى العديد من الحلقات الاخرى الهادفة الى تدمير المجتمع العربي والاسلامي فقد تكفلت تلك الحلقات منذ اقتراب القرن الماضي من نهايته بتدمير المجتمع العربي والاسلامي حيث الحروب
والحصارات والغزو ثم تصاعدت بشكل كبير وملفت للنظر بعد بداية القرن الحالي عن طريق الغزو الثقافي والمؤامرات المتتالية ابتداء من مسرحية ١١ ايلول ٢٠٠١ مرورا بغزو افغانستان ثم العراق وتشويه صورة الإنسان العربي والمسلم على انه انسان همجي ارهابي مجرم لا يعرف سوى القتل والدمار، لتأتي
بعد كل هذا لعبة الربيع العربي هذه الاكذوبة التي فتحت كل أبواب الوطن العربي على مصاريعها لجميع انواع الفتن مستغلين تكنلوحيا النت والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها التي صارت لا تعد ولا تحصى لِبَث السموم الثقافية والاخلاقية والاجتماعية فتمكنوا من تأنيث الشباب العربي وتذكير فتياته
من خلال الملبس الذي صار ضيقا جدا وممزقا وبنصف حجاب والان بلا حجاب ثم الشكل والمكياج والميوعة والخدر الذي اصاب الأمة بكاملها بسبب هذا الغزو المبرمج الذي لم يجد للأسف من يقاومه دينيا وثقافيا واجتماعيا ولا حتى سياسيا بل بالعكس وجد السياسيون فيه فرصتهم وضالتهم لإلهاء الناس عنهم
ثم جاءونا بمحاولات حثيثة لإدخال ما يسمى بمجتمع المثليين وشرعنته في مجتمعاتنا التي كانت الى وقت قريب ترفض كل أنواع هذا الغزو المدمر .
وكأيٍ من حلقات التآمر أعلاه فلابد لآفة المخدرات الإرهابية من عوامل تساعدها على التفشي في اوساط المجتمع وخصوصا شريحة الشباب وتعتبر البطالة من اهم تلك العوامل التي تجعل من الشباب الباحث عن فرصة عمل تعينه على تحقيق ذاته وتأمين حاجته وبناء اسرته ولم يصل إليها عرضة وهدفا بل
وصيدا سهلا لمروجي تلك الآفة الساعين لتدمير الشباب واشغاله بنفسه وتخريب عقله في نشوة مؤقتة تضيع مستقبله بالاضافة الى عدم وجود القوانين اللازمة والحازمة لمعاقبة المروجين قبل المتعاطين لها بعقوبات اشد حزما وصرامة لان المروج يعتبر اخطر من المتعاطي فالمتعاطي قد يؤذي نفسه ولكن
المروج يدمر مجتمع بكامله ومن الطبيعي والواقعي ان لا يكون المروجين من فقراء المجتمع كما هو حال ضحاياهم بل هم شبكات مافيا كبيرة تقف وراءها دول ومؤسسات وتنظيمات محلية واقليمية وعالمية للاستفادة منها في تمويل مؤامراتها بل وصارت مصدرا مهما لتمويل موازنات بعض الدول والمؤسسات
والتنظيمات اضافة الى الهدف الاهم وهو تدمير المجتمعات المستهدفة وهذا يستدعي وجود دولة قوية متمكنة من ضبط حدودها وموانئها ومطاراتها مع إصدار قوانين لا تتسامح مطلقا مع المروج اولا ثم المتعاطي ثانيا وبهذا يمكن ان تجفف منابع تلك الآفة القاتلة والتي لا تقل خطورتها عن كل أشكال الارهاب
والفساد الاخرى الامنية منها والسياسية والاقتصادية لذا صار من الضروري ان تلفت كل حكومات الوطن والبلاد الاسلامية لهذا الخطر المحدق بمجتمعاتها التي تعتبر الهدف الاول لكل ذلك التآمر وتلك المؤامرات .