يوم غد الاثنين من المتوقع أن تصبح هولندا واحدة من الدول القليلة التي تعتذر عن دورها الماضي في العبودية
#الشبكة_مباشر_روتردام_وداد علي داود
من المتوقع أن تصبح هولندا يوم الاثنين واحدة من الدول القليلة التي تعتذر عن دورها في العبودية، حيث يعتزم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إصدار اعتذار رسمي أمام البرلمان، فيما سيلقي أعضاء حكومته خطابات في سبع مستعمرات كاريبية سابقة، بما في ذلك سورينام.
ورغم أن اعتذار هولندا عن دورها في العبودية لاقى ترحيب العديد من الجمعيات الإنسانية وحكومات الدول المسعبدة سابقًا، إلا أنه أثار تساؤلًا وسط الشعوب الكاريبية حول ما إذا كان الإعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها هولندا ضد الإنسانية كافيًا.ففي سورينام، يقول النشطاء والمسؤولون إن الحكومة الهولندية لم
تطلب منهم تقديم معلومات حول الماضي الاستعبادي أو المشاركة بأي شكل من الأشكال في سن خطاب الإعتذار، ووصفوا ذلك بانعكاس للموقف الاستعماري الهولندي، ويقولون إن المطلوب حقًا هو التعويض.
وفي عام 2013، قدمت الكتلة التجارية الكاريبية المعروفة باسم “Caricom” قائمة بالطلبات بما في ذلك أن تعتذر الحكومات الأوروبية رسميًا عن دورها في العبودية، وأن تنشئ برنامجًا لتعويض أولئك المتضررين من جرائمهم.
وقال السيد أورلاندو دانيال، وهو أحد أبناء العبيد الذين هجرتهم هولندا قصرًا من موطنهم، إن الإعتذار وحده لن يكون كافيًا أبدًا، وأن التعويض المالي سيبقى المطلب الأساسي للشعوب التي عانت لسنوات من الاستغلال والقمع، مشيرًا إلى أن المستعمرين الهولنديين اختطفوا الرجال والنساء والأطفال
واستعبدوهم في مزارع السكر والبن وغيرها من السلع التي بنت ثروة هولندا على حساب أولئك المستعبدين.
كما دعى يوهان روزر، رئيس اللجنة الوطنية للعبودية في سورينام، الحكومة الهولندية إلى عدم الإكتفاء بالإعتذار وتقديم تعويضات لجميع أسلاف العبيد، وقال إن وزير الحماية القانونية فرانك ويرويند، الذي لديه أسلاف من العبيد وسيزور سورينام يوم الاثنين، يجب أن يحصل أيضًا على تعويضات.
وقال روميو برون، رجل أعمال يبلغ من العمر 58 عامًا في سورينام، إنه سيكتفي باعتذار رسمي من هولندا، لكنه يريد سماعه من ملك هولندا أو رئيس وزرائها.
ودعى السياسيون ومنظمات المجتمع المدني في سورينام إلى تأجيل الإعتذار الرسمي حتى 1 يوليو/ تموز 2023، لأنه يصادف مرور 160 عامًا على إلغاء العبودية في البلاد.
الجدير بالذكر أن هولندا انخرطت لأول مرة في تجارة الرق عبر المحيط الأطلسي في أواخر القرن السادس عشر، وأصبحت أحد رواد هذه التجارة في منتصف القرن السابع عشر، عندما استولت على الحصون البرتغالية على طول الساحل الغربي لأفريقيا والمزارع في شمال شرق البرازيل.
وفي نهاية المطاف، أصبحت شركة الهند الغربية الهولندية الواجهة الكبرى لتجارة الرق عبر المحيط الأطلسي، كما قال كاروان فتاح بلاك، الخبير في تاريخ الاستعمار الهولندي والأستاذ المساعد في جامعة ليدن في هولندا.
المصدر/ AP News