مقالات

دكتوراه فخرية

#الشبكة_مباشر_بغداد_د كاظم المقدادي

المنهج في اقصاء العقل الفعال ، هو باحالة العلم والعلماء الى دكان البقال ، وبسبب هذا الحال .. يخرج العراق صاحب الحرف الاول ، عن المؤشر العالمي في المنافسة الدولية لتصنيف الجامعات الرصينة والموصوفة بالجهد والعلم والكمال .

خرجنا .. وسنخرج / لان البناية المدرسية الواحدة ، صارت تتحمل دوام اربع مدارس في اليوم الواحد .. ولان شهادة البكالوريوس خلت من سنين الرسوب ، فالزحف موجود ، والعبور محمود، والنجاح بلا حدود .

اما الحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه .. فصار اكثر سهولة ومرونة من الحصول على شهادة البكالوريوس .. في طريقة التعليم والتنظيم والتسليم ، واصبحت قاعات طلبة االماجستير والدكتوراه مزحومة بالعشرات ، بعد ان كان العدد لايزيد عن اربعة طلاب وطالبات .

للاسف .. فالحصول على الشهادات العليا اليوم .. وفي هذا الزمن المهزوم والمأزوم .. يجري من دون تعب ولا سهر ، ولا كورسات مهمة تذكر .. ” البعض ” من طلبة الدراسات العليا .. يلجأون الى مكاتب باب المعظم ، فهي تهيء لهم المراجع ، وتؤشر لهم المصادر ، وتكتب نيابة عنهم الاطار المنهجي للبحث

، وتقسم الاطروحة الى عدد من الابواب والفصول والمباحث والاصول .. وما على الطالب الا القراءة والتحضير ، في ليلة “العرس العلمي” لنيل شهادة المصير .. يرافقه مهوال العشيرة الذي يسبق لجنة المناقشة الى القاعة.. والويل لعمادة الكلية التي لا( توجب) العشيرة وشيوخها ، ولا تمنح درجة الامتياز لأحد

فحولها.

اما الذين لايستطيعون الحصول على شهادة الدكتوراه “الفعلية” فبعض مهرجانات الاحتفاء و التكريم مستمرة ، وسوق التنافس مستعرة .. وهي تعلن عن نفسها مستقرة ومطمئنة .. وستجعل منك “افضل شخصية” علمية للعام الميلادي والهجري ، وحتى الحجري .. بفضل توهج عقلك المحموم .. بفضل

تناول (الثوم) .

وان تعذر .. وفاتك الحصول على الشهادات العليا و مهرجانات التكريم ، لتكون شخصية معروفة و مرموقة ، مهضومة ، ومضمونة .. فأن شهادات الدكتوراه ( الفخرية ) بانتظارك بلا اجور ، ولا بخور .. ولايهم ان تكون بمستوى علمي رفيع .. المهم ان تكون ” سطلة ” تستوعب المحاصصة والتفصيخ .. ولا يضر ان

كنت تمتلك سيارة سايبة للاجرة ، او من سكنة المريخ .. ولا حتى صاحب سيارة سوداء فارهة مظللة خارج نطاق التفتيش ، والتنبيش .

وان فاتتك الشهادة الفخرية .. فانتظر من سيقدم لك شهادات مبتكرة على نمط الشهادات الجاهزة والمجانية ، وسيكون نوعها مثل فخرية / رمزية ، حمدية ، بدرية ، گورجية .. ومع هذا السيل الجارف من الشهادات الاهلية ، يصبح الجهل للجميع .. بدلا من العلم للجميع .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى