أدب وفنمقالات

إلى باريس ..مدينة النور شعر: هلال السيابي

#الشبكة_مباشر-مسقط

١ باريسُ كم قد تغنّتْ باسمِك العُصُر
و كم رمى الكونَ منكِ الحُورُ والحَوَر

٢ إذا ذكرنا البيانَ الفرد نبّهنا
إلى جلالِك تلك الأنجمُ الزهُر

٣ وإنْ أتينا إلى التاريخِ ننشدُه
أجاب والمجد بادٍ والعلا قدَر !!

٤ أيدٍ كمؤتلقِ البدرينِ خافقةُُ
على العصورِ ، وما ألوتْ بها العُصُر

٥ ” هوجو ” و
” مولير” عنوان لكوكبة
من النجوم ، وما أدراك ما النفَر!!

٦ و ليس تنسى
” لفولتير” براعته
لكن “بجارودي” كان العقل يفتخر

٧ بمثلهم قامت الدنيا وما قعدت
إذا البيان ببيض الهند يشتجر !!

٨ فما لباريس من بعد الجلال غدت
لا سورَ للعقل يحميها ولا سُرُر !!

٩ طاحت بكفٌِ غلامٍ لا خلاق له
كما تَفَلَّتُ من أوتادِها الحُمُر

١٠ ما إن يَرى في تراث ‘السين غير
” شَباً ”
على الجزائر أرساها الألى غدروا

١١ وما رأى أبداً ل”لسٌين “منقبةً
إلا التي فجّرتها العصبةُ الفُجُر

١٢ كأنما القتل والإجرام منقبة
– يا ويحهم – و فخار إن هم افتخروا

١٣ خانوا المسيحَ وكانوا باسمه افتتحوا
غُلْب الديار ، ولم تحمد لهم سِيَر !!

١٤ سلِ الجزائرَ عنهم ، واروِ قصٌَتَهم
يجِبْك دمعُُ من التاريخِ منهمر

١٥ لم يبقَ من حجَرِِ لم يشكَ فعلتهم
آهٍ اذا ما شكى التاريخ والحجر

١٦ واليوم يَهذِي غلامُ السٌِينِ معتقداً
بأنه قيصرُُ لو خانه القِصَر

١٧ سحقاً لمثلك يا مكرون من قزم
لم يُدرَ هل هو أنثى صاحِ أم ذكر !!

<<>>

١٨ غلا بك الجهل أم غالى بك البطر
مكرون ، أم غالبتك الكأس والوتَر

١٩ فقلت ما قلت لا تدري حقيقة ما
تقول ، أنّى يعي السكران والخَمِر !!

٢٠ عيناك لم تريا مجداً لأمتنا
فتستفيق ، ولا أوحَتْ لكَ العصُر

٢١ رأيتَنا وخريفُ العمر يغمِرُنا
فسدَّ جفنيك منّا تلكم الغُمَر

٢٢ أما علمت بأن الدهر من كرة
وأنه أبداً تهفو به الأكر

٢٣ ولو تذكٌَرتَ يوماً من أسنّتنا
على الجزائر لانقدٌَت بك الذٌِكَر

٢٤ أجل .. لقد صلتمُ جورا ومظلمة
لكنه البغي لا يبقي ولا يذر

٢٥ فذقتمُ الكأس مرّاً من أساودنا
حتى نفرتم كما قد تفعلُ الحُمُر

<<>>

٢٦ باريسُ أينَ الهوى العذريّ ساطعةً
نجومه الشمٌُ ، أو أعلامُه الزٌُهُر

٢٧ أينَ الألى مجٌَدَ التاريخُ موكِبَهم
وأين من وردوا البدرين أو صدروا

٢٨ رعياً ل”جوستاف ” كم نارت بموكبه “حضارة العرب” واستعلت به الأطر !

٢٩ قد قال قولته ، والحق يعضِدُه
ومن شمائِلنا الحسنى له وَزَر !

٣٠ لم يعرف الدهر مثل العُرْبِ في خُلُقٍ
أنّى غزوا ، ومتى غاروا أوِ انتصروا !!

٣١ بمثله أبدا طلتِ السها قدراً
باريس ، وانعقدت من حولك الأزر

٣٢ حتى غدوتِ ملاذاً للورى وحمىً
و منزلا دونه المرّيخ والقمر !!

<<>>

٣٣ ياسيدي يارسول الله معذرة
فأنت أعظم – خيرَ الخلقِ – من عذروا !

٣٤ إنا لنعلم لو صالوا ولو جمحوا
فكل ذاك هباء ماله أثر !!

٣٥ لا تسمع الشهب أصوات الكلاب وإن
دوٌَى النباح بها أو هرٌَت الهِرَر !

٣٦ قريش من قبل قد زاغت وقد أثمت
بما حداها اليه الزور والخَوَر !

٣٧ فأسفر الدهر عنهم والقليب لهم
مأوى ، وأنت على المريخ تأتمر !!

<<>>

٣٨ يا “طيّب ” الذكر يا ابن المجد من قِدَم
أبشر فقد ناصرتك الآيُ والسٌُوَر

٣٩ وقفتَ وقفةَ ليث معلم فعوت
سود الكلاب ، وخارت تلكم الحُمُر

٤٠ قد كنت وحدك في الجُلّى وصاحبَها
فاضرب بدرّتك الشمّاء يا عمر !!

* شاعر عماني ، عمل بوزارتي الاعلام والخارجية ، فكان رئيسا لتحرير جريدة عمان فمديرا عاما للاذاعة العمانية فسفيرا بكل من الكويت والجزائر ودمشق ورئيسا للجانب العماني بالهيئة الاستشارية لمجلس التعاون

8 ربيع الأول 1442هـ

٢٥ أكتوبر ٢٠٢٠م

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى