مقالات

مصر في ‎قلب العالم ‏‎بين المشرق والمغرب العربي

#الشبكة_مباشر_أمستردام_بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير

‏‎‏‎بلاد العرب أوطاني ‏‎وكل العرب خلاني‏‎من دبي الي طنجة‏‎ومن بغداد الي أسوان‏‎من جبال حفيت في الخليج وسلطنة عمان الي قمة جبل توبكال والأطلس في المغرب ‏‎من هونج كونج الشرق في دبي ‏‎الي سويسرا الصحراء في المغرب ‏‎من جبل قاسيون في دمشق الي جبل موسي في سيناء وجبال اليمن وصنعاء

وجبل الأولياء في السودان وجبال الجزائر ‏‎من أسواق الحميدية والشورجة وسوق واقف وأسواق ديرة الي سوق الموسكي ‏‎من حسينيات العراق الي حسنيات المغرب والتكية المصرية في الحجاز مع كسوة الكعبة فوق جمل المحمل من مصر ‏‎من باب زويلة في قاهرة المعز‏‎الي باب دوكاله Doukala غربًا ‏‎من نهري

دجلة والفرات في الشام الي نهر النيل بمصر والسودان ‏‎ونهر الليطاني في لبنان ونهر الأردن ‏‎الي منابع أم الربيع وأبو الرقراق في المغرب وبحيرة طبرية في فلسطين وبحيرات مصر ‏‎من كنيسة بيت لحم مهد المسيح ‏‎دير معلولا في الشام ‏‎الي أديرة وكنائس أقباط مصر ‏‎من الشارقة والدوحة الي القدس وبنغازي

وتونس وتلمسان ونواكشوط وفاس ومكناس ومراكش ‏‎من المسجد الحرام في مكة المكرمة والمدينة المنورة الي جامع الأمويين في الشام الي المسجد الأزهر في القاهرة لجامع الزيتونة والقرويين ومسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء ‏‎هذا العالم العربي الكبير الممتد من الخليج العربي شرقًا في أسيا الي

المحيط الأطلسي غربا في أفريقيا ‏‎مثل جناحي طائر عملاق لكن قلبه النابض هي مصر العظيمة تاريخيًا وجغرافيًا أيضًا لأنها تتوسط خارطة العالم القديم والجديد تربط بين قارتي آسيا وأفريقيا عبر قناة السويس وشبه جزيرة سيناء معبر الأنبياء منذ ابراهيم الي يوسف وموسي وعيسي المسيح مع أمه مريم العذراء

‏‎من قطار البراق السعودي في المغرب بين طنجة والدار البيضاء‏‎الي تالجو الطلقة الإسبانية في مصر ‏‎ومن قطار الحجاز القديم من الشام الي وادي حلفا بين مصر والسودان‏‎ الي قطار المشاعر المقدسة ‏‎لنقل حجاج بيت الله الحرام

‏‎ومن مواني دبي العالمية الي ميناء طنجة نقطة التقاء افريقيا مع أوروبا والعالم ‏‎عبر مواني مصر في دمياط والإسكندرية والسويس ‏‎وكارثة تدمير ميناء ووسط مدينة بيروت بعد انفجارات ضخمة حدثت بسبب سوء تخزين لسفينة راسية تحمل مواد كيماوية متفجرة

‏‎من بترول العراق والخليج الي غاز الجزائر ونفط ليبيا مع فوسفات المغرب الي الصمغ السوداني ‏‎من المقبلات اللبنانية والمناقيش السورية مع زيت شجرة الأرجان Arjan والطاجين المغربي والزيتون والطعام المصري والمنسف الأردني والمقلوبة والكبسة السعودية والحلوي العمانية وتمر العراق بلاد النخيل

‏‎ومن مضيق هرمز في عمان ‏‎ومضيق باب المندب في اليمن بوابة جنوب البحر الأحمر ‏‎الي مضيق جبل طارق في البحر المتوسط عبر قناة السويس ومدينة بورسعيد شمالًا ‏‎مصر الكبيرة هي جسر حضاري هائل ربط بين الشرق والغرب علي مدار آلاف السنين ‏‎من رفح طابا وشرم الشيخ شرقًا الي مطروح والسلوم

غربًا ‏‎ومن الأسكندربة شمالًا الي الأقصر وأسوان وجبال النوبة وحلايب وشلاتين جنوبا ‏‎درة الزمان وعبقرية المكان كما وصفها الكاتب الراحل جمال حمدان‏‎مصر العظيمة التي دافعت دائمًا عن نفسها وعن جيرانها العرب والمسلمين ‏‎خاضت خمس حروب خلال 25 سنة فقط انتصارًا لنفسها ودفاعًا عن الحقوق

والأراضي العربية حتي انتصار 6 اكتوبر 1973 ‏‎كما انقذت تاريخيًا شرف العرب بانتصارها علي الصليبيين عام 1187 في حطين بقيادة صلاح الدين‏‎كذلك قهرت التتار المغول في معركة عين جالوت عام 1260 بعدما قتلوا الخليفة العباسي الأخير واستباحوا بلاد الشام والعراق وكانوا في طريقهم لمصر المحروسة ‏‎مثلما

يفعل الإسرائيليون في العرب الفلسطينيين من قتل وتشريد وتهجير من ديارهم الي شتات الغربة‏‎جيش “الإحتلال الي زوال” هذه حقيقة واقعية نؤمن بها حسب ماوعدنا الله في سورة الإسراء من القرآن الكريم ‏‎حتي تعود الحياة لهذا العملاق النائم “المغيب” الغارق في الفتن الدينية والمذهبية ومؤامرات الصراعات

الدولية ‏‎حتي فرقت بين الأشقاء في السعودية واليمن في حروب دائمة منذ 1964 وما قبلها

‏‎ثمانية سنوات منذ بداية حرب “عاصفة الحزم” علي حوثيين اليمن عجزت السعودية علي حماية نفسها وحليفتها الإمارات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بمساعدة ايران حزمت السعودية جنوبًا وشرقًا وفي لبنان

‏‎كذلك التوتر الحاد بين المغرب والجزائر ونزاعات حدودية علي الصحراء منذ حرب الرمال 1963 ‏‎بعيد الإستقلال عن فرنسا وإسبانيا التي مازالت تحتل أراضي مغربية في أفريقيا مدينتي سبتة ومليلية وجزر الخالدات ” الكناري”‏‎كما تحتل ايران منذ عصر الشاه بهلوي الجزر الإماراتية الثلاث طنب وأبوموسي‏‎كما تحتل تركيا

أراضي الأناضول السورية ‏‎واسرائيل تحتل فلسطين العربية منذ عام 1948 ودنست القدس الشريف في نكسة العرب عام 1967‏‎لأنها تؤدي دورها القذر المرسوم لها من الغرب الإستعماري الخبيث في شق الجسد العربي ‏‎وتعتبر الحرب الصليبية العاشرة ( تسع حروب من 1096 – 1291 قبل عودتهم مع الإستعمار )

علي بلاد العرب والمسلمين لكن هذه المرة مع شعارهم الجديد نجمة داود

‏‎حتي لا ننسي أن مصر العظيمة خيرها علي كل العرب وغيرهم ‏‎منذ عهد الخليفة عمر ابن الخطاب ‏‎وعمر ابن عبد العزيز ‏‎حتي جمال عبد الناصر والسادات طوال 1400 سنة ‏‎مصر صاحبة فضل عليهم قبل ظهور الغاز والنفط وهو منحة إلهية ليس لهم دخل فيها‏‎كما أن قناة السويس المصرية كانت سببًا في طفرة نمو

دول الخليج كلها وتسابقهم في بناء الأبراج وناطحات السحاب في دبي جدة والدوحة والبحرين ‏‎تحدثوا كثيرًا عن تجديد الخطاب الديني المطلوب للتطور ‏‎وليس تجديد الدين نفسه‏‎لأنه عقيدة ثابتة وليس تراثاً شعبيًا ينفذ حسب رغبات الناس‏‎لكن لماذا لا يتجدد خطاب كنائس الغرب والمعابد اليهودية أيضاً‏‎التي تبث

الحقد والكراهية في صدور أطفالها وأبناءها ضد العرب والمسلمين

‏‎مصر أيضًا قلبًا نابضًا للعالم الإسلامي رغم خلافاته المذهبية مع إيران الشيعية ‏‎يمتد شرقًا من إندونيسيًا وماليزيا الي تركيا وأفغانستان وباكستان والهند إيضاً بها مسلمين أكبر من كل مواطني العالم العربي ‏‎لكنهم يظلون أقلية نسبة لعدد السكان الضخم في شبه قارة الهند التي عادت الي الحضن العربي

والحقوق الغربية لإعادة أمجاد زعيم إستقلالها جواهرلال نهرو مع الزعيم جمال عبد الناصر والزعيم سوكارنو بطل تحرير إندونيسيًا مع يوسف تيتو زعيم يوغسلافيا قبل تفكيكها الي سبع دول جديدة ودخولها في حروب طاحنة في البوسنة والهرسك مع صربيا وكرواتيا سلوفينيا والجبل الأسود مع كوسوفو ومقدونيا

الشمالية‏‎القاعدة إذن هي توحيد أوروبا والغرب لكن مع تفريق دول الشرق ( حتي شرق أوروبا أوكرانيا مثلًا )‏‎لهذا ضاعت فلسطين وبعدها الصومال ثم ضاعت ليبيا وسوريا واليمن ‏‎وسوف ينتهي وجود العرب كلهم للأبد إذا لم يتحدوا بأقصي سرعة ‏‎لأنهم يعيشون نفس حالة شبيهة بعرب الطوائف في الأندلس ‏‎كانوا

22 إمارة متناحرة ( نفس عدد الدول العربية) وكانوا يتحالفون مع أعداءهم الإسبان ضد بعضهم حتي سقطت غرناطة في 1492 ‏‎وأخشى من تكرار ذلك وسقوط مكة والمدينة لا قدر الله وتكون النهاية الأبدية لقبائل العرب الحمر

‏‎رغم أن ديننا واحد وقبلتنا واحدة ‏‎لكننا اختلفنا في كل شيءٍ سياسيًا ورياضيًا وثقافيًا أيضا الشيء الوحيد الذي اتفقنا عليه هو أتجاه أطباق الديش !‏‎لمشاهدة القنوات الفضائية ومتابعة مباريات الليحا الإسبانية والبريمييرليج الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا‏‎الجامعة العربية أيضًا فشلت في القيام بدورها طوال 70 عامًا

من الخلافات العربية ‏‎فشلت حتي في الدفاع عن لغتنا العربية من هجمات التغريب من فرنسة المغرب وأمركة المشرق ‏‎مع لهجات محلية عربية هجين مع الانجليزية والهندية والفارسية في الخليج العربي ‏‎بينما اللهجة الدارجة المغربية جل كلماتها تبدأ بحرف السكون مثل الحسن تصبح لحسن والعربي لعربي

واليهود ليهود إلى آخره‏‎مفرداتها عربية فرنسية إسبانية وأمازيغية للسكان الأصليين قبل دخول الإسلام‏‎ترامب رئيس أمريكا السابق دفع عرب الخليج والسودان والمغاربة أيضًا للهرولة والتطبيع مع إسرائيل ‏‎”بإغراءات مختلفة لم تتحقق أبدًا “‏‎رغم قتلها للعرب ورفضها لمبادرة السلام العربية ” الأرض مقابل السلام”

لكنها احتلت الأرض والمقدسات وحصلت علي السلام مجاناً مع أموال وثروات الخليج

‏‎دليل علي رفض المصريين للتطبيع‏‎أنك لا تجد أبدًا علم إسرائيل في شرم الشيخ طابا وسيناء ومصر كلها‏‎بعد 45 سنة من معاهدة السلام التي عقدها الرئيس الشهيد أنور السادات عام 1979 ‏‎سوف تجد علمهم الأزرق فقط علي سفارتهم في القاهرة

‏‎اليهود يزورون بيوت أجدادهم في حارة اليهود والملاح ومقابرهم القديمة الباقية في بلاد العرب بعدما قتلوهم وسرقوا أرض فلسطين ‏‎بل ويطلبون منهم تعويضات مالية عن أملاكهم في زمن خيبر والمدينة ! ‏‎ماذا عن حقوق الفلسطينيين أيضًا ‏‎أم أنهم يبحثون عن جذورهم “في بلادنا” بينما يقتلعون جذورنا نحن من

أرض آبائنا وأجدادنا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى