دراسة جميلة و مهمة لشركة ماكنزي و لكن ماذا تعنينا نحن في بلادنا المأزومة دوم ؟؟؟

آخر الإحصائيات في بلادنا العربية تشير إلى أن 70 إلى 100 مليون عربي لم يتعلموا القراءة والكتابة ويمثّلون ما يقارب 27% من سكان المنطقة ومعظمهم نساء مما يعني بأن مربّيات الأجيال القادمة في دولنا هُنّ أُميّات كما وتشير منظمة الإسكوا في تقريرها الأخير بأنه أكثر من 130 مليون عربي يعيشون دون مستوى الفقر أي ما يمثّل ثلث سكان المنطقة بينما نجد في المقلب الآخر أكثر من عشرة بالمئة من مواطني الدول العربية وبالأخص المأزومة منها يفاخرون بالغنى الفاحش وثرواتهم المتعددة الأطراف… إذا فلنحاول أن نقرأ وضعنا الحالي ولا نستغرب أزماتنا ونحن الأرض التي قيل عنها أنها منبع الأديان ومن المفروض أن نكون مصدر الخير الموجود على المعمورة…

فقر وجهل وتجهيل وفساد وسرقات وقتل وأفكار مُدّمِرة استفحلت في أراضينا أما كل الجمال الخُلُقي والعِزّة والشهامة والغيرة على الأرض والعِرض الذي تميّزت به بلادنا عن باقي دول العالم استُبدِلت في يومنا هذا بالاحتيال تحت عنوان” اقتناص الفرص” وتكديس الثروات. السؤال هنا ماالذي سبب تسارع الأحداث بهذا الشكل والدمار الهائل على كافة الأصعدة الذي حلّ بأراضينا؟؟؟ برأي المتواضع بأن العولمة والانفتاح الذي لا حدود له وسهولة الوصول إلى الأحداث في لحظتها والتي دخلت إلى بيوتنا بحجّة المدنية والحضارة والتقدّم إلى الأمام بقدر ما هي مفيدة للإنسان ولكنها قد سببّت تراجعا خطيرا في مجتمعاتنا في ظل نسبة الجهل والفقر الذي تعيشه هذه المجتمعات.

صراعات دموية من أسوء ما مرت عليه هذه الأمم من قبل لأن الحروب في هذه الأيام تحوّلت فكرية وايديولوجية تهاجم الإنسان في كيانه وتشعره بخطر وجوده فنجد نزعات التكتل والانغلاق على أساس ديني وطائفي أم على أساس عرقي، إثني أم حتى فكري تنتشر بسرعة لا متناهية بسبب سرعة وصول الأفكار إلى كل إنسان في نفس الثانية…
هو واقع يجب أن يجعل كل إنسان فينا لديه/ها الواعي الكافي لخطورة المرحلة أن يفكر على الأقل في المستقبل القريب والمنظور.. إذا كانت أفكار خطيرة ومدمرة تصل إلى كل الناس وثلث المجتمع العربي أُمّي وفقير، فهل كل مُتَلقّي يتفاعل معها الأخبار بنفس الطريقة؟؟؟ يجب أن لا ننسى بأن هنالك أشخاص تربّت في علب مغلقة تراكمت عليها أفكار وتقاليد بالية ثم تأتي هذه الأفكار الخطيرة فتتفجر في داخله ليعود بدوره ويفجرها في مجتمعه…

لقد مرت على بلادنا ملاحماً وحروبًا عظيمة عبر التاريخ قُتِل فيها ملايين الناس ودُمرت فيها مدن ودول وقد عرفنا عن هذه المآسي عبر الكتب القديمة أم الصحف أم حتى وسائل إعلامية كانت تنقل الخبر بعد أن يحصل. بعض هذه القصص كانت دقيقة وحقيقية ومعظمها الآخر كانت تُخاط وتُصوَّر لتصب في مصلحة الرابح. ولكن اليوم نحن في المرحلة الأصعب والأخطر والتي قد تُنهي كل ماعرفناه وافتخرنا به في تاريخنا القديم.

علينا في هذه المرحلة أصدقائي وصديقاتي أن نعيد حساباتنا ونراجع أنفسنا وننظر على الأقل إلى هذه الإحصائيات فنحاول أن نأخذها بعين الإعتبار وأن نشكّل مجموعات طوارئ مدنية للعلاج وإيجاد الحلول وإلا نحن مجتمعات بائدة في المستقبل القريب جدا…
كل إنسان فينا مسؤول عن كل عمل وكل كلمة وعن كل “share ” يتناقله بحجة الدعابة والهضامة..فلنتصرف بحذر ووعي لأنها حقيقة وقّفت عَليّ!!!!

26/2/2023

#خلود_الوتار_قاسم #الوعي #المسؤولية #العولمة #الجهل #الفساد #التجهيل #الدمار #الأمل #السلام #القوة