مقالات

رگعة السوداني .. وشگ عزيز علي

#الشبكة_مباشر_إسطنبول_د. كاظم السوداني

اثار مقالي المعنون( بوابات بغداد) الكثير والمثير من التعليقات المتباينة ، بين متحمس وغير متحمس ، ومتعاطف ومتجاهل لما سطرته في مقالي .
ارتأيت هنا ..الرد على رسالة الفنان الكبير حسن حسني الذي ذكرني بأغنية عزيز علي ( الرگعة زغيرة .. والشگ چبير ) والرد موجه ايضا الى جميع الذين اشتركوا في التعليقات والمداخلات القيمة والاراء المتفاوتة .

” صديقي الفنان الكبير حسن حسني :

افهم من تعليقك يا صديقي ، حرصك الكبير وانشغالاتك الوطنية لايجاد مخرج للطامة الكبرى التي نحن فيها .. فالعقل العراقي الجمعي يشك اصلا في وجود خلطة او عصا سحرية ، تتقلنا من الفوضى الى الديمقراطية الحقيقية ، ومن حال الى حال ، لا يكون صعب المنال .

لكن علينا كسب الرهان بحسن الكلام والبيان ، وبلسان فصيح .. وليس بشعارات تذهب مع الريح .
دعني اقول : قولا فاصلا لماذا هذا التفاؤل بحكومة السيد السوداني ..؟

اولا لمعرفتي الشخصية به ، من خلال تجربة حوار صعب معه اجريته سنة ٢٠١٣ في برنامجي الثاني “المنجز “..

عندما كان وزيرا لحقوق الانسان ، اعترف اني كنت قاسيا في الحوار معه ، وكانت اول الاسئلة حول عدم حصوله على ثقافة قانونية تؤهله ليكون في هذاالمنصب الحساس والمهم .
وبعد سيل من الاسئلة والحوار المتلاحق و المكثف ، لم يتمالك نفسه ، فخرج مغتاضا ملتاعا حرجا .. حتى عرفت فيما بعد ، انه ندم على خروجه غير المأدون ، وسجل نفسه طالبا في كلية اهلية لدراسة القانون .
وهذا يعني ان الرجل لم تأخذه العزة بالمنصب .. بل تعلم الدرس الاول ولو على مضض .. بعدها اتخذ لنفسه مسارا تقويميا جديدا.. واظنه ومن ذاك الوقت ظل مثابرا في اجتهاداته ، وتطوير مهاراته ، وتنويع ادواته في فن ادارة الدولة ، وهذا سر من اسرار وصوله الى منصب رئيس الوزراء .
البعض اعتقد للاسف .. ان السوداني اصبح رئيسا للوزراء وهو من “عشيرتي” فقررت الكتابة عنه والاشادة به طمعا بمنصب يجود به علي .. والذين يعرفوني جيدا ، يعلمون اني من ابعد الناس عن االعشيرة والمناصب ، ومفاتن الحصول عليها .. ولو قرأوا سيرتي الذاتية ، لعرفوا اني أؤمن بأن طالب الولاية لا يولى .
للعلم ..ان السيد محمد شياع السوداني ، قد اتجه في بدايات عمله السياسي الى اياد علاوي وقائمته الوطنية .. لكنه لم يجد فرصته ، بعدها ذهب الى المالكي وجماعته ، وعمل معهم ، الى ان شق طريقه السياسي الخاص ..بالاعلان عن ( كتلة الفراتين) التي سجلت حضورها اخيرا في مجلس النواب .
السوداني .. لم يكن يوما طائفيا .. ولم يكن مع الذين قدموا من الخارج ، اضافة الى خبرته الادارية الطويلة .. وعمله النزيه في مناصب عدة بلا شبهات فساد ذليلة .
الثابت ان احزاب السلطة هم الذين اختاروه ليكون رئيسا للوزراء / ليس حبا به .. انما كحبل نجاة لهم ، بعد ان ارتخى امرهم ، ووهن عظمهم ، وضاقت عليهم الارض بما رحبت ، بشكل صار وجودهم ورطة ، وهم في اعلى هرم السلطة .
/ ادبيا.. لا يستطيع الان ولا غدا ، ان ينقلب عليهم فجأة .
/ اخلاقيا .. لا يمكن ان يتراجع عن سياسته ومبادئه التي اعلن عنها امام الشعب ..
هنا .. علينا ان نفهم موقفه طالما ان سياسته ومساراته تصب في خدمة العراق .
واظن ان مقاطعته والتشكيك بسياسته وبرامجه والوقوف ضده على اساس انه من “نفس الطينة الفاسدة ” التي جاءت به .. سيكون هكذا موقف لصالح احزاب السلطة ، التي رشحته لمنصب الرئيس .
الوقوف معه اليوم .. افضل من التخلي عنه غدا ، طالما انه ظل ينتهج سياسة وطنية لا غبار عليها لصالح العراق والعراقيين.. واظن انه سيقدم استقالته ، ان وجد نفسه متعثرا في تحقيق برنامجه السياسي المعلن .
اخيرا .. صح ان الرگعة زغيرة ، والشگ چبير .. كما كتبت يا صديقي الفنان ..
لكني اقول ايضا :
الزمن العراقي بدأ يضيق .. والامل صار مثل البريق ” .  

انتهى
د كاظم المقدادي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى