اولا- في عام 2019 زارالصين الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون وهو الرئيس الثامن في الجمهورية الخامسة التي بدأت في مايس 1958 والذي بدأت فترة رئاسته الاولى في مايس 2017 وصادفت ظهور (جائحة مرضية عالمية هي جائحة كورونا )وانتجت اوضاعاصحية ونفسية واجتماعية واقتصادية كبيرة عالميا واتهم الرئيس ترامب الصين على انها السبب فيها في وقت ظهرت الصين الممول الاكبر للوقاية الأولية منها (قطعة قماش لغطاء الانف والفم) حيث صارت الدول تتهافت عليها لتجهزها ببضعة ملايين منها.كما انها من الدول القليلة (مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا ) الذين انتجوا لقاحات للوقاية من هذه الجائحة التي لا زالت اثارها في عشرات الدول منها فرنسا التي اتخذ رئيسها ماكرون لمواجهتها اجراأت جذرية منها زيارة الصين لضمان توفير بعض المتطلبات العلاجية ووفرت حكومته لقاحات اميركية وبريطانية مجانية للمواطنين البالغين 65 عاما فما فوق ثم لمن بلغوا الخمسين ثم عممها للجميع .كما وافقت حكومته بالتنسيق مع المؤسسات المختصة اتباع مرونة واسعة في اساليب العمل فيما صار يعرف ب(العمل عن بعد) لكل الذين يمكنهم فعل ذلك شريطة الا يلحقوا اضرارا في مؤسساتهم التي تولت الدولة تعويضهم عما يلحق بهم من خسائر مما خلق استقرارا نفسيا واقتصاديا في فرنسا .
ثانيا في شباط 2022 واجه الرئيس الفرنسي باعتبار بلاده عضوا مؤسسا منذ عام 1957 في الاتحاد الاوربي الذي يضم 27 دولة وعضو مؤسسا منذ عام 1949 في حلف الأطلسي برئاسة الولايات المتحدة ويظم 31 دولة بمن فيهم مقدونيا انظمت في اذار 2022 وفنلندا التي انظمت في اب من نفس عام 2022 اي بعد الغزو الروسي الذي بدا في شباط 2022 الى جمهورية اوكرانيا التي هي ليست عضوا لا في الحلف ولا في الاتحاد الاوربي غير انها تلقت كل انواع الدعم الاميركي والاوربي لمواجهة الغزو الروسي مما جعلها وكأنها عضوا في المؤسستين على الرغم من ان ماكرون حاول لبعض الوقت ان يؤدي دور المفاوض المنحاز لأوكراينا مما اضهر روسيا وكأنها وحيدة في الميدان عدى دعم غير مباشر من قبل بيلاروسيا وبلغاريا وجورجيا وكوريا الشمالية وايران ودول افريقية وأوربية متباينة في مواقفها طبقا لمواقفها من الولايات المتحدة وفرنسا.
ثالثا- ظهر الرئيس الصيني شين بينج وكأنه الحليف الرئيس للرئيس بوتين ليحارب هوالاخر وبشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي تفرض على بلاده ايضا حصارا تقنيا وتجاريا.كما تمكن في 2023.3.23 وبالتنسيق مع بوتين لأن يكلف وزير خارجيته (السيد تشين قانغ ) ليجمع في بكين كل من فيصل بن فرحان وزير خارجية السعودية وحسين اميرعبد اللهيان وزير خارجية ايران ويوقع معهما على وثيقة تعهد كل منهما على اعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما وايقاف حملات التشهير المتبادل وعدم تدخلهما في شؤون الاخر في شؤون الدول الاخرى(سوريا ولبنان والعراق واليمن )وان ينسقا مواقفهما في منظمة الاوبك مما اعطى للصين موقعا متميزا ليس فقط للدولتين بل لحلفائهما واصدقلئهما ويضمن للصين مصادرا نفطية مضمونة وبأسعار معقولة ويبعد ولو قليلا السعودية عن الولايات المتحدة التي تحتاج كثيرا المشتريات المليارية السعودية. اي ان الصين لا زالت تصيب عدة اهداف من الحرب الروسية الاوكرانية بما فيها اضعاف بوتين تجاه الرئيس الصيني.
رابعا- في مايس 2022 فاز الرئيس ماكرون بفترة رأسية ثانية واخيرة لكنه لم يعد يملك هذه المرة الأغلبية في مجلس النواب ليمرر مشاريع قوانين غير ان حكومته برأسة مدام اليزابيث بورن استعملت المادة 49 من دستور عام 1958 لتمرير قوانين ليست طارئة ولا استثنائية بل قوانين هامة منها الميزانية المالية التي ارتفعت فيها حصة وزارة الجيش اكثر من ميزانيتي وزارتي التعليم والصحة وقانون رفع سن التقاعد من 62 الى 64 عاما)وهو قانون لاقى معارضة قوية من كل قوى اليسار في البرلمان والذين يشكلون الاغلبية مما برر اندلاع مظاهرات عارمة منذ شهر اذار في معظم قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة والمواصلات والخدمات مع ارتفاع في اسعار البضائع والسلع الامر الذي يجعل ماكرون في موقف ضعيف في داخل بلاده.
خامسا ان اصرار الرئيس ماكرون على اصطحاب الدكتورة (اورسولا فن دير لاين) رئيسة المفوضية الاوربية مع 60 شخصية فرنسية زراعية وصناعية وتجارية وخدمية وسياسية والذهاب للصين في 2023.4.5 في زيارة رسمية لمدة 3 ايام لن تساعده على اقناع الصيني الرئيس شين بتبديل موقفه الداعم الى بوتين لأنه سوف يطالب بدوره الرئيس ماكرون بعدم الخضوع للسياسيات الاميركية وإيقاف الدعم الهائل العسكري والمالي والمرتزقة الى اوكرانيا. وإذا لم يتنازل هذا فذالك هو الاخر لن يتنازل مما يعقد ويؤزم الوضع الاوربي والدولي اكثر.
د حسن الزيدي