أدب وفنمقالات

(غَزْوَةُ حُبٍّ) كتبت الشاعرة التونسيه إكرام الهرقلي

#الشبكة_مباشر_تونس_الحبيب بنصالح

*** الجُزْء الأَوَّلْ(غَزْوَةُ حُبٍّ) ***

رُوحٌ تَرَكَتْ رُوحَهَا لِتَسْكُنَ رُوحًا غَيْرَ رُوحِهَا..
وَ كَأَنَّ مَا بِقَلْبِي يُحْتَضَرْ؛
ّأَرْضُهُ الخِصْبَةُ صَارَتْ قَاحِلَةً
فَقَدْ زَارَهَا الخَرِيفُ طَيْفُ المَوْتِ، إِقْتَلَعَ رُوحَهَا وَ إِغْتَصَبَ أَحْلاَمَهَا، أَطْفَئَ شُمُوعَهُ المُضِيئَةَ
لَطَّخَ صَفَاءَ سَمَاءِهَا بِأَلْوَانِ العَدَمِ وَ الإِنْقِضَاءِ….

**الجُزْء الثَانِي(غَزْوَةُ حُبْ)**

كَلاَمٌ مُبَعْثَرٌ عَالِقٌ بِنَشِيدِ البِدَايَاتِ تَجَاوَزَ سَدِيمَ اللُّغَاتِ، انْتَزَعَ مِنِّي النَشِيجَ وَ الوَجَعَ.
زَمَنٌ انْقَضَى بَلْ مَاتَ وَ مَضَى وَ أَعَادَ لِرُوحِي حُرِّيَتَهَا.

كَأَنَّنِي وُلِدْتُ مِنْ جَدِيدْ، وَ كَأَنَّ بِالإِلاَهِ يُعِيدُ نَحْتَ شَخْصِي بِصِفَاتٍ مُغَايِرَةٍ لِلْمَاضِي لِأَرَانِي أُشِعُّ بِضِيَاءِ الفَرَحِ مُشْرِقَةً بِنُورِ القَمَرِ عَلَى سَطْحِ الظَلاَمِ…
**الجُزْءُ الثَالِثْ”غَزْوَةُ حُبْ”**

بَيْنَ فِجَاجِ الضُلُوعِ، عَبَرَ البَرَارِي دُونَ سَفَرٍ، أَسِيرَ الصَدَى سَاطِعٌ سَدِيمٌ فِي دَمِي صَارِخٌ.

لَهِيبٌ أَحْرَقَ خَطَايَيَ دُونَ حَرْقِي، رِيَاحٌ تَعْصِفُ مِنْ هَدِيلِ المَعَانِي تَمُرُّ عَلَيَّ لِتَمْحِيَ هَذَا السَرَابَ، لِتُعَمِّرَ ذَلِكَ الخَرَابَ.

أَنِينُ الصَدَى يَنْبِضُ مِنْ تَحْتِ رَمَادِ الكَلِامِ يَحْوِي وَحْشَةَ الهَوَى، يَحْمِلُ نَارَ العِشْقِ فِي قَبَسٍ.

عَلَى حَافَةِ الذَاكِرَةِ حُلُمٌ يَمْشِي فِي العَرَاءِ سَابِحًا لاَ يَرْهَبُ الغَرَقَ، لاَ المَوْجُ قَيَّدَ الخُطَى وَلاَ المَرْكَبُ أَبَى التَّوَقُّفَ.

امْتِدَادُ اللَيْلِ مَضَى فَخَلَعَ مِنَ الوَشْمِ النَدَى.

هُنَا عَلَى قِبَابِ الفَجْرِ المُبْتَسِمِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الأُرْجُوَانِ وَ تَطَايَرَتْ عَبَاقَةُ الرَيْحَانِ، مُزِّقَ ثَوْبُ الخَجَلِ وَ تَلاَشَى ضَبَابُ الهَذَيَانِ ؛ لَقَدْ أَيْنَعَتْ بِبَالِي أُمْنِيَةٌ بَعْدَ طُولِ اِنْتِظَارٍ.
إِنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ مِنَ الصَمْتِ، نُثِرَ الغُبَارُ وَ قُرِعَتْ طُبُولُ الأَمَلِ وَاِصْطَفَّتِ جُيُوشُ التَعْبِيرِ بِخُيُولٍ تَقُودُهَا الأَحَاسِيسِ إسْتِعْدَادًا لِغَزْوَةِ الحُبِّ المُنْتَظَرَةِ.
“عن خربشاتي
إكرام الهرقلي “تونس

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى